بحب وشغف، خصصت خضراء السواركة (77 عاماً) محلاً لتأجير المقتنيات التراثية التي يتم استخدامها في إحياء المناسبات الوطنية، والسعيدة، باسم تراث البادية، في جباليا شمال قطاع غزة.
تقول السواركة في لقاء مع وكالة (APA) إنها خصصت محلاً لعرض المقتنيات التراثية، التي يتم استخدامها في المناسبات الوطنية، لإبراز التراث الفلسطيني.
وتعمل السواركة على غزل المنتجات التراثية يدوياً بداخل محلها، بألوان زاهية تلفت الناظرين لتأجرها أو شرائها.
وأضافت أن تأجير المقتنيات التراثية أتاحت الفرصة لمئات المواطنين باستعارتها في مناسباتهم السعيدة، لإحيائها بالطريقة الفلسطينية القديمة.
وأشادت السواركة بكثرة إقبال الفتيات على استعارة المقتنيات التراثية لإقامة المناسبات السعيدة، وارتداء الأثواب الفلسطينية التي تصدرت المشهد بالأفراح.
وبينت أن الهدف الأساسي من مشروعها، توفير المقتنيات التراثية بأسعار تناسب الجميع، لتتصدر المشهد مجدداً ويبقى التراث الفلسطيني حياً على مدار السنوات.
ويعمل أبناء السواركة في ذات المهنة، من خلال التجهيزات الخارجية لإقامة المهرجانات التراثية، والمناسبات الوطنية، إلى جانب تزيين المركبات بالزينة القديمة.
ومن جانبها تقول مريم أبو سلامة (61 عاماً)، أحد العاملين في محل المقتنيات التراثية، إن التراث هوية الفلسطينيين، ويجب التمسك به وإحياءه لكونه دليل على حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم.
وأضافت أبو سلامة وهي لاجئة من بلدة بئر السبع، أن اللاجئ الفلسطيني له وطن أجبر على تركه، وتراث يحارب به من أجل العودة.
وتابعت أن التراث الفلسطيني هو الهوية الفلسطينية التي تتجسد في نفوس اللاجئين، وهي حضارة وإبداع تدل على التمسك بالوطن.
واستدركت أبو سلامة "التراث لا يأتي من فراغ بل يأتي من مفردات، من خلال مادة خام يشتغلها في بلده وتبقى بذاكرته لينشرها عبر الأجيال بشكل ملموس".
وأشارت إلى أن بيت الشعر التراثي مصنوع من صوف الغنم وأوبار الخرفان، ويتم غزله بطريقة فنية، ومن خلال نسج الخيوط ببعضها بواسطة قرن الغزال، يُصنع البيت.
وبينت أبو سلامة أنها تهتم بشكل خاص بالتطريز التراثي المختص ببلدة بئر السبع، لتعلقها الشديد ببلدتها الأصلية، وحرصها على نشر التراث بشكله الصحيح.