عائلة هدار غولدن: "حتى الآن لم يتصل بنا أحد"
قال رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، إن "شعبنا الفلسطيني يخوض مواجهة مفتوحة مع العدو الصهيوني الذي يصر على تحويل المعركة إلى حرب دينية"، فيما كشفت وحدة الظل التابعة لكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، عن بندقية الضابط الإسرائيلي الأسير لديها، هدار غولدن .
ودعا السنوار خلال كلمة له في المهرجان الجماهيري الحاشد في ذكرى الانطلاقة الـ35 والذي أقيم في ساحة الكتيبة الخضراء غرب مدينة غزة يوم الأربعاء، إلى "الاستعداد والدفاع عن المسجد الأقصى وأمتنا"، مطالبًا بأن "تكون كل قوى المقاومة وأمتنا مستعدة للزحف بطوفان هادر لاقتلاع الاحتلال الصهيوني."
وكشف أن الحركة أدارت خلال الفترة الماضية جولات تفاوض سرية غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي مؤكدا أن الحركة تمهل "الاحتلال وقتًا محدودًا لإتمام صفقة تبادل أسرى"، مشددًا على أنه في حال استمرار المماطلة الإسرائيلية فإن الحركة ستغلق ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها إلى الأبد، وستخطو طريقة أخرى لتحرير الأسرى.
وقال إن "مطالب المقاومة الفلسطينية كانت واضحة بأن يتم الافراج عن معتقلي صفقة شاليط والأسيرات والأطفال والمرضى، وعلى رأسهم الأسير القائد ناصر أبو حميد، والأسير القائد وليد دقة، والجثامين المحتجزة والأسرى القدامى، مقابل منغستو والسيد."
وأضاف: "يا جماهير شعبنا، يا مقدمة الطوفان الهادر، أيها القابضون على الجمر، الذين لم يكسر الحصار إرادتكم، ولم تزلزل الحروب عزيمتكم، ومع كل شدة تزدادون إصرارًا على الانتصار والعودة"، متوجهًا بالتحية لأرواح شهداء شعبنا العظيم، وروح الإمام المؤسس الشهيد أحمد ياسين.
الوحدة الوطنية
وأكد السنوار حرص حركة حماس على" تحقيق المصالحة الوطنية، مشيدًا بكل الجهود لإتمام المصالحة الفلسطينية، داعيًا السلطة إلى تنفيذ قرارات المجلس المركزي المتعاقبة، وعلى رأسها وقف التنسيق الأمني واعتقال نشطاء المقاومة، والجلوس لترتيب البيت الفلسطيني."
وقال: "نحن لم نختلف استراتيجيا يومًا مع حركة فتح عندما كانت ترفع خيار الكفاح المسلح، واختلفنا فقط عندما سلكت مشاريع التسوية والتنسيق الأمني".
وشدد السنوارعلى "أن حركة حماس لا تقبل بأن يضع أحد على شعبنا شروطًا بالاعتراف بالقرارات الدولية التي لا تنصف شعبنا."
المقاومة سبيلنا للتحرير
وأكد السنوار أن" المقاومة هي سبيل شعبنا الوحيد لتحقيق أهدافه في الحرية والعودة، مشددًا على أن مبدأ وجود الاحتلال على أرضنا ومقدساتنا سبب كاف للمقاوم."
وتوجه السنوار بالتحية "لأبناء شعبنا في أماكن وجوده كافة، في غزة والقدس والضفة والداخل المحتل والشتات المحتلة"، داعيًا" أهلنا في القدس المحتلة إلى الثبات والصبر أمام جرائم الاحتلال الصهيوني."
وقال: "إن ظاهرة مخيم جنين وكتيبة بلاطة وعرين الأسود، وعمليات مقاومة الاحتلال، وعدم السماح له باستباحة الضفة، وتصاعد المقاومة بكل أشكالها هي السبيل الوحيد لتحقيق أهداف شعبنا".
وأضاف "سلام على أسود العرين الذي بات فكرة وعقيدة وسلوكًا، فكرة أن مسار التنسيق لم يحقق لشعبنا إلا الفشل والدمار، وعقيدة أن البندقية والمقاومة هي السبيل لتحقيق أهداف شعبنا، مؤكدًا أن أسود العرين ليسوا في نابلس فقط، بل تسري في روح كل الوطن."
وخاطب الفلسطينيين في الداخل قائلاً: "رصّوا صفوفكم، وتجهزوا لمقاومة الفاشية الصهيونية، واعلموا أنكم قنبلة في عمق الكيان".
كما توجه السنوار بالتحية "لأمتنا العظيمة من المحيط إلى الخليج، ومن طنجة إلى جاكرتا"، مردفا أن "شعوبنا العربية والإسلامية في مونديال قطر أكدت انتماءها لفلسطين والقدس، ونبذها "لإسرائيل".
أهلنا في غزة
وتوجه السنوار بالتحية "لأبناء شعبنا الصامدين في غزة التي دفعت الضريبة الباهظة لتكون غزة درع الوطن التي تدافع عن القدس والأقصى، وتحافظ على القضية من الضياع والاندثار."
وأضاف "لقد تحققت بصبركم معادلات الردع مع العدو، وإن إخوانكم في كتائب القسام وأجنحة المقاومة لن يضيعوا دقيقة عمل لبناء قوة التحرير وجيش العودة وتقرير المصير"، مؤكدًا أن تعزيز صمود شعبنا من صميم العمل المقاوم الاستراتيجي.
رسالة إلى إسرائيل
وحذر السنوار قادة الاحتلال قائلًا: "نحن لا نخشاكم ولا نخشى تهديداتكم، وقد جرّب شعبنا ومقاومتنا من هو أشرس وأعتى منكم"، مشددًا على أن شعبنا سيأتيكم بطوفان هادر لاقتلاعكم.
وبيّن أن "حكومة الاحتلال المتطرفة القادمة تنذر بتسريع تهويد مدينة القدس وتصفية الوجود العربي فيها، والانقضاض على أسرانا، وتسريع عمليات القتل والإعدام، والهجوم الكاسح على ضفتنا الباسلة، ومصادرة الأراضي وهدم البيوت وحملات الاعتقال."
وحدة الظل
ولاحقا عرضت "وحدة الظل" التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس خلال المهرجان الذي تخلله فقرات فنية، بندقية قالت إنها تعود للضابط الإسرائيلي هدار غولدن كانت بحوزته عند التحفظ عليه.
ووحدة الظل هي إحدى الوحدات الأمنية السرية لكتائب القسام تأسست عام 2006، ويسند إليها تأمين الجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها، وتم الكشف عن الوحدة لأول مرة مطلع عام 2016.
وفي كلمة صوتية مسجلة له دعا قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف إلى توحد "جميع الرايات والتئام كل الجبهات والساحات من أجل تحرير فلسطين".
وحضر المهرجان الذي رفعت فيه الأعلام الفلسطينية ورايات حماس الخضراء وحمل اسم "آتون بطوفان هادر " ممثلون عن فصائل فلسطينية أبرزهم عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أحمد حلس.
وسبق أن أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس العام 2016 للمرة الأولى أنها تحتفظ بأربعة جنود إسرائيليين من دون أن تحدد مصيرهم، فيما تقول إسرائيل إن اثنين قتلا واثنين أحدهما عربي والثاني إثيوبي الجنسية.
وسبق أن أبرمت إسرائيل اتفاقا لتبادل الأسرى مع حماس أطلقت عليه الحركة (وفاء الأحرار) برعاية مصر العام 2011 تضمن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته حماس منتصف العام 2006 مقابل إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية على دفعتين.
عائلة هدار غولدن
وعلق تسور غولدن شقيق هدار غولدن على ما عرضته كتائب القسام قائلا :"المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لديه الوقت لإجراء مقابلة مع وسائل الإعلام، أليس لديه الوقت للتحدث مع عائلتي التي تعرضت لتوها لهجوم من قبل حماس؟ حتى الآن لم يتصل بنا أحد."حسب تقارير عبرية
ونقلت مواقع عبرية عن المتطرف أبراهام بلوخ قوله:"حماس تكشفت صورة السلاح الشخصي لهدار غولدن ، إنه أمر مُفجع."
وقال مستوطن يدعى أوريل معقبا على خبر قطعة السلاح:"إلى الوغد نتنياهو، قرابة 20 ألف عامل يدخلون إلينا من غزة كل يوم، باستثناء اثنان من إخواننا الجنود الذين ما زالوا أسرى في غزة، لماذا لا يوقف دخول العمال حتى يعودا؟ الجواب هو صفر لأنه متهم ويسعى لتحقيق مصالحه الشخصية فقط."
الهيئة القيادية لأسرى حماس: ثقتنا بالمقاومة راسخة لتحرير الأسرى
وأكدت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنَّ تحريرَ الأسرى قضيةٌ وطنيةٌ ودينيةٌ وإنسانيةٌ من الدرجةِ الأولى، وواجبُ المقاومةِ أن تسعى لتحقيقِه بكل ما أوتيت من قوةٍ وإمكانات.
وقالت الهيئة خلال مهرجان انطلاقة الحركة الـ35: "إن ثقتنا الراسخة أن تقفَ المقاومةُ عند واجبِها كما عهدناها في مواقفَ وملفاتٍ أخرى".
وجددت دعوتَها للمقاومةِ وعلى رأسِها قائدُ هيئةِ الأركانِ محمد الضيف أبو خالد للتدخلِ المباشرِ بما يضمنُ ويكفلُ تحريرَ أسرى المقاومةِ بأسرعِ وقت، وثقتُنا بالمقاومةِ وقيادتِها تجعلُنا نعوِّلُ عليهم باتخاذِ القرارِ لإنجاز ذلك.