- المحامي علي ابوحبله
تحتفل قطر بحدث عالمي يعكس الحضارة العربية وقدرة العرب على القيام باحتضان مونديال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ومن المتوقع أن تجتذب بطولة كأس العالم التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم وتستضيفها قطر على مدى 29 يوما أكثر من 1.7 مليون زائر للدوحة، ومن المتوقع حضور 500 ألف زائر في في أكثر الأيام ازدحاما في أول مونديال يقام بالشرق الأوسط والمنطقة العربية، ويقدر ألفيفا بأنه من الممكن أن يسعى نحو 40 مليون شخص لزيارة قطر بعد انتهاء البطولة.
بعد المونديال تتوجّه قطر نحو فتح آفاق جديدة لمواطنيها ولكلّ منطقة الخليج في مجال التنمية المستدامة، من خلال تهيئة البيئة الملائمة لتوفير مزيد من فرص الاستثمار للأفراد والمؤسسات المحلية والإقليمية والدولية التي تجعل من قطر قبلتها الجديدة في المجالين الاقتصادي والسياحي خصوصا، من خلال استغلال كلّ المرافق والميكانيزمات التي وفرتها منذ فازت بتنظيم كأس العالم، دون إغفال الموارد البشرية القطرية التي استفادت من خبرات وتجارب كثيرة وكبيرة بفضل تعاملها مع إطارات أجنبية وشركات عالمية، مكّنتها من تجاوز كلّ العقد التي كان يشعر بها كلّ مواطن عربي في كلّ البلاد العربية، قبل أن تتحرر النفوس والقلوب والعقول وتنير الطريق للأجيال الصاعدة، التي لن تتوقف عند حدود تنظيم كأس العالم لكرة القدم.
بعد انتهاء المونديال سيدرك العالم أن الإنفاق الذي قامت به قطر لم يكن من أجل تنظيم حدث كروي يدوم شهراً، بل من أجل تحقيق حلمها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفكري، وتجاوز مرحلة الاعتماد على الغاز كمصدر للثروة، وفكرة التركيز على البنيان، إلى مرحلة بناء الإنسان الذي لا تثنيه الصعوبات والعراقيل والانتقادات، وكلّ محاولات التشكيك والتشويه التي لا تزال تتعرض لها إلى الآن من القريب والغريب على حد سواء، وهو الأمر الذي ينعكس بالايجاب على منطقة الخليج وكلّ البلاد العربية، والمسلمين في كل مكان، لأنه ينعكس بالايجاب على الجميع، ويشجع الآخرين على خوض التجربة لبناء بلدانهم، حتى ولو بعد عمر طويل.
بعد مونديال 2022، ستتفرغ قطر لمعركة رياضية أخرى بأسلحتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والرياضية لتخوض معركة الظفر بتنظيم أولمبياد 2032، ومنافسة ألمانيا وأستراليا والهند وإندونيسيا حتى يكتمل المشهد الذي لم يكن في الحسبان ولم يتخيله أحد قبل 2010، ليصبح حقيقة بعد بضعة أسابيع من الآن.
ويقام مونديال قطر 2022 في الفترة من 20 نوفمبر/تشرين الثاني حتى 18 ديسمبر/كانون الأول المقبلين في 8 ملاعب صُممت وفق أعلى المعايير العالمية.
ورغم المكاسب المحتملة من وراء كأس العالم، فإن الفعاليات الرياضية الدولية الكبرى تحقق للأسف مردودات سيئة بالنسبة لاستثمارات الدولة المضيفة لها، وتشير التوقعات إلى أن اقتصاد قطر سينمو بنسبة 3.4% عام 2022 و2023، بفضل زخم كأس العالم، ولكنه سينخفض إلى 1.0% بحلول عام 2024.
ورغم هذه المخاوف، فإن قطر أنشأت المرافق بصورة إستراتيجية لكي تفيد الاقتصاد القطري بعد كأس العالم، ومن المحتمل أن يؤدي استثمار قطر المستمر في تحديث مرافقها إلى توسيع نطاق مبادرات النقل والتجارة والاقتصاد.
ومن المقرر أن تعزز قطر قوتها الناعمة، وإعادة تحديد تأثيرها ومكانتها ووضعها ومرافقها وأهداف سياستها الخارجية، وستستفيد البلاد اقتصاديا من كأس العالم.، وتتوقع قطر أن يضيف الحدث 17 مليار دولار لاقتصادها. وتشير توقعات أخرى إلى أن نمو إجمالي الناتج المحلي القطري سيوفر فرصة دخل بقيمة 4 مليارات دولار من وراء إنفاق السائحين في الشرق الأوسط.
وحسب ما ذكرته وكالة الأنباء القطرية مؤخرا أنه من المتوقع أن تبلغ الإيرادات المالية المباشرة من كأس العالم 2.2 ملياردولار، ومن المتوقع أن تصل الإيرادات الاقتصادية طويلة المدى في الفترة من 2022 إلى 2035 إلى 2.7 مليار دولار، إذ من المتوقع ازدهار إيرادات السياحة القوية أثناء بطولة كأس العالم وما بعدها.
وتهدف قطر إلى تحويل مرافق كأس العالم إلى مجتمعات ومدارس ومستشفيات جديدة، وكذلك إلى نقاط انطلاق لتدفقات السياحة. وتتصور رؤية قطر الوطنية 2030 اقتصادا متنوعا يقوم فيه القطاع الخاص بدور بارز.
وحظيت السياحة بدفعة قوية من الاستثمارات الكبيرة في النقل والمرافق الحضرية، مثل مطار حمد الدولي الذي تم افتتاحه عام 2014، وإقامة فنادق جديدة ومنتجعات وأسواق كبرى ومراكز مؤتمرات.
وستعزز كأس العالم مركز قطر على خريطة السياحة العالمية، وظهر الزخم الإيجابي لقطاع السياحة في قطر في النصف الأول من عام 2022، إذ ظلت مقصدا سياحيا حيويا في المنطقة.
ويقدر الفيفا أن نحو 3 مليارات شخص سيشاهدون كأس العالم، ومن الممكن أن يسعى نحو 40 مليون شخص لزيارة قطر بعد انتهاء البطولة.
و في تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنترست" (The National Interest) الأميركية إن خطط التنمية الدولية المرتبطة برؤية قطر الوطنية 2030 تشمل مشروعات ذات صلة مباشرة بكأس العالم، وتهدف إلى تعزيز الاستمرارية لما بعد البطولة.
وقامت قطر ببناء المرافق الأساسية الضرورية لاستضافة نحو 1.3 مليون زائر أثناء فعاليات البطولة التي تستغرق شهرا، وهو رقم يبلغ نحو نصف عدد سكان قطر. ، وبالإضافة إلى بناء ملاعب على أحدث طراز، أنشأت قطر شبكة مترو حديثة، ووسعت نطاق مطارها، وشيدت مناطق جديدة داخل العاصمة الدوحة.
هذا الانجاز الذي حققته قطر وهذه الاستعدادات للبنى التحتية لاستقبال الحدث العالمي غير المسبوق في الشرق الأوسط وعما تأمله قطر من بطولة كأس العالم، يقول محمود -الذي عمل مستشارا للبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة- إن صادرات النفط والغاز تعد ركيزة اقتصاد قطر، التي تمتلك ثالث أكبر احتياطي غاز طبيعي في العالم، وتعد من أكبر الدول المصدرة للنفط.
ورغم أن الموارد الطبيعية أسهمت في رخاء البلاد، فإن قوى السوق التي تهيمن على صادرات المواد الهيدروكربونية تسفر عن تقلب في الإيرادات؛ وبالتالي تهدف قطر إلى زيادة حجم اقتصادها الذي لا يعتمد على الطاقة، حيث تطمح إلى أن تصبح مركزا تجاريا وسياحيا في المنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية مؤخرا أنه من المتوقع أن تبلغ الإيرادات المالية المباشرة من كأس العالم 2.2 ملياردولار، ومن المتوقع أن تصل الإيرادات الاقتصادية طويلة المدى في الفترة من 2022 إلى 2035 إلى 2.7 مليار دولار، إذ من المتوقع ازدهار إيرادات السياحة القوية أثناء بطولة كأس العالم وما بعدها.
وتهدف قطر إلى تحويل مرافق كأس العالم إلى مجتمعات ومدارس ومستشفيات جديدة، وكذلك إلى نقاط انطلاق لتدفقات السياحة. وتتصور رؤية قطر الوطنية 2030 اقتصادا متنوعا يقوم فيه القطاع الخاص بدور بارز.
وحظيت السياحة بدفعة قوية من الاستثمارات الكبيرة في النقل والمرافق الحضرية، مثل مطار حمد الدولي الذي تم افتتاحه عام 2014، وإقامة فنادق جديدة ومنتجعات وأسواق كبرى ومراكز مؤتمرات.
وستعزز كأس العالم مركز قطر على خريطة السياحة العالمية، وظهر الزخم الإيجابي لقطاع السياحة في قطر في النصف الأول من عام 2022، إذ ظلت مقصدا سياحيا حيويا في المنطقة ، ويقدر الفيفا أن نحو 3 مليارات شخص سيشاهدون كأس العالم، ومن الممكن أن يسعى نحو 40 مليون شخص لزيارة قطر بعد انتهاء البطولة.
هذا الحدث العالمي غير المسبوق في الشرق الأوسط لبطولة المونديال العالمي في قطر يعكس الحضارة العربية والقدرات العربية إذا توفرت الاراده ، قطر التي اتفق البعض مع سياستها ويعارضها البعض الآخر إلا أنها تملك القدرات في تحقيق الأهداف والغايات .
دولة قطر صغيرة في مساحتها الجغرافية لكنها كبيرة في فعل قيادتها وكبيرة في شعبها الذي يكبر يوماً بعد يوم وقد وضعت الإنسان في قمة اهتمام خططها الإستراتيجية التنموية واعتبرت هذا الإنسان هدف التنمية وشاركت هذا الإنسان في صنع الحياة ورسم خطط المستقبل وبهذا الإنسان تحقق حلم قطر وتحقق حلم العرب بهذا الحدث الذي يعكس الحضارة العربية باستضافة كأس العالم عام 2022م.
لقد كان فوز دولة قطر بهذا الحدث التاريخي وقدرتها على الانجاز محطة يجب أن يقف عندها نظامنا الرسمي العربي ، صحيح أن هذا الفوز يمثل جانبا رياضيا لكنه يحمل معه دروساً وعبراً تتعدى الإطار الرياضي ولعل أهم درس هو عدم الاستسلام وعدم اليأس وعدم الخوف وعدم التردد وعدم التفريط بالحقوق الوطنية والحق العربي وحق الشعب الفلسطيني التاريخي في فلسطين والقدس وعدم الاعتماد على الآخرين في البحث عن حلول لقضايانا المصيرية وعدم الخوف من الكبار وهنا لابد من التذكير بأن شجاعة دولة قطر جعلتها لا تتردد في قبول التحدي أمام دول كبرى مثل اليابان واقتصادها القوي المتين وكوريا الجنوبية كذلك والأهم من كل ذلك الدولة العظمى الآن الولايات المتحدة الأمريكية وهذا يضاعف هذا النصر وهذا الفوز في هذا التنافس وقبول قطر أن تتنافس مع الولايات المتحدة الأمريكية وتفوز عليها هو أبلغ درس وأقوى عبرة لنظامنا الرسمي العربي الذي تعود أغلبه ألا يقول "لا" للإدارة الأمريكية وها هي الدولة العربية الصغيرة تقول "لا" للإدارة الأمريكية.. تقول لها "لا" تحتكري حقوق الآخرين فمن حقنا أن ننافس على حق من حقوق الشعوب مهما كانت قوته العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية ولا تستصغري الآخرين فكم من دولة صغيرة وقليلة في عدد شعبها لا تغيب عنها الشمس وهذا ما يجب أن تعيه أمريكا وإسرائيل ودول العالم أن الاراده تصنع المعجزات وقطر حققت الانجاز ونجحت واليوم تحتفل دول العالم على أرض قطر بهذا الانجاز التاريخي وتقام أول بطوله على أرض قطر بين المنتخب القطري والاكوادور
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت