طريق الشهداء هي سبيلنا لنيل الحرية وتحرير فلسطين
أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، أن "الشعب الفلسطيني لم يزل يقاتل ليحافظ على حقه في الحياة وحقه في أرضه ومقدساته رغم كل الظروف التي تحيط به، مبينا أن طريق الشهداء هي الطريق الوحيد لنيل الحرية."
جاء ذلك في كلمة ألقاها النخالة ، مساء الخميس، خلال مهرجان أقامته بغزة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقتها.
وقال: نجتمع اليوم لنحيي ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ووفاءً لشهداء شعبنا، والتزامًا بالمقاومة واستمرارها على طريق القدس وفلسطين، وبين يدي المقاومين والشهداء، شهداء فلسطين ومقاومتها، نقف جميعًا بدون تردد، وبدون أوهام، لنقول إننا إذا أردنا حريتنا وتحرير وطننا، فعلينا أن نكمل طريق الشهداء، فهي التي تمنحنا الحياة، وترسم معالم مستقبلنا ومستقبل أبنائنا. ولنجعل من كل مناسبة يومًا للقدس، ويومًا لفلسطين، ويومًا للشهداء الذين سبقونا على طريق العزة والمقاومة".
وأضاف النخالة: في هذه المناسبة العزيزة، مناسبة انطلاقة رفاقنا وإخوتنا في الجبهة الشعبية يجتمع أبناء شعبنا المقاوم، ليعلنوا للعالم أجمع، أننا ما زلنا نقاتل من أجل حقنا في الحياة، ومن أجل حقنا في أرضنا ومقدساتنا، رغم كل الظروف التي تحيط بنا، ورغم محاولات كسرنا وتركيعنا، وتحويلنا إلى قطيع من الخدم والعبيد، ولنؤكد أن شعبنا ما زال حيًّا، وما زال يقاوم، وينظر إلى المستقبل بعين اليقين، ويمتلك العزيمة والروح التي حملها آباؤنا وأجدادنا في هذه البلاد، وما زال أبناء شعبنا ومقاوموه يشهرون سلاحهم على امتداد فلسطين".
وتابع قائلا: ها هم مجاهدو الشعب الفلسطيني في الضفة الباسلة والمقاتلة يتسربلون بدمهم، ويواجهون بلا تردد قوات الاحتلال، ويربكون حسابات العدو، ويكسرون حصار غزة، ليعلنوا أن فلسطين واحدة، وشعبها واحد، ومقاومتها واحدة، ويفتحون ثغرة في جدار أوهام المشروع الصهيوني بالسيطرة على الضفة الغربية وتهويدها، وينقلوننا من الاستنزاف الداخلي إلى استنزاف العدو، وإفشال مشاريعه الاستيطانية، ويتوحدون في كتائب مقاتلة تقاوم الاحتلال".
وأشار النخالة إلى أن التحدي الأكبر اليوم، هو الحفاظ على هذه الروح، وهذه الهمة، بخطاب وحدوي، ومغادرة الحزبية القاتلة التي تستنزف طاقات الفلسطينيين وأخلاقهم، وتستنزف أحلامهم.
وطالب كل أبناء الشعب الفلسطيني بمغادرة المعارك الوهمية، على وسائل التواصل الاجتماعي، والشتائم المتبادلة التي لا تخدم إلا العدو الصهيوني، متسائلا: ألا يكفي شعبنا ومقاومته العداء للمقاومة والمجاهدين، من قبل أجهزة أمن العدو؟ ونحن نعلم أن كثيرًا من الدول، وعلى رأسها العدو الصهيوني، وأجهزتها الأمنية في العالم، تريد تحطيم الإرادة الفلسطينية، وتحطيم الفعل الفلسطيني المقاوم".
وأردف النخالة بالقول: إننا نعرف ونعلم أن الكثير من الدول، على امتداد عالمنا، وأجهزتها الأمنية، لا تريد أن تسمع بفلسطين، ولا بمقاومة الشعب الفلسطيني، وهذا كله لصالح العدو، وهيمنته على المنطقة، ورغم أن دمنا يملأ الأرض، ويلطخ ملابس القتلة الصهاينة وأيديهم، على امتداد فلسطين، من المحزن أن نرى من يتودد إليهم، ويتقرب منهم، ويبدي الاستعداد لخدمتهم، ولذلك تزداد جرائمهم، ويزداد تغولهم، ويخرج علينا غلاتهم، وأكثرهم إجرامًا ودموية، ويمعنون في قتلنا، على مرأى أهلنا العرب والمسلمين، ومرأى العالم، ولا أحد يتصدى لإجرامهم، إلا فرسان فلسطين، وشباب فلسطين، ونساء فلسطين، بإمكاناتهم القليلة، وبهاماتهم العالية، ويعلنون أن هذه الأرض لنا، وهذه السماء لنا، وهذه القدس لنا، وسنقاتل وسنستمر بالقتال، حتى تستيقظ أمتنا، وتستيقظ النخوة العربية التي تعلمناها وورثناها من تاريخنا الطويل".
وقال: سنبكي بصمت على الشبان الذين يغرقون في البحر بحثًا عن لقمة عيش، ونحزن على طالب يطرد من مقعده الدراسي لأنه فلسطيني، ولأنه لا يحب "إسرائيل"، ونطوي القلب قهرًا على صاحب بيت هدم بيته، ودمرته طائرات العدو أو جرافاته، ولم يجد من يؤويه وأطفاله.".
وأكمل النخالة حديثه بالقول: المسجد الأقصى يدنس صباح مساء، وتنفق المليارات من حولنا في قاعات الميسر، ومنتديات السهر، وسباقات الخيل، وغيرها الكثير... كيف لا نقول ذلك، وأبناؤنا يقتلون أمام أعيننا؟! كيف لا نصرخ، ودمنا يكاد يغرقنا؟! كيف لا نعتب، ويقتلنا الحصار، وتقتلنا فاشية الاحتلال، وتهدم بيوتنا، ويُدفع شعبنا، بحكم الحاجة، ليعمل لدى العدو خادمًا في أرضنا ومزارعنا المحتلة؟".
وقال: نحن لا نطالب أحدًا أن يقاتل معنا، ولكننا نسأل أمتنا ودولنا وإخواننا في كل مكان: ألا يوجد عندكم فضل طعام لجائع، أو كفن لشهيد؟".
وفي ختام كلمته، توجه القائد النخالة بالتحية للشعب الفلسطيني، ولعائلات الشهداء الذين أعطوا فلسطين والقدس أعز ما يملكون، لتبقى الرايات مرفوعة، والمسيرة مستمرة حتى القدس، وحتى فلسطين.
وحث الأمين العام للجهاد كل القوى الفلسطينية بتحمل مسؤولياتهم، وتجاوز الخلافات، والتعارضات السياسية والحزبية، والتوحد تحت راية فلسطين، والقتال من أجل فلسطين، مضيفا: وإذا لم نفعل ذلك بإرادتنا ووعينا اليوم، فسنخسر معركتنا، ولن يبكي علينا أحد".