- د. طلال الشريف
حياتنا أصبحت ليكرا في ليكرا ياريتها ظلت العتبة قزاز والسلم نايلو بنايلو التي غنتها خفيفة الدم والأداء ليلى نظمي، وأغنياتها تجدها خفيفة الوقع وشعبية الانتشار يحبها كافة طبقات الشعب، العالم والجاهل، الفقير والغني، وهي أغاني مرحلة الشعبيات الخفيفة قبل انتصار الرأسمالية المتوحشة وقبل موجات الإرهاب والإجرام في الحروب الأهلية خاصة، وحين كانت الحياة أبسط وأقل تعقيدا وأقل عنفا في حقبة السبعينات والثمانينات وكانت حتى الملابس فضفاضة تريح الجسد والعقول ليست مثقلة بالأزمات الاقتصادية والنفسية والملابس الضيقة الموضة ال سلم slim وال سكني skinny كما هي اليوم ..
كان الناس ينامون مبكرا ويصحون مبكرا لا ترهقهم الجوالات أو الموبايلات وسهرات الفضائيات والإنترنت والحروب والعنف والإرهاب الذي جاءهم فنكد عليهم عيشتهم .
في الصباح الباكر كنت ترى الشارع مليء بالمارة والسيارات من الساعة الرابعة والخامسة صباحا مصحصحين بعد أن ناموا كفايتهم بدري ودون سهر أو ضغط تراكمي من الأزمات كما يحدث الآن ، وعند السابعة لا يتبقى أحد نائما في البيوت فكل يذهب لعمله ومدرسته وجامعته يفطر مبكرا ويمارس رياضته مبكرا ويبقى طوال اليوم نشطاً في مجال عمله لا يحس بنعس أو إرهاق كما نرى اليوم الناس تتثائب وتتثاقل في عملها والطالب ينام في فصله والمدرس تعبان ولا يتحمل الوقوف لشرح الدرس ونسب الغياب والتمارض مرتفعة.
ليكرا ليكرا الإن هي الموضة بعد أن اختنق الجسم من المحزق الذي يعتقل الجسد ويبقيه في حالة ضغط عصبي وبعد أن جربوا تخزيق الملابس للتهوية قليلا لم تحل المشكلة، وعلى قد ما الليكرا يريح الجسم لكنها لو تعرضت لحريق فتحدث كارثة على أجسامنا وقد تكون مميتة تلتصق باللحم لو احترقت، حتى السيارات أصبحت أحدثها يتفتت صاجها أو فايبرها في حوادث الطرق والتصادم بعد أن وجدوا نسب المخاطر أقل على الأنسان من تعجن السيارات والبني آدمين في الحوادث.
الانسان بطبيعته يحب السكن الرحب والشوارع الواسعة والملاهي الكبيرة والأغاني الخفيفة والأكل الخفيف مش زي اليوم ماك وكي أف سي وكنتاكي ومليون نوع من الصوس.
الإنسان بطبيعته يحب الملابس الواسعة لولا فرض الموضة فالأشياء التي تريح الجسم والمعدة والمزاج تريح العقل وتخفف ضغوط الحياة وتشعره بالخفة والراحة النفسية.
نحن في عصر الليكرا سبحان الله نتذكر زمان لما كان بنطلون أو أي شيء ليكرا يطلع في صرة المؤن يقولوا عليه بناتي على طول وما في رجل يلبسه اليوم صرنا نروح نشتري البنطلون وحتى القميص والجاكت وإذا ما في ليكرا ما بينفع.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت