تحقيق طائرات مسيرة إسرائيلية .. تحليق مستمر في سماء جنين .. وضجيج يولد حالة من القلق لدى السكان

طائرة مسيرة.jpg

يستيقظ الطبيب الفلسطيني غسان محاميد من سكان جنين شمال الضفة الغربية في ساعات الليل يوميا من نومه مفزوعا بفعل أزيز الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي لا تغادر سماء المدينة.

وتحلق الطائرات المسيرة من دون طيار أو ما يطلق عليها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة "الزنانة" بسبب الضجيج الذي يحدثه صوتها على ارتفاعات منخفضة ما يمكن مشاهدتها بالعين من أي مكان.

ويقول غسان محاميد وهو طبيب متقاعد لوكالة أنباء "شينخوا"، إن تحليق الطائرات بات عنوانا للقلق لدى السكان وتحليقها المستمر والمكثف على ارتفاعات منخفضة يسبب الخوف للأطفال والكبار والنساء.

ويضيف غسان محاميد وهو ينظر إلى السماء ويشير بيده إلى الطائرة أن صوت الضجيج الذي تحدثه الطائرات يشكل مصدر إزعاج للناس سواء في ساعات الليل أو النهار الأمر الذي ينعكس سلبا على المستوى النفسي للمواطنين ويؤثر على الأعصاب.

ويتابع أن الطائرات وما تصدره من ضجيج يخلق حالة نفسية لدى الأطفال الذين باتوا يعرفون أن تحليقها مصاحب لنشاط عسكري أو محاولة رصد النشطاء الفلسطينيين، ما يخلق حالة من الرعب لديهم.

وتكثف تحليق الطائرات المسيرة من دون طيار في جنين ومخيمها منذ مارس الماضي على إثر مداهمات شبه يومية للجيش الإسرائيلي في أعقاب هجمات دامية ضد أهداف إسرائيلية.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي قبل أسابيع إن استخدام الطائرات في جنين يهدف إلى توفير غطاء جوي للقوات العاملة على الأرض ولأغراض الردع لو حدث أي تطور خلال النشاطات العسكرية.

ونقلت الإذاعة العبرية عن المتحدث قوله إن استخدام الطائرات يساعد القوات البرية على العمل بأمان، حيث يستخدم المسلحون طرقا جانبية للهروب والتمركز على أسطح المباني المزدحمة مما يجعل المهمة صعبة.

وفي منزلها الصغير على أطراف مدينة جنين تحاول إيناس (35 عاما) إخراج أطفالها الثلاثة من أجواء الضجيج الذي تسببه الطائرات المسيرة عبر مشاهدة الأفلام الكرتونية أو سماع الموسيقى بصوت عال عبر التلفاز.

وتقول إيناس التي تخشى حلول المساء إن "ساعات الليل طويلة وما أن غابت شمس النهار تقل حركة المارة والناس في الشوارع والحارات ما يزيد من صوت ضجيج الطائرات الذي يسبب الشعور بالخوف والرعب".

وتضيف إيناس التي تضع وسادة على رأسها عندما تريد الذهاب إلى النوم كي لا تسمع صوت الضجيج أن "الطائرة موجودة معنا في كل مكان بالمنزل ولا تفارقنا ما يولد حالة من الخوف لدى الكبار، وتتسأل كيف أوفر لأولادي الطمأنينة".

من جهتها أبدت مريم الطالبة في مرحلة الثانوية العامة انزعاجها من ضجيج الطائرات المسيرة بدون طيار بشكل مستمر في أجواء المدينة ما يصيبها بحالة من التشويش على متابعة دروسها.

وتقول مريم بينما تقضي يوم إجازتها بعد أسبوع من الدوام المدرسي لـ "شينخوا" إن "صوت الزنانة نذير شؤوم على الطلبة الذين يحاولون مراجعة دروسهم ولا يستطيعون القراءة بفعل الضجيج".

وتضيف مريم أن الطالبات يعشن في حالة خوف مع التحليق المستمر للطائرات وعلى ارتفاعات منخفضة سواء داخل المدارس أو في البيوت وأصبح الحديث اليومي بينهن هو أزيز الطائرات.

ويعزو مراقبون وخبراء فلسطينيون التحليق المكثف والمستمر للطائرات المسيرة بهدف جمع معلومات ورصد تحركات لنشطاء فلسطينيين، بالإضافة إلى مساندة القوات العاملة في الميدان حال نفذت نشاطات عسكرية.

ويقول عاطف أبو الرب ممثل نقابة الصحفيين الفلسطينيين في جنين لـ "شينخوا"، إن تحليق الطائرات يشكل حافزا لدى جموع الصحفيين بأن يكونوا على أهبة الاستعداد، حيث جرت العادة أن تكون هناك عمليات عسكرية للجيش الإسرائيلي.

ويضيف عاطف أبو الرب أن الصحفيين اعتادوا على أن يرافق تحليق الطائرات المسيرة اقتحام من قبل الجيش الإسرائيلي لمناطق في المدينة أو المخيم وبالتالي البقاء في حالة ترقب واستعداد للمتابعة.

ورغم أن مدينة جنين ومخيمها يشهدان منذ عدة أشهر حالة توتر كبيرة تترافق مع استنفار لطواقم الإسعاف بشكل مستمر وبقائها في حالة طوارئ تحسبا لأي طارئ، إلا أن تحليق الطائرات المستمر يجعل تلك الحالة أكثر استعدادا.

ويقول محمود السعدي مدير الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية في المدينة لـ "شينخوا"، إن التحليق المستمر للطائرات وعلى ارتفاعات منخفضة يضع طواقمنا الطبية على أهبة الجاهزية.

ويضيف السعدي أن الطواقم الطبية تربط هذا الحال باحتمالية تنفيذ اقتحام أو عملية عسكرية ما يعني أن التحليق المتواصل يعطي مؤشرات ودلالات على عواقب سلبية قد يقودها اقتحام إلى مكان ما في المخيم والمدينة.

وأدان محافظ جنين في السلطة الفلسطينية اللواء أكرم الرجوب التحليق المستمر للطائرات ما يشكل حالة خوف لدى السكان الذين اعتادوا أن يرافقها دم أو اعتقالات أو هدم البيوت.

ويقول أكرم الرجوب لـ"شينخوا"، إن طائرات الاستطلاع تعني الرقابة والتصوير ونقل كل كبيرة وصغيرة إلى الجيش الإسرائيلي.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - جنين (شينخوا)