أعلن سفير فلسطين في القاهرة ومندوبها لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح عن حراك فلسطيني عربي باتجاه دول العالم المؤثرة لإطلاعها على خطورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.
وقال اللوح لإذاعة "صوت فلسطين"الرسمية إن الحراك يشمل دول الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية بهدف "إدانة الممارسات الإسرائيلية وتعريتها ووقفها وتوفير حماية للشعب الفلسطيني".
وأضاف اللوح أن الشعب الفلسطيني في كافة مناطق الضفة الغربية يتعرض "للقتل الممنهج وإرهاب الدولة المنظم سواء من قبل الجيش الإسرائيلي أو جماعات المستوطنين ما يتطلب توفير حماية دولية عاجلة".
وتشهد مدن الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري توترا مستمرا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكثيرا ما تحولت الاحتكاكات بينهما إلى مواجهات وأعمال عنف.
ويحمل الفلسطينيون إسرائيل مسؤولية تصاعد عمليات القتل في الضفة الغربية وسط مطالبات بمحاسبتها ومساءلتها دوليا وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
استشهد في وقت سابق الشاب عمر مناع (22 عاما) بنيران جنود إسرائيليين خلال مواجهات اندلعت في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية ما يرفع عدد الشهداء منذ بداية العام إلى أكثر من 210 بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في اجتماع حكومته الأسبوعي في مدينة رام الله إن "آلة القتل الإسرائيلية تواصل حصد أرواح الشبان الأبرياء والعزل بدم بارد في البلدات والمخيمات والمدن الفلسطينية".
واعتبر اشتية أن "ارتكاب تلك الجرائم لم يكن ليحدث لولا شعور الجناة بإفلاتهم من العقاب، مستفيدين من سياسة المعايير المزدوجة التي تشجعهم على مواصلة أعمالهم التي لم يعد التعبير عن القلق يتناسب مع حجهما وما تتركه من آثار مدمرة تطال كل عناصر الحياة على الأرض الفلسطينية".
ودعا اشتية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات جدية وملموسة "لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي ومساءلته وتقديم المجرمين والقتلة ومن يقف وراءهم ويدعمهم إلى العدالة الدولية".
والعام الجاري يعد الأكثر "عنفا" منذ 16 عاما بفعل الزيادة المقلقة في أعمال العنف والقيود المفروضة على الحركة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية بحسب بعثة الاتحاد الأوروبي ومؤسسات أممية تنشط في الأراضي الفلسطينية.
من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أن التصعيد الإسرائيلي للأوضاع في الضفة الغربية يهدف "لخلق حالة من الفوضى كبديل للتهدئة والهروب من دفع استحقاقات السلام العادل القائم على قرارات الشرعية الدولية".
وحملت الوزارة في بيان لها الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن "جرائم القتل" بحق الفلسطينيين، مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بسرعة تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأشار البيان إلى أن إجراءات الجيش الإسرائيلي وجماعات المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني ستكون حاضرة بقوة هذا اليوم في اجتماعات ولقاءات وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي مع المسؤولين في المحكمتين الجنائية والعدل الدولتين في لاهاي.
وفي السياق أكدت حركة حماس في بيان أن الشعب الفلسطيني سيواجه "عدوان الاحتلال" بمزيد من المقاومة، معتبرة أن المحاولات الإسرائيلية لوقف المقاومة "ستفشل بسواعد الشباب الثائر".
واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن تصاعد الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية "لن يثني" الشعب الفلسطيني عن التمسك بمقاومته وعدالة قضيته وإصراره على مواصلة المواجهة حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.