"لم يحدث أي تقدم في القنوات السياسية لاستعادة جثة الدرزي تيران
أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حاجزي "الجلمة" و"سالم"، شمال الضغة الغربية، أمام دخول البضائع والسلع، بدءا من يوم الخميس وحتى "إشعار آخر".
وقال بيان صدر عن "منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق" الفلسطينية المحتلة، إن القرار صدر عن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، "بعد تقييم للأوضاع الأمنية"، ذلك بالإضافة إلى "إغلاق الحاجزين أمام خروج العمال من الضفة الغربية المحتلة للعمل في مناطق الـ48 وأمام دخول فلسطينيي الداخل إلى جنين."
وقال الصحفي الإسرائيلي "تال ليف رام" إنه "لم يحدث أي تقدم في هذه المرحلة من خلال القنوات السياسية لاستعادة جثة الدرزي تيران فيرو المحتجز من قبل مسلحين فلسطينيين في جنين، ولا تزال المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعطي فرصة للحوار، لكنهم يستعدون لخيارات أخرى."
وحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قام أكثر من 200 درزي بإغلاق الطريق السريع 6 باتجاه الجنوب لأكثر من ساعتين مساء الأربعاء عند تقاطع الياكيم، احتجاجا على اختطاف جثة تيران بيرو في جنين.
وذكر موقع "يديعوت أحرونوت" بأن عضو الكنيست أيمن عودة يبذل جهودًا حثيثة للتوسط لإطلاق سراح جثة الدرزي تيران من قبل المسلحين في جنين، حيث ألمح عودة إلى إشارات تدل على أنه سيطلق سراحه الليلة.
وقال الموقع "نشأ تفاهم لدى المؤسسة الأمنية أن المسلحين في جنين باتوا يعلمون أن تيران ليس جنديًا يخدم في الجيش كما كانوا يفكرون عند إختطافه."
ونقل الموقع عن الوزير الإسرائيلي السابق صالح طريف الذي يتوسط لإطلاق سراح جثة الدرزي تيران: "هناك تقدم كبير في المفاوضات لإطلاق سراحه؛ باتت المفاوضات تدار مع قادة الجهاد الإسلامي في بيروت.
وقال موقع "يديعوت"، "في إسرائيل ما زالوا غير متأكدين حول جدية المسلحين في جنين لإطلاق سراح جثة تيران لذلك في المؤسسة الأمنية يستعدون لإحتمالية شن عمل عسكري في جنين لإستعادة جثته"، وفق الصحيفة.
وطالب موفق طريف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية "الدروز" بالتروي، وقال " إن هناك مساعي كبيرة من كافة الاطراف ومن السلطة الوطنية الفلسطينية لتسليم جثمان ابنهم المحتجز، "في جنين."
ودعا وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، السلطة الفلسطينية، إلى إعادة جثة تيران، التي اختطفت من مستشفى بشمال الضفة الغربية.
وقال غانتس في مقطع مصور بثه على حسابه بـ"تويتر": "نبذل جهودا واسعة لإعادة جثة تيران الذي توفي أمس في حادث سير، واختطفت جثته من مستشفى بجنين".
وتابع: "نتوقع أن تعمل السلطة الفلسطينية، وأجهزتها الأمنية، على إعادة جثته فورا. إسرائيل ملتزمة بإعادة جثة تيران إلى أسرته وهو ما سيحدث".
وكانت إذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، أعلنت في وقت سابق الأربعاء، أن مسلحين فلسطينيين يحتجزون جثة الشاب الإسرائيلي الدرزي في مخيم جنين، مطالبين "بالإفراج عن جثامين شهداء" تحتجزهم إسرائيل.
وأوضحت أن "جهات فلسطينية بذلت جهودا لتسليم الجثمان (محتجز في مخيم جنين) للجانب الإسرائيلي غير أنها لم تنجح حتى الساعة".
بدورها، قالت مصادر محلية في مخيم جنين لوكالة "الأناضول"، إن مسلحين يطالبون السلطات الإسرائيلية بالإفراج عن جثامين فلسطينيين قتلتهم قوات إسرائيلية مقابل الجثمان المحتجز.
في السياق، خرج عشرات الفلسطينيين في مسيرة بمخيم جنين شمال الضفة، مساء الأربعاء، مطالبين بالإفراج عن جثامين تحتجزها إسرائيل.
وطالب المشاركون في المسيرة، كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، بالتدخل والضغط على السلطات الإسرائيلية لتسليم الجثامين.
وقال إياد العزمي، الذي تحتجز إسرائيل جثمان ابنه أمجد: "جئنا هنا لنؤكد أننا مع المقاومة في أي قرار تتخذه سواء كان بإطلاق سراح هذا الإسرائيلي أو الإبقاء عليه ونحن نثق بالمقاومة".
وطالب العزمي بتقديم وزير الجيش الإسرائيلي بني غانتس للمحاكمة، لأنه يطالب باسترداد جثمان الإسرائيلي المحتجز في مخيم جنين، وفي نفس الوقت يأمر باحتجاز جثامين فلسطينيين.
وكان الجيش الإسرائيلي صرح، في وقت سابق الأربعاء، أن جثة إسرائيلي توفي في حادث مرور بمحيط مدينة جنين "أخذت" من مستشفى فلسطيني.
وتحتجز إسرائيل حاليا جثمان 117 فلسطينيا منذ عام 2015، من بينهم 12 طفلا و9 أسرى، وسيدتين، وتعود 17 من هذه الجثث إلى محافظة جنين، بحسب إحصاء رسمي.
كما تحتجز إسرائيل 256 جثمانا في "مقابر الأرقام"، وهي مدافن بسيطة محاطة بالحجارة دون شواهد، ومثبّت فوق كل قبر لوحة معدنية تحمل رقما وليس اسم صاحب الجثمان، ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به الجهات الأمنية الإسرائيلية.