إيران و"الربيع "الفارسي...

بقلم: عبد الرحمن سعيدي

بقلم:سعيدي عبد الرحمن

كاتب جزائري_برلماني وسياسي سابق

ماذا يريد الغرب وحلفاؤه في المنطقة من الجمهورية الاسلامية الإيرانية في هذه المرحلة ؟؟؟


الكل يعلم أن الجمهورية الإيرانية تشكل  في جيوسياسة تهديدا

 وخطرا على  المشروع الصهيوامريكي و هي امتدادا طبيعي للمشروع  العالمي متعدد الأقطاب في إدارة  المعادلات العالمية والشؤون العالمية و وتمثل الاستقلالية الاقتصادية والسياسية  من خلال تطوير


 منظوماتها الصناعية والإنتاجية والعسكرية رغم ما تعرضت له من عقوبات من عام ١٩٧٩ بعد سقوط الشاه وحكمه  ورفعت عنها العقوبات  عام ١٩٨١ بعد انفراج أزمة الرهائن بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

 وكانت الجزائر وسيطا فيها  وتم معاقبتها بعد ذلك  عام ١٩٨٧ بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية وبتهمة  دعم الإرهاب ومساندته في عهد الرئيس الأمريكي ريغان رونالد.

   واشتدت عليها العقوبات عام ١٩٩٥ وشملت هذه  العقوبات كل المؤسسات التي تتعامل مع الحكومة الإيرانية والعقوبات الثالثة وهي ممتدة في


 الزمن إلى اليوم  من عام ٢٠٠٦ بسبب برنامجها النووي و تخصيب اليورانيوم  وكانت العقوبات بموجب قرار أممي ١٧٣٧ بعد أن رفضت إيران الامتثال لقرار أممي يطالبها بتوقيف برنامجها النووي قرار رقم ١٦٩٦ .


وشملت العقوبات النفط ومنتجاته والمنتجات البتروكيماويات وغيرها فالجمهورية الإيرانية لا تتعرض  للعقوبات بل هي محاصرة والحصار يمنعها من التطور والتنمية والاستيراد والتوريد

 

ولكن الجمهورية الإيرانية لما تمتلكه من قدرات بشرية عالية المستوى وتحسن إدارة قدراتها الاقتصادية والاجتماعية والطاقوية وتحسن التعامل مع العقوبات من


 عام ٢٩٧٩ إلى يومنا هذا  وما لها من علاقات تاريخية وديبلوماسية وامتداد في محيطها الآسيوية وحلفاء استطاعت أن تصمد وتقاوم الحصار والعقوبات وتعرضت لمحاولات  عديدة لنسف


 الصف الداخلي ولعبة التجاذب مع العرقية والدينية عدة مرات وافشلت كل المخططات
لكن هذه المرة وضع لها مخطط رهيب وخطير وتعاونت أطراف عديدة  ومنها أطراف داخلية تم تدريبها وتفعيلها من


 الخارج خاصة من خلال المنصة الاسكندنافية  ووضع  المخطط حيز التنفيذ وتحرك في الداخل من خلال مظاهرات ومسيرات وعملية إرهابية واغتيالات
في صورة وشكل هو نسخة الربيع العربي
 الربيع العربي وان فشل في تحقيق كل أهدافه استطاع في  النهاية احداث تحولات وتطورات  وجروح وعلل على مستوى الشعوب والدول العربية  غسقط دول وطنية وترك بعضها مفتوح على كل


 الاحتمالات والمشاهد  ودخلتها مسألة التدويل والتدخلات الأجنبية  والقرارات الاممية ومنها ليبيا وسوريا واليمن
وما جعل هذه الأطراف تضع مخطط الربيع


 الفارسي بقالب جديد هو ما وصلت إليه إيران من نسبة تخصيب اليورانيوم إلى حد ٦٠ بالمئة وهي نسبة مهمة جدا في مفعل نطنز وبوشهر واصفهان وغيرها من المفاعل النووية .


وهذه النسبة اقلقت امريكا وأطراف أخرى وكذلك اقلقتهم الأسلحة المتطورة التي اشتراها


 الروس من إيران منذ فترة قبل الحرب الأوكرانية وأثبتت قوتها وجدارتها خاصة المسيرات شاهد  واقلقهم تحالف الروسي الصيني مع إيران .


هذه كلها عوامل وأسباب في تحريك الربيع الفارسي في إيران وان كان ظاهره متعلق بالشان الداخلي " من حرية وحقوق الإنسان والمرأة ونبذ سلطة الملالي


 والعلماء وطريقة الحكم والنظام " وهي مطالب تخفي خلفها  استهداف إيران واضعافه من الداخل وكسر الجبهة الشرقية أمام التحالف الأوروبي الأمريكي الصهي_وني .


والحقيقة كلها أن إيران  وان تختلف معها أو تتفق فهي تشكل تهديدا للكيان الصهيوني وقد ارتقت بجيشها وقدراته وعتاده وسلاحه وما هي مقبلة عليه من تخصيب ناجح


 لليورانيوم وان صرحت مرارا وتكرارا أنه يستعمل للأغراض مدنية وسلمية وتفوقت على ما يشكله الكيان من قوة وهمية في المنطقة وهو يعيش أتعس أيامه مع شباب


 مقاوم شرس في الضفة الغربية بفلسطين المحتلة ونتوقع تصعيدا في المنطقة ومع إيران بالذات  مع مجيء حكومة صهيونية متطرفة شكلها المستوطنون المتطرفون دينيا .

 على ايران تخفيف  حدة الضغط في الداخل لمواجهة التحديات الخارجية مستغلة  بحكمة وتوازن التحولات الدولية من أبعاد الحرب الروسية الأوكرانية و تصاعد النظام الدولي الجديد متعدد الأقطاب  .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت