المكتب السياسي للشعبية يصدر بيان صحفي في الذكرى الخامسة والخمسين للانطلاقة

الشعبية تحيي انطلاقتها الـ55 في مهرجان مركزي بمدينة غزة.jpg

  55 عامًا ونحن مع شعبِنا في مواقع وميادين النضال المختلفة داخل الوطن والشتات

 أصدر المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يوم الأحد، بيانا صحفيا  بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقتها.

وأسس الجبهة الشعبية مجموعة من القوميين العرب، وبعض المنظمات الفلسطينية التي كانت منتشرة وفاعلة آنذاك وعلى رأسهم مؤسسها وأمينها العام جورج حبش، ومصطفى الزبري المعروف بأبو علي مصطفى، ووديع حداد، واحمد اليماني.

وانضمت الجبهة الشعبية الى منظمة التحرير الفلسطينية عام 1968، وكان جورج حبش أمينها العام منذ تأسيسها حتى عام 2000، وبعد ذلك استلم أبو علي مصطفى مكانه حتى استشهد عام 2001، ليستلم أحمد سعدات منصب الامين العام، الذي اعتقلته قوات الاحتلال في آذار/ مارس 2006.

في عام 1972 اغتيل في بيروت الأديب "غسان كنفاني" أحد أبرز وجوه الجبهة الشعبية الثقافية، الذي شكلت كتاباته واهتماماته السياسية والثقافية رافدا نضاليا وأدبيا للأجيال اللاحقة، وبصمة في إرث الأدب الفلسطيني المقاوم.

ومن أهم المحطات التي مرت بها الجبهة الشعبية خلال انتفاضة الاقصى 2000 حادثة اغتيال أمينها العام أبو علي مصطفى، الذي ردت عليه باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي، وتعتبر هذه العملية من أهم العمليات التي اوجعت إسرائيل.

وفيما يلي نص البيان الصادر عن المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الذكرى الخامسة والخمسين للانطلاقة:

أبناء شعبنا الفلسطيني.. أبناء أمتنا العربية.. أحرار العالم

تحلّ اليوم الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي خرجت من بين ركام هزيمة عام 1967، ممتشقةً السلاح في مواجهة العدو الصهيوني، لتعبر عن الاستمرارية التاريخية لنضال شعبنا منذ أن وطأ الاستعمار الغربي الإمبريالي الاستيطاني أرض وطننا، حيث شكّلت حركة القوميين العرب التي تأسست أوائل خمسينيات القرن المنصرم، وقدمت أول شهيد لها؛ الشهيد البطل خالد أبو عيشة أوائل الستينيات؛ الحاضنة الرئيسية لهذه الانطلاقة في ميادين الكفاح الوطني داخل فلسطين، وعلى امتداد مواقع اللجوء والشتات، ومختلف الساحات العربية والعالمية، إذ ضمّت في صفوفها مناضلين؛ من أبناء أمتنا العربية كافة، ومن جنسيات متعددة؛ التصقوا بقضيتهم القومية والأممية والإنسانية، واستطاعت أن ترتبط بعلاقات كفاحية مع العديد من المنظمات الثورية العالمية وامتدت علاقاتها إلى الكثير من القوى والأحزاب اليسارية والتقدمية، والتي وقفت - وما يزال معظمها- يقف مع حقوق ونضال شعبنا؛ من أجل الحرية والعودة والاستقلال وتقرير المصير.

خمسةٌ وخمسونَ عامًا، ونحن مع شعبِنا في مواقع وميادين النضال المختلفة داخل الوطن وفي مواقع اللجوء والشتات، التي هُجّر لها شعبنا؛ في أبشعِ وأفظع عمليّةِ تطهيرٍ عرقيٍّ وضرب لوجوده المادي والمعنوي؛ شهدها القرنُ العشرين؛ متلفّحين بالمبادئ، والأسس، والمنطلقات، والقيم الوطنيّة، والإنسانيّة، والأخلاقيّة، التي سنّها القادةُ المؤسّسون، وأرسوا من خلالها هذا الحضورَ الوطنيَّ والاجتماعيَّ في مختلِفِ ساحاتِ شعبِنا الفلسطينيّ وتجمّعاتِه؛ في تعبيرٍ صادقٍ عن طموحاته وأهدافه التي قُدّمت لأجلها التضحياتُ الكبيرةُ والعظيمةُ والمعاناةُ الحافلةُ بها مسيرتُهُ الوطنيّةُ المديدة، حيث خاض المناضلون تحت رايةِ حزبِنا - وما زالوا - بعزيمةٍ وإصرارٍ وإباءٍ جميعَ المعاركِ الوطنيّة المستحقّة في الدفاع عن قضيّتنا وحقوقنا الوطنيّة والتاريخيّة.

خمسةٌ وخمسون عامًا، ونحن نرابط على ثغرِ وحدةِ شعبِنا وأرضِ وطنِهِ ونسيجِهِ الاجتماعيّ وكيانيّتِهِ وهُويّتِهِ وذاكرتِهِ الوطنيّة الكفاحيّة، في مواجهةِ كلِّ عواملِ التبديد المستمرّ بأوهام السلام المزعوم منذ ما يزيد عن ثلاثةِ عقودٍ من الرّهان على مسار أوسلو التدميريّ، واستمرار اختزال خارطة الوطن والشعب والحقوق وتفكيكها وتجزئتها، واستنزاف الحالة الوطنيّة وإنهاكها بالانقسام والاستفراد والهيمنة الفئويّة، وفتح الأبواب لتشريع التطبيع والخيانة، التي أقدمت عليها العديدُ من الأنظمة العربيّة، في محاولةٍ لتصفيّةِ القضيّةِ والحقوق الفلسطينيّة.

خمسة وخمسون عامًا؛ تمضي من مسيرة شعبنا الكفاحية الزاخرة والحافلة بالبطولة والإباء والصمود والعطاء، بالتزامن مع احتفاء شعبنا وقواه المناضلة بالذكرى الخامسة والثلاثين لاندلاع انتفاضته الكبرى في الوطن المحتل، هذه الملحمة الشعبية التي جسدها شعبنا بكل فئاته وقطاعاته؛ متسلحًا بالإرادة والعزيمة والحجر في مواجهة أعتى قوة عدوانية في المنطقة، وكثّف هدفها الوطني في شعار: الحرية والاستقلال.

جماهير شعبنا الأبي وأمتنا الوفية

بالاستناد إلى استمرار السمة الرئيسية لنضال شعبنا، باعتباره يخوض نضالًا وطنيًا تحرريًا، لم تلغهِ أو تتجاوزه كل اتفاقات الاستسلام لمشروع العدو الصهيوني باسم التسوية والسلام، وفي إطار ترابط القضيّة الفلسطينيّة بالقضيّة العربيّة وهي قضيّةُ الحريّة والاستقلال، ورفض الهيمنة والتبعيّة ونهب خيرات وطننا العربي، وإبقائه رهن دوائر التجزئة والتخلّف؛ فإنّ الرؤية والقراءة الواضحة للصراع مع العدوّ الصهيونيّ في تحالفِهِ مع الإمبرياليّة الغربيّة عمومًا، والأمريكيّة خصوصًا، وأنظمة الرجعيّة والخيانة العربيّة، واتّساعِ دوائر العدوان والمشاريع والمخطّطات، التي تستهدف القضيّة الفلسطينيّة؛ حقوقًا ووجودًا، ومن بوّابتها استهدافُ الحقوق والوجود العربيّ؛ إذ تُشكّل الاندفاعةُ نحو التطبيع حلقةً رئيسيّةً فيها؛ توجب أن نُبقي نهج وثقافة وأشكال المقاومة هي عماد المواجهة مع هذا العدو ومخططاته، وهذا ما أكدته الجبهة من خلال شعارها: انطلاقتنا مقاومة، الذي شقته لإحياء الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقتها، في رسالة واضحة بأننا سنبقى أوفياء لطبيعة وجوهر الصراع والاشتباك التاريخي المفتوح مع العدو ومشروعه التصفوي، كما وفاءنا وعهدنا مع المناضلين والقادة المؤسسين الأوائل؛ من شقوا لنا درب النضال الطويل والممتد والمستمر، ولشهداء شعبنا وأمتنا وأحرار العالم الذين عمدوا طريق ثورتنا ومقاومتنا؛ بالدم وخزين لا ينضب من التضحيات، وللأسرى والأسيرات في سجون العدو؛ عنوان حريتنا الدائم والمتقدمين خطوط النضال الأولى من أجل تحقيقها؛ إنه عهد وفاء أن نستمر في النضال والكفاح والمقاومة إلى أن نحقق النصر المؤزر بتفكيك ودحر الكيان الصهيوني، وإقامة دولة فلسطين على ترابنا الوطني كاملًا.

المجدُ للشهداء.. الحريّةُ للأسرى.. الحريّةُ لشعبِنا.. وحتمًا لمنتصرون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

المكتب السياسي

11/12/2022

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة