المجتمع الدولي ومحاسبة الاحتلال على جرائمه

بقلم: سري القدوة

سري القدوة.jpg

 

بقلم  :  سري  القدوة

الثلاثاء 15  تشرين الثاني / نوفمبر 2022.

 

في ظل ما يشهده المجتمع الاسرائيلي من التوجه نحو دعم التطرف وانتاج سياسة متصاعدة تخدم الاحتلال وتواجده بالأراضي الفلسطينية المحتلة وفي ظل ما اثمرته الانتخابات الاسرائيلية من نتائج ادت الى حسم الموقف لصالح تكتل اليمين الاسرائيلي المتطرف باتت تشهد الاراضي المحتلة سلسلة من الاحداث العدوانية وظروفا بالغة  الصعوبة والتعقيد والتي يتحملها ابناء الشعب الفلسطيني جراء الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة، خاصة في مدينة القدس المحتلة التي تشهد هذه الأيام تصاعداً في تنفيذ الجرائم المختلفة بما فيها التهويد والاستيطان والتهجير والاقتلاع القسري والتطهير العرقي، التي تضاف إلى جرائم المستوطنين ضد أبناء القدس والمقدسات بحماية جيش وشرط الاحتلال لتأخذ بعداً جديداً فيما تتعرض له مدينة القدس  .

 

وتواصل سلطات الاحتلال استهداف المرافق التعليمية في أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها المناطق (ج) خاصة مناطق الأغوار، أو في البلدة القديمة في مدينتي الخليل والقدس، وتستمر بسياسة الحصار المشدد على قطاع غزة كما تواصل تلك السلطات استهداف المناهج الفلسطينية بمدينة القدس وتقوم بحذف كل ما له علاقة بالهوية الفلسطينية .

 

ما يرافق ذلك من سياسات وإجراءات إسرائيلية وما يتعرض له المقدسيون في حي الشيخ جراح من تهجير قسري واقتلاع يعد جريمة جديدة من جرائم الحرب والتطهير العرقي والتي تستوجب موقفاً دولياً حاسماً ورادعا كون الاحتلال يواصل سياساته ومخططاته وانتهاكه لمنظومة القانون والشرعية الدولية والاستهتار بإرادة المجتمع الدولي، ومواصلته لسياسات تعميق الاحتلال والاستيطان والتهويد والتنكر لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني، وتدمير كل إمكانات فرص تحقيق السلام، وهي السياسات والممارسات الإسرائيلية التي يجابها الشعب الفلسطيني وقيادته بكل إصرار على التمسك بالحقوق وانتزاعها، والمضي قدماً في الدفاع عنها وتطوير عناصر ومقومات الصمود والنضال الفلسطيني لتحقيق الاستقلال، وهنا نعبر عن عميق التقدير والاعتزاز بنضال وصمود شعب فلسطين وما حققه المقدسيون من انجاز في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في باب العمود بالقدس  .

 

ويجب التحرك السياسي لمواجهة سياسة الاحتلال وإصراره على اعلانه وممارسته للحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني في ظل انسداد الأفق السياسي نتيجة تعنت وتطرف وإجراءات حكومة الاحتلال وعدم استجابة الإدارة الأميركية وترددها بالإيفاء بالتزاماتها وتعهداتها كون ان الوضع الراهن أصبح لا يطاق ولا يمكن القبول باستمراره وفي ظل ذلك لا يمتلك الشعب الفلسطيني الا التصميم على المضي قدما باتجاه تغير الوضع القائم  والانعتاق من الاحتلال وتجسيد الاستقلال الوطني .

 

يجب ان يقف  المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لوضع حد فوري لهذا العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومدينة القدس والتصدي لجرائم الاقتلاع والترحيل القسري بصورة سريعة وحاسمة، وضمان توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني على طريق انهاء هذا الاحتلال .

 

لا يمكن الصمت امام ممارسات وانتهاكات الاحتلال المتصاعدة كةنها باتت تشكل خطورة بالغة على مستقبل الشعب الفلسطيني كونها تنتهك الحقوق الفلسطينية وتزيد من معاناته ولذلك لا بد من مضاعفة أسباب الصمود والإصرار الفلسطيني على تطوير وتحصين الجبهة الداخلية الفلسطينية من اجل حماية ابناء الشعب الفلسطيني وتواصل العمل المساند على المستوى الجماهيري في المخيمات الفلسطينية في جميع محافظات الضفة الغربية ولتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات وتعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية وبهذا المقام نحي جماهير الشعب الفلسطيني التي تقف بكل بطولة في اماكن المواجهة والاحتدام لحماية الحقوق الفلسطينية والتصدي للاستيطان ومشاريع التهويد والإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال بحقهم  .

 

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت