- أشرف صالح
أنا لست من المتابعين والمهتمين لكرة القدم , ولكنني من المهتمين بمشاعر الجمهور وتفاعلهم مع كرة القدم , سيما الجمهور العربي والذي يبحث دائما عن أمجاد العرب والتي غابت بسبب الصراع العربي العربي , أما الجمهور الفلسطيني والذي يبحث عن الإنتصارات ويتفاعل معها بكل قوة , فهو الجمهور الذي أعيش في داخله وأسمع نبضات قلبه تتناغم مع خطوات عربيه تتقدم إلى الأمام , وتقول الأرض بتتكلم عربي , فعندما تتكلم الأرض عربي , فأعلم أيها العربي أن المغرب تمشي على هذه الأرض..
للمرة الأولى في تاريخ العرب تصل دولة عربية إلى نهائيات كأس العالم , وتستعد للحصول على كأس العالم , والمصادفه هي أن هذا الإنجاز الرياضي العربي تحقق على أرض دولة عربية , وهي قطر الشقيقة والتي رفعت علم فلسطين في محافلها الرياضية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية , كما المغرب أيضاً رفعت علم فلسطين في كأس العالم , وقالت إسرائيل في وسائل إعلامها معلقة على هذا المشهد , أن التطبيع العربي والتي تفتخر به هو عباره عن وهم , هو وهم لأنه لا يعبر إلا عن علاقات سياسية وإقتصادية بين إنظمة جاثمة على قلوب محكوميها , فإسرائيل اليوم تبحث عن تطبيع حقيقي بين الشعوب العربيه وشعبها , ولكنها لم تجده لحتى الآن , ولن تجده , لأن المسافة بين الشعوب والعربية والأنطمة العربية بعيدة جداً , وهذا ينعكس على المسافة بين الشعوب العربية وإسرائيل , فالتفاعل الفلسطيني وفرحته بفوز منتخب المغرب بالأمس , أغضب إسرائيل حتى وصل بها الحال وقمعته في مدينة القدس , وهذا إن دل فهو يدل على أن إسرائيل ما زالت تبحث عن التطبيع الحقيقي والتي تعتبره من وجهة نظرها ألفة بين الثقافات , فالمشهد الوحيد الذي أقلك مستقبل إسرائيل هو مشهد كأس العالم في قطر , حين شعرت إنها غير مرحب بها هناك , وحين رأت علم فلسطين يتنقل بين الرياضيين العرب..
لقد أثبتت المغرب في فوزها بالأمس أن فلسطين في قلب الشعوب العربية , والشعوب العربية في قلب فلسطين , مبارك للمغرب الشقيق على هذا الإنجاز الرائع , ونتمنى لها الوصول الى كأس العالم .
أشرف صالح – فلسطين
كاتب وإعلامي وسياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت