المطلوب دعم عربي فوري ولازم .. شهداء لقمة العيش في غزة...وماذا بعد؟

بقلم: معتز خليل

  • معتز خليل

وصلت جثث ثمانية مهاجرين من غزة غرقوا قبالة السواحل التونسية في طريقهم إلى أوروبا هاربين من قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين، وتابعت وقائع جنازاتهم بالأمس.
ولفت انتباهي أن بعض من الجنازات شهدت انتقادات حادة لبعض من قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس ، وفي بعض المقاطع التي التقطت خلال إحدى الجنازات ، سمع حشد ينادي قادة حماس وهم يهتفون: "السنوار وهنية الشعب الضحية". كما وصفوا قادة حماس بـ "الشيعة" لإهانتهم، وهو أمر أنا شخصيا اتحفظ عليه لأسباب كثيرة.
غير ان ما يجري بالقطاع بالفعل من أزمات اقتصادية يدفعنا للسؤوال عما يجري في هذه البقعة الآن؟
ما الذي يجري ؟
بات من الواضح إن الوضع الاقتصادي الصعب في غزة يزداد سوء ، الأمر الذي يزيد من دقة الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها على الوضع الإنساني والاجتماعي في القطاع .
التقارير الدولية المختلفة سلطت الضوء أخيرا على الأثر الإنساني للحصار المتواصل على قطاع غزة منذ 15 عاما، إذ أدت السياسات الاقتصادية الداخلية لحركة حماس فضلا عن سياسات الاحتلال إلى عزل القطاع عزلا تاما تقريبا عن بقية الأرض الفلسطينية المحتلة والعالم.
وبحسب الأمم المتحدة وفي تقرير رسمي لها نشرته في يونيه الماضي فإن 1.3 مليون فلسطيني من أصل 2.1 مليون في غزة (أي 62 في المائة من السكان) بحاجة إلى المساعدات الغذائية.
وتُعدّ مستويات البطالة في غزة من بين الأعلى في العالم، حيث وصل معدل العاطلين عن العمل خلال الربع الأول من العام 2022 إلى 46.6 في المائة بالمقارنة مع المتوسط الذي كان يبلغ 34.8 في المائة في عام 2006. ووصل معدل البطالة بين الشباب (15-29 عاما) إلى 62.5 في المائة خلال الفترة نفسها.
وبجانب هذا أيضا فإن 2.1 مليون فلسطيني في قطاع غزة "محاصرون" ولا تملك الغالبية الساحقة منهم القدرة على الوصول إلى بقية أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة والعالم الخارجي، مما يحدّ من إمكانية الحصول على العلاج الطبي الذي لا يتوفر في غزة، ومؤسسات التعليم العالي، والتمتع بالحياة الأسرية والاجتماعية والحصول على فرص العمل والفرص الاقتصادية.
وعلاوة على ذلك، يواجه نحو 31 في المائة من الأسر في غزة صعوبات في الوفاء باحتياجات التعليم الأساسية، كالرسوم المدرسية والكتب، بسبب شح الموارد المالية

تقديرات استراتيجية
بات من الواضح بالفعل إن حركة حماس تعاني من خطورة ودقة وضع اقتصادي صعب ، وهو ما بات واضحا تماما خاصة في ظل التطورات الحالية بالعالم والتي تشير إلى أن الأزمات الاقتصادية لن تتوقف لعدة أسباب أولها:
1-    تداعيات الحرب الأوكرانية وآثارها على الوضع الاقتصادي
2-    تداعيات أزمة كورونا على العالم
3-    اشتعال الكثير من الأزمات الاقتصادية على "جميع" الدول المحيطة بالقطاع في أطار موقعه الجيوسياسي العربي ، بداية من مصر أو الأردن أو حتى الضفة الغربية باعتبارها منطقة مجاورة للقطاع الذي يتأثر بها بقوة.
ومع هذه التطورات بات من الواضح استمرار الأزمة الاقتصادية لفترة ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمات الاقتصادية ويدفع الشباب للهجرة بل والهرب من القطاع مع تعقد هذه الأزمات بالنهاية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت