شدد الملك الأردني عبدالله الثاني على أنه "سيتم التعامل بحزم مع كل من يرفع السلاح في وجه الدولة ويتعدى على الممتلكات العامة وحقوق المواطنين"، مؤكدا أن "الاعتداءات وأعمال التخريب مساس خطير بأمن الوطن ولن نسمح بذلك."
وقدّم الملك عبدالله الثاني، والأمير الحسن بن طلال، يوم الجمعة، واجب العزاء بـ"شهيد الوطن" العقيد الدكتور عبدالرزاق الدلابيح، نائب مدير شرطة محافظة معان.
وعبّر الملك، خلال زيارته لبيت العزاء في ديوان الدلابيح بمنطقة الكفير في جرش، عن تعازيه الحارة لذوي الشهيد، قائلا "هذا ابني وابن كل الأردنيين، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء".
وشدد على "أننا لن نقبل التطاول أو الاعتداء على نشامى أجهزتنا الأمنية الساهرين على أمن الوطن والمواطنين".
وأشار الملك إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، وحقهم في التعبير عن الرأي بالوسائل السلمية ضمن القانون، مؤكدا أن مؤسسات الدولة ستتخذ كل الإجراءات لمحاسبة الخارجين عن القانون.
ورافق الملك ، رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي.
وشيّع الأردنيون، يوم الجمعة، جثمان العقيد عبدالرزاق الدلابيح في بلدة الكفير بمحافظة جرش، والذي تعرض لإصابة بعيار ناري بمنطقة الرأس في أثناء تعامله مع أعمال شغب كانت تقوم بها مجموعة من "المخربين" و"الخارجين عن القانون" في منطقة الحسينية في معان.حسب قناة "المملكة" الأردنية
مدير الأمن العام: إطلاق العيارات النارية باتجاه رجال الشرطة كان بشكل مباشر
وقال مدير الأمن العام الأردني اللواء عبيدالله المعايطة، الجمعة، إن" إطلاق العيارات النارية باتجاه رجال الشرطة كان بشكل مباشر، من قبل المخربين."
وأضاف المعايطة، خلال مؤتمر صحفي عقد في مقرّ وزارة الداخلية بعد قتل العقيد عبد الرزاق الدلابيح، إن" المديرية تتدرج بالإجراءات للتعامل مع أعمال الشغب."
وأكد المعايطة، إصابة 49 رجلا من الأمن العام خلال أعمال الشغب.
وأشار إلى أنه تم الاعتداء على 70 آلية للأمن العام وأكثر من 90 آلية لمواطنين.
وتابع "سنضرب بيد من حديد كل من يريد التعدي على الأمن الوطني".
وأوضح أن الاحتجاجات انحرفت عن المسار السلمي، وأصبحت تعتدي على الممتلكات وقطع الطرق أمام المواطنين وإطلاق العيارات النارية على رجال الأمن، مبينا أن حق التعبير في إطاره السلمي محفوظ.
ولفت إلى أن أعمال الشغب أصبحت معطلا لواجبات مكافحة الجريمة وخاصة المخدرات.
وأكد أن رجل الأمن يقوم بمهمة المحافظة على الأمن والاستقرار وهو واجب مقدّس.
وقال "جهاز الأمن العام هو جهاز إنفاذ قانون ويعمل من خلال قانون الأمن العام وعلى رأس واجباته المحافظة على أرواح الناس وممتلكاتهم وأعراضهم وأيضا المحافظة على النظام العام والسلم المجتمعي، وأن يبقى هذا الوطن واحة أمن واستقرار لأبناء هذا الوطن ولمن هو مقيم على أرضه".
وأشار إلى أن "المخربين قطعوا الطريق وبدأوا الاعتداء على المنشآت العامة وإلحاق الضرر بها والعمل على تعطيل حياة الناس وأيضا إلحاق الضرر في جميع مناحي الحياة وخاصة في المناطق الجنوبية." كما قال
وزير الداخلية: توجيهات جلالة الملك بضبط الجاني وتقديمه للعدالة
وقال وزير الداخلية مازن الفراية، الجمعة، إن "توجيهات الملك عبدالله الثاني بضبط الجاني الذي قتل الشهيد عبد الرزاق الدلابيح وتقديمه للعدالة."
وأضاف الفراية، خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر وزارة الداخلية ، "الأمن العام تعامل بانضباطية مع الوقفات الاحتجاجية السلمية ولم يتعرض لها."
وأكد الفراية أن" الأحهزة الأمنية تبذل كل جهد لضبط الجاني وتقديمه للعدالة."
وتابع "الشهيد عبدالرزاق الدلابيح استشهد ليلة أمس وهو يقوم بواجبه في منطقة الحسينية، الشهيد عبدالرزاق لم يكن في الحسينية لحماية أملاكه الخاصة ولم يكن في الحسينية لحماية عائلته وإنما كان في الحسينية لحماية أهلنا في المنطقة لحماية أسرهم وأطفالهم ولتأمين ممتلكاتهم، ولتأمين الممتلكات العامة" وفق الوزير.
وأضاف الفراية: "الأمن العام ومنذ بدء الاعتصامات المتعلقة بالشاحنات أو النقل العام تعامل بكل انضباطية مع الحدث ولم يتعرض لأي معتصم سلمي ولم يتعرض لأي وقفة احتجاجية، إلا أنه شهدنا خلال الأيام الماضية تطورا كبيرا في أعمال العنف انتهت بمقتل الزميل عبدالرزاق وإصابة عدد من زملائه".
وقال الفراية إن العنف والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة لا يخفف من الصعوبات الاقتصادية.
وتابع الفراية: "بعد ما حدث أمس سيكون هنالك إجراءات أمنية مشددة وسيتم تعزيز القوات الأمنية في المناطق التي تشهد مثل هذه الأعمال، ولن يسمح لأي شخص أن يستغل الاحتجاجات والتعبير السلمي الذي نقر ولا نمانع فيه ونحميه".
وأكد الوزير أنه لا يجوز استغلال الاحتجاجات لأخذ البوصلة باتجاه العنف والإضرار بالممتلكات والإضرار بأمن الدولة والذهاب لحالة من عدم الأمن.
وقال الفراية إن وقف نقل البضائع تسبب في وقف التزويد بمرافق حيوية ولن تسمح الحكومة باستمرار ذلك، مشيرا إلى أن خسائر الأحداث الأخيرة كبيرة لكن من الصعب حصرها حاليا.