وصف تيسير خالد المرحلة التي يمر بها النضال الوطني الفلسطيني في الذكرى الثامنة عشرة لرحيل القائد التاريخي ياسر عرفات بالصعبة والمصيرية ، حيث يخوض الشعب الفلسطيني معارك قاسية على المستويات السياسية والاقتصادية – الاجتماعية والجماهيرية وفي الميدان ضد سلطات وقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين وفي وقت تغلق فيه حكومات اسرائيل بسياستها الاستيطانية والعنصرية البغيضة جميع الدروب امام تسوية سياسية للصراع وتمارس فيها دول الاتحاد الاوروبي سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية معايير في كل ما يتصل بالعدوان الاسرائيلي المتواصل وتدير فيه الادارة الأميركية ظهرها لما يسمى حل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره باعتباره ليس من اولويات سياستها الخارجية.
وأضاف : رافقت الرئيس الراحل في النضال منذ بدايات السبعينات من القرن الماضي من بيروت إلى تونس إلى أرض الوطن . وفي المسيرة الطويلة اختلفنا في محطات نضال واتفقنا في أخرى وواصلنا النضال المشترك في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وتحت رايتها وراية برنامجها الوطني ، برنامج العودة وتقرير المصير والدولة وعاصمتها القدس ، وبصرف النظر عن الاتفاق او الاختلاف ، فقد كان الراحل الكبير عنواناً للوحدة الوطنية وللصمود في وجه الأعاصير ، عنيدا في الدفاع عن الثوابت والحقوق وكان حضوره يتجاوز في حجمه ودوره حدود وطنه فلسطين .
وتابع بأن الواجب يملي علينا في هذه المناسبة أن نعبر عن الوفاء للرئيس الشهيد الراحل ولشهداء الشعب الفلسطيني بالتمسك بالوحدة الوطنية والشراكة السياسية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية الموحدة والتمسك بحق شعبنا في تقرير المصير بكل ابعاده ومكوناته بدءًا بالحقوق القومية الجماعية وحقوق المواطنة والمساواة الكاملة لذلك الجزء العزيز من شعبنا في أراضي 1948 ، مرورًا بحقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة وانتهاء بحقنا في العيش في دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وطالب بالبناء على المبادرة الجزائرية للم الشمل الفلسطيني ، التي يرعاها الرئيس عبد المجيد تبون لطي صفحة الانقسام الأسود ، الذي أفسد الحياة السياسية الفلسطينية وشكل حصان طرواده لمختلف أشكال التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية حتى يصبح ممكنا الانتقال إلى ترجمة قرارات المجلس الوطني والمركزي الفلسطيني ، والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة صعود الفاشية في اسرائيل بعد الانتخابات الأخيرة للكنيست الاسرائيلي ، التي جرت مطلع نوفمبر الجاري ، وما يترتب على ذلك من أخطار داهمة تهدد حاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني .
وأكد تيسير خالد أن ما يجري من تطورات في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان حزيران 1967 بشكل خاص وفي الاقليم ومنطقة الشرق الاوسط بشكل عام تبعث فعلا على القلق ، وتدفعنا أن نذكر الرئيس الراحل بكل الاحترام والتقدير كزعيم حافظ على الوحدة الوطنية ووحدة منظمة التحرير الفلسطينية ووحدة الشعب بجميع مكوناته السياسية في مختلف المحطات الصعبة والمنعطفات الخطيرة ، وأن ندعو له بالرحمة ولروحه السلام والسكينة فقد كان شخصية استثنائية يصح فيها القول بأن الراحل الكبير كان رجلاً استثنائيا ، ليس كغيره من الرجال .