حادثة بولاندا وطريق المفاوضات ...

بقلم: عبد الرحمن سعيدي

أولى صور سقوط صواريخ قيل إنها روسية على بلدة برزيودوف شرقي بولندا (الجزيرة).webp
  • بقلم:سعيدي عبدالرحمن
  •  كاتب جزائري-برلماني سابق وسياسي-


سقوط صاروخين على قرية مزارعين ببولاندا وهي ليست هدفا عسكريا   كانت اختبارا سياسيا قبل ما تكون اختبارا عسكريا لكل أطراف النزاع حيث سقطت اوكرانيا في هذا الاختبار لما سارعت باتهام القوات الروسية وإعلان مسؤوليتها في عملية سقوط الصاروخين وزايدت بأنها تملك الأدلة على ذلك وبالمقابل نجد باقي  الأطراف تحكمت في تصريحاتها ولم  تسارع في اتهام روسيا مع نفي روسيا مسؤوليتها عن الحادثة وأنها لا مصلحة لها ولها القدرة على استهداف مواقع عسكرية بالدقة فلماذا تضرب منطقة ريفية وزراعية داخل بولاندا
وبعد أيام من الحادثة ترجحت أن الدفاعات الأوكرانية هي من أطلقت الصاروخين حتى وإن كانت الصواريخ روسية s300 فلا يمكن تحميل روسيا المسؤولية في الحادثة تع لان السلاح الروسي موجود في كثير من الدول بما فيها الدول المنضوية في حلف الناتو
ولما نحاول البحث عن المستفيد من الحادثة قد نجد الطرف الأوكراني هو من يستفيد من ذلك إذا حاول مرارا من خلال ضغط الرئيس  زيلنسكي على الأطراف الأوروبي من خلال حلف الناتو لدخول المعركة ولا يكتفي بالدعم والإسناد والدعاية والطرف الروسي ليس من استراتيجيته توسيع الحرب والمغامرة بها مع أحد أعضاء الحلف الناتو لعلمه أن الحلف الناتو  متضامن وله دفاع مشترك
ويعلم أنه لا يواجه اوكرانيا بمفردها فهو في  ميدان  في حرب مع الناتو والولايات المتحدة الأمريكية بطريقة غير مباشرة على الأراضي الأوكرانية
وكانت الحادثة فرصة ليتأكد الغرب أن زيلنسكي يتلاعب بمشاعر الأوروبيين في حربه من خلال التضليل والأكاذيب وحبك السيناريوهات ومحاولة توريط أوروبا أكثر في الحرب  وبدأت أطراف أوروبية تضيق ذرعا به وتنزعج منه  وصارت الحرب مع مؤشرات فصل الشتاء وتساقط الثلوج صعبة ومكلفة للغاية وصارت دول تتجه تدريجيا إلى مطالبة الطرف الأوكراني.بدخول إلى مساحات التفاوض مع التخفيف والتقليل من الشروط المسبقة التى عقدت  وصعبت مسار المفاوضات والتسوية
وكانت قمة العشرين خير مؤشر على ذلك  حيث طالبت بوقف الحرب وما فيها من أضرار  اقتصادية ومالية وقعت على  الدول أكثر تصنيعا وقوية اقتصاديا
وكان هناك ضغط على دولة الصين لتؤدي دور في إيقاف الحرب وقد صرح قائد اركان وزارة الدفاع الأمريكي البنتاغون  أن روسيا مع هذه الحرب لم تحقق الخطوات التي كانت ترجوها والقوات الأوكرانية لن تحقق نجاحا مهما طالت الحرب ولا يمكنها استرجاع وضع أراضيها من قبل  فيجب أن يدخلا الطرفان مجال التسوية السياسية  
فإذا تحدث العسكري عن التسوية السياسية معناه أن الحرب لا يمكنها حسمها بالحل العسكري
وطول الحرب سينهك الوضع الاقتصادي والاجتماعي مستقبلا  في العالم فهنا تتجه كل الأطراف إلى طريق المفاوضات والتسوية ... وهذا ما نشهده في المرحلة القادمة ...

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت