ذكر موقع "واي نت" العبري بأن الجيش الإسرائيلي يرى بأنه لا توجد نهاية لسلسلة الهجمات والأحداث في الضفة الغربية رغم انخفاض عمليات إطلاق النار، مشيرا إلى أن هناك مخاوف من انتشار تحصين المناطق في الضفة على غرار جنين.
وقال الموقع معلقا على الأحداث التي شهدها مخيم جنين فجر الخميس ، "بالمتاريس ونقاط المراقبة وحتى الكاميرات، تحول مخيم جنين إلى حصن للمقاومة في الضفة الغربية، وبات يتعرض كل ليلة تقريبًا لعمليات عسكرية تهدف لتصفية واعتقل المطلوبين."
وكشف الموقع عن انفجار عبوة ناسفة لأول مرة تم نصبها داخل حاجز، لكنها عبوة بدائية لم توقع إصابات أو أضرار، مشيرا إلى ما يواجهه الجيش الإسرائيلي من اشتباكات مسلحة عنيفة حتى باتت هي المزاج السائد في معظم اقتحامات تلك القوات لمناطق أخرى من الضة الغربية، مع علامة فارقة بالتطور في تصعيد هذه الاشتباكات من جنين.
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي من جهته هيأ نفسه للتعامل مع هذه الأساليب، بأساليب أكثر تطورًا لإنهاء أي عملية تكون فيها اليد العليا له، كما جرى الليلة في عملية تصفية واعتقال مطلوبين أحدهم يشتبه بوقوفه خلف ارسال سيارة مفخخة قرب موقع ميفو دوتان العسكري قبل نحو أسبوين.
وبينت أن القوات الخاصة تتمكن في كل مرة من تجاوز نقاط التفتيش وتتصرف بطرق متنوعة لإنجاز المهم، وينتشر القناصة على الأسطح مع تحليق للطائرات بدون طيار والتي تحمل أيضًا قنابل غاز يمكن أن تسقطها على المسلحين خاصة الذين يختبئون على أسطح المباني.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، فجر اليوم الخميس، استشهاد ثلاثة مواطنين، برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي، خلال اقتحامها مدينة جنين ومخيمها.
والشهداء الثلاثة هم: صدقي صديق زكارنة من الحي الشرقي في مدينة جنين (29 عاما)، وطارق فوزي الدمج من مخيم جنين (29 عاما)، وعطا ياسين محمود الشلبي من بلدة قباطية جنوب جنين (46 عاما).
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، ترافقها جرافة عسكرية، اقتحمت مدينة جنين ومخيمها، ونشرت قناصة على اسطح عدد من المنازل والبنايات المرتفعة.
وقال شهود عيان إن مواجهات عنيفة دارت بين الشبان وقوات الاحتلال، التي أطلقت بشكل كثيف الرصاص الحي باتجاههم، ما أدى إلى ارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة شابين بالرصاص الحي بالساقين.
وأوضح شهود عيان، أن قوات الاحتلال اعدمت الشهيد الشلبي اثناء توجهه إلى مكان عمله، عندما حاول اسعاف الشهيد زكارنة، الذي استهدفه الاحتلال عند الدوار الرئيسي بعدة رصاصات في منطقة الرأس.
وأضافوا أن قوات الاحتلال اطلقت النار بشكل مباشر على سيارة اسعاف كانت تحاول نقل أحد المصابين، وأن سائقها نجا من موت محقق.
وأشاروا إلى ان قوات الاحتلال أطلقت صاروخ "انيرجا" باتجاه منزل المواطن اشرف ابو الراكز قرب دوار العودة في مخيم جنين.
واعتقلت قوات الاحتلال كلا من: باجس محمود الكايد من جنين، وأحمد طاهر جرادات، وخالد ابو الهيجا، وأشرف البدوي من مخيم جنين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال، مكتب وزارة في محافظة جنين، وفجرت بابه الرئيسي وخربت بعض الاعمال الفنية والكتب الموجودة فيه.
وانطلقت مسيرة حاشدة من أمام مستشفى ابن سينا، حمل المشاركون فيها جثامين الشهداء، وجابوا شوارع مدينة جنين ومخيمها، ورددوا الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال، وطالبوا بتوفير الحماية الدولية لشعبنا، مؤكدين ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية.
وأعلنت القوى الوطنية والاسلامية في محافظة جنين، اليوم الإضراب الشامل حدادًا على أرواح الشهداء، وتنديدا بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا، ودعت كافة المواطنين للمشاركة في تشييع جثامينهم.
وبارتقاء الشهداء الثلاثة في جنين ومخيمها يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 216 شهيدا، بينهم 164 في الضفة الغربية، و52 في قطاع غزة.