- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
رحل عن الدنيا الفانية يوم أمس الأربعاء 16/11/2022 الدكتور حسام الخطيب، تاركاً إرثاً يُعتَدُّ به من الكتابات الآدبية ونصوصها الإبداعية في النقد، والتي سطّرها يراعه. كما ترك إرثاً وطنياً زاخراً منذ بدايات اسهاماته في العمل الوطني الفلسطيني في الثورة المعاصرة.
أستاذ الأدب المقارن في جامعات عربية عدة، وصاحب أكثر من ثلاثين كتاباً في النقد والبحث الأدبي والتجديد اللغوي والتربية والترجمة. وقد تعرفت عليه مباشرة من خلال عضويتنا في اتحاد الكتاب العرب بدمشق. كما تعرفت على ابنته (ديمة) التي كانت تعمل مراسلة لوكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، وقد أجرت لقاءاً صحافياً معي في الدوحة عام 1997 على ما أظن.
الدكتور حسام الخطيب، الفلسطيني السوري، وابن مدينة طبرية، التي ولد على أرضها وتحت سماء فلسطين عام 1932، شق طريقه العملي والأكاديمي بنشاطٍ وحيوية منذ بدايات النكبة واللجوء، فكان المُفكّر والأديب الناقد، والمترجم الموسوعة، حيث حاز على شهادات اكاديمية عدة، منها دبلوم صحافة 1950. وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة دمشق، 1954. ودبلوم الاختصاص في التربية، جامعة دمشق، 1955. مجاز في اللغة الإنكليزية وآدابها، جامعة دمشق، 1959. وشهادة دكتوراه في الآدب المقارن (عربي ــــــ أوروبي)، من جامعة كامبردج 1969. وكان من أساتذة جامعة دمشق سنوات، وأول من أدخل مصطلح "الأدب المقارن" في سورية. وعمل معاوناً لوزير التعليم العالي، ومستشاراً في رئاسة مجلس الشعب، وترأس تحرير مجلة رائدة هي "الآداب الأجنبية" في دمشق، وكتب مؤلفات ودراسات عن إبداعات كتاب سوريين عديدين.
فضلاً عن اسهاماته الوطنية، فقد كان من رعيل المؤسسين الأوائل للثورة الفلسطينية المعاصرة، ولمنظمة التحرير الفلسطينية التي كان عضواً في لجنتها القيادية الأولى (اللجنة التنفيذية بين اعوام 1969 ــــ 1971). وأسّس دائرة الشؤون الثقافية في المنظمة.
الدكتور المُفكّر حسام الخطيب، أستاذ الأجيال، في فلسطين، التي عاد اليها قبل عدة سنوات، ولأول مرة منذ عملية التهجير القسري عام 1948، فتم تكريمه بجائزة فلسطين التقديرية، مع مكرّمين فلسطينيين مبدعين آخرين في الآداب والثقافة والفنون، فذلك أقلّ ما يستحقه هذا الاسم الفلسطيني السوري المضيء. حظي بأكثر من تكريم في غير بلد، ونال جائزة الملك فيصل العالمية. وفي حفل تكريمه في فلسطين قال عنه الرئيس محمود عباس "أن أستاذنا كان من الأعضاء التسعة في الخلية الأولى للثورة الفلسطينية المعاصرة، والتي صيغ بيان انطلاقتها في منزله في دمشق". رحمه الله باقياً في ضمير شعبه.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت