- بقلم/ د. خالد محمود العيلة
رغم التطبيع من الحكومات العربية، والمليارات التي دفعت للتمويل الأمريكي المتناغم مع ساسة الكيان الغاصب ، لم تنجح هذه المحاولات من تطويع القلوب العربية الحميمة وغير العربية المتجمعة في مونديال قطر من التنازل عن حب ودعم القضية المركزية للمسلمين عامة والعرب خاصة فلسطين.
وتأييد العالم للقضية المحورية فلسطين لم يأتي من فراغ، بل إن الاتحاد الدولي لكرة القدم هو من أقحم توطيد عدم الفصل بين السياسة والرياضة عندما أعلن عن عدم مشاركة روسيا في تصفيات كأس العالم بعد غزوها لأوكرانيا، ورفع الأعلام الأوكرانية داخل الملاعب القطرية، هذا الأمر زاد من حب تأييد الشعوب لشعب أرض فلسطين، وبات العلم الفلسطيني وكوفيته حاضران على أكتاف المشجعين العرب وغير العرب، والسؤال هنا:
كيف تحرز فلسطين أهدافاً في شباك (الاحتلال الغاصب ) وتتصدر مونديال قطر؟.. بالرغم من عدم مشاركة فلسطين في المونديال إلا أنها تصدرت وفازت بكأس العالم بإحرازها أهدافاً دبلوماسية عصفت بها عمقَ الفكر الصهيوني، وبذلك حققت القيادة الفلسطينية انتصاراً مثلما حققت من قبل انتصارات دبلوماسية على الكيان في أكثر من موقع، لذلك حقق المونديال، انتصاراً هاماً للقضية الفلسطينية، وهذا لم تحققه عمليات التضامن مع الشعب الفلسطيني من قبل الحكومات العربية وغيرها على مدار أكثر من 70 عاما.
الجماهير العربية:
أحرز العرب أهدافاً في شباك (إلكيان الغاصب )، من خلال رفع الأعلام الفلسطينية متزامنتاً مع مباريات المونديال، باتفاق متزامن مع الجميع في الدقيقة (48) في مباراة تونس وأستراليا، وهذا يدل على احياء ذكرى نكبة 1948م، والدقيقة (67) تعبيراً عن عام النكسة 1967م، وكان الشهداء والأسرى حاضرين بقوة في المونديال، وتم رفع صورة شهيدة الواجب الإعلامية شيرين أبو عاقلة، والأسير الفتى أحمد مناصرة حاضران بنبضهما الفلسطيني، لقد فازت فلسطين بأيدي مصرية وجزائرية وقطرية وسعودية وتونسية ومغربية ...الخ بمونديال العالم دون النزول لأرض الملعب، وفازت بحناجر العرب والمسلمين وغير العرب، حتى المعلقين الرياضيين كان لهم نصيب في نصرة الحق الفلسطيني، هذا بما تحدث به المعلق الرياضي حفيظ دراجي في تغريده: "إن شاء الله يرفرف علم فلسطين في كل مكان في قطر، التطبيع مع العدو الصهيونى خيانة وذل وعار، من يوافق على ذلك جبناء ومن يبرره أغبياء".
ويجب أن نطلق على مونديال قطر 2022م، "الثورة العالمية الثالثة لمونديال 2022م" حيث كان حضور فلسطين لا يقل عن دولة قطر المستضيفة، فقد أعاد المونديال فلسطين لواجهة الصدارة، من خلال رفض الشعوب العربية هذا الكيان الجاثم على فلسطين، ومنذ أن دقت ساعة المونديال، توهجت الحقيقة، بتصدر فلسطين المونديال من البداية، بالمقابل ظهرت صورة (الاحتلال ) على أنها كيان سرطاني منبوذ ومغتصب للأرض الفلسطينية والعربية، ومع كل دقيقة اضافية لكل شوط من أي مباراة تتضح الرؤية بأن العرب وغيرهم يتوسمون بسلاح الرفض لقضية التطبيع، ورفضهم للكيان نفسة في فلسطين وأن نهايته الزوال.
واستطاع المونديال أن يكشف وجه (إسرائيل) الحقيقي، وأن يلجم جبروتها وسياستها العنصرية، ويرسم مرحلة جديدة من التوافق العربي والعالمي مع الفلسطيني المضطهد، ليحقق إنجازًا تاريخيًّا، وتغييرًا جوهريًّا في موقف العالم بالنسبة للقضية الفلسطينية، لذلك أحرزت الدبلوماسية الفلسطينية أهدافاً في مرمى (الكيان الغاصب ) لتشكل حلقةً من حلقات النصر على جلاديها، من خلال الهزائم المتتالية على الكيان، وما حققته الدبلوماسية الفلسطينية أنها وجهت صفعة لاحتلال الصهيونى عبر المونديال لانتزاع الحق الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
{من لا يشكر الناس لا يشكر الله}
شكراً قطر.. شكراً للعرب السعودية، الجزائر تونس، المغرب، مصر، الأردن، الكويت، العراق، سوريا، اليمن، عُمان، ليبيا، جيبوتي، جزر القمر، لبنان، موريتانيا، السودان، الصومال...شكراً للشعوب العالمية، شكراً للجميع على ما قدمتموه عالياً لرفع ونصرة الحق الفلسطيني العربي.
بقلم/ د. خالد محمود العيلة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت