- بقلم: سعيدي عبدالرحمن
- كاتب جزائري- برلماني سابق وسياسي-
الصهاينة لا يحبون العزلة في الشرق الأوسط الكبير ويريدون أن يندمجوا فيه كجزئية طبيعية منه و لم يكن السلام مع مصر والأردن دافئا لهم ولم يحقق لهم الجدار الحديدي المرجو ولم ينعموا بالأمن والأمان مع الانتفاضات المتكررة للشعب الفلسطيني والمقاومة المسلحة وضرباتها الموجعة لهم
فلديهم طمع كبير وامل في تحقيق علاقات مستقبلية مع دول الخليج.
فكان التركيز عليهم
فجاءت صفقة القرن أو اتفاقيات ابراهام تحرك لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سياق تجديد عهدته الرئاسية الثانية ومحاولة كسب دعم الانجليين المسيحيين من مواطنيه الذين يدعمون الكيان الصهيوني فسارعت دولة الإمارات العربية لتحقيق رغبة الرئيس الأمريكي و تحقيق مشروعه لتحصل دولة الإمارات على صفقات السلاح الجوي وان كانت الامارات تبرر صفقتها للسلام مع الصهاينة بغير هذا وأنها تريد أن تجلب موافقة إسرائيل على وقف ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية.
هذا ما صرح به ولي العهد أبوظبي محمد بن زايد آل النهيان وقتها وشهدنا اتفاقا آخر مع دولة البحرين والمغرب والسودان واستعدادات عند بعض الدول في الخليج وتم كسر الإجماع العربي وبدأ تسويق مشروع التطبيع كمشروع مستقبلي لتصفية القضية الفلسطينية وظهرت في هذه دولة الإمارات والبحرين والمغرب سرعة مفرطة في تسويق التطبيع والدعاية له بعيدا عن الشعوب وصار حكام هذه الدول يتصرفون كأن التطبيع قدر محتوم في صراعنا مع الكيان الصهيوني.
واعتقد بنو صهيون أنهم انجزوا اختراقا كبيرا في المنطقة العربية ليست له سوابق وهو أفضل من اتفاقيات كامب دافيد واوسلو .
ولكن الشعوب العربية لم نسمع لها قولا في الصفقة بحكم الخنق والغلق مع علمنا أنها رافضة للتطبيع ولم تأتيها الفرصة فقط لتقلب الطاولة على تجار القضية الفلسطينية وعلى من باعها بارخص ثمن
وظهرت مؤشرات وترتيبات لإعادة كل الأطراف إلى حجمها وموقعها الطبيعي
الترتيب الأول...
خسارة ترامب موقعه فلم يحصل على ولاية ثانية مما جعل صفقة القرن تضطرب وتفقد عرابها .
الترتيب الثاني ...دخول الضفة الغربية مرحلة الانتفاضة المسلحة وهذا أربك الصهاينة من الداخل وافشل منظوماتهم الأمنية وجعلهم ينكفون على أمنهم وذاتهم .
الترتيب الثالث.... دخول روسيا الحرب مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بالوكالة من بوابة اوكرانيا وما كان من تداعياتها من سحب للتغطية الكافية عن الكيان الغاصب الصهيوني مؤقتا .
الترتيب الرابع.... استقبال حركة المقاومة الفلسطينية حماس من طرف زعيم روسيا الرئيس بوتين وما لها من دلالات في المنطقة
الترتيب.
الخامس ...انقلاب الموازين الاقتصادية والمالية والطاقوية وما كان لها من تأثيرات على المواقف السياسية لدول الخليج خاصة والعربية عامة .
الترتيب السادس.... المصالحة الفلسطينية ولقاء كل الفصائل الفلسطينية وتوقيع بيان الجزائر مما وضع الصف الفلسطيني أمام تحديات مقاومة الاحتلال وعودة قضية فلسطين للواجهة .
الترتيب السابع .... انعقاد القمة العربية بالجزائر في نوفمبر وصدور بيان الجزائر حيث تصدرت الفضية الفلسطينية واحتلال أرضها ومشروعية مقاومة الشعبية بكل الاشكال للاحتلال الصهيوني والاعتراف بدولة فلسطين في حدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وأحياء مبادرة السلام العربية التي يرفضها الكيان الصهيوني.
الترتيب الثامن ... هو انعقاد مونديال في دولة قطر وما تم فيه من رفع الأعلام الفلسطينية في اكبر محفل عالمي حيث يتابعه أكثر من ٣ مليارات من سكان المعمورة وكذلك نبذ الشعوب و مناصري الفرق العربية التواصل مع إعلاميين وقنوات الصهيونية وشكواهم من كراهية العرب لهم وعدم التعاطي معهم وهذا يدل على وهم التطبيع حتى صرحوا أنهم غير مرغوب فيهم وكيانهم الغاصب!
وطلبت الحكومة الصهيونية من" مواطنيها" الصهاينة عدم اظهار هويتهم واعلامهم ولا يحتكوا بمشجعين من الفرق العربية وقد وجدوا حقيقة الموقف العربي والإسلامي هو نبذ التطبيع وأنه مشروع فاشل لا عمق له في الشعوب العربية وان الذين وقعوا معهم الاتفاقيات وعقود السلام لا يملكون شعوبهم بل يملكون قصورا وأسوار وحكم منبوذ شعبيا فقط
والاعتقاد أن الصهاينة قد فتحت لهم ابواب الدول العربية ليتوسعوا وينتشروا ويستثمروا إنما هو وهم وخرافة واكذوبة .
لقد أكدت الجماهير العربية هذا الموقف على مسمع ورؤية العالم في المونديال أن التطبيع تم تسويقه من زمرة حاكمة في بعض الدول الخليجية والعربية فهو تسويق كاذب لمنتوج غير موجود الا في أجندة الأمراء والحكام وبعض المؤسسات العربية .
فالصهاينة استيقظوا على حقيقة في عمق الشعوب العربية أنهم منبوذون لدى العرب والمسلمين ما دام يحتلون ارض فلسطين ويريدون تهويدها .
واستطاعت الجماهير العربية أن تستغل المونديال القطري حيث وفرت دولة قطر كل الظروف والأجواء للتسويق أن الكيان الإسرائيلي مرفوضا ولا تفاوض معه في شأن فلسطين.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت