نجح التطور العلمي والتكنولوجي في توفير منتجات إلكترونية بديلة عن تدخين السجائر التقليدية، مما أتاح الفرصة للمدخنين البالغين الراغبين في الاستمرار بالتدخين للاختيار من بين تلك البدائل مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن وكذلك تبغ المضغ.
ولأن هذه البدائل لا تعتمد على حرق التبغ فإنها يمكن أن تكون بديلاً عن الاستمرار في التدخين التقليدي إذا كانت تلك المنتجات تقلل من انبعاثات المواد الكيميائية الضارة مقارنة بدخان السجائر شرط أن يتم إثباتها علمياً وتصنيعها وفقاً لضوابط الجودة والسلامة المناسبة.
ومع التسليم بأن الخيار البديل لأي مدخن هو الإقلاع عن التبغ والنيكوتين تماماً، إلا أن الكثيرين لا يفعلون ذلك، ومنهم من يرغب في الاستمرار بالتدخين، مما يتطلب بالضرورة توفير المعلومات الدقيقة عن هذه البدائل حتى يكون قرار المدخن البالغ مبنياً على معلومات دقيقة وموثقة، الأمر الذي دفع عدداً كبيراً من خبراء الصحة العامة والسياسات بالمطالبة بوضع أطر وقوانين تنظيمية لمنتجات التدخين (السجائر والبدائل الخالية من الدخان) تتناسب مع مستويات المخاطر التي تنتج عنها.
لكن لا تزال هذه المطالبات لا تؤخذ على محمل الجد كما يجب من حيث تبنيها وتفعيلها في عدد كبير من البلدان، فعلى سبيل المثال، قامت عدد من الدول بتنظيم تداول بدائل التدخين والتعامل معها وفق مخاطرها، في حين أن بعض الدول لا تزال تحظرها، وبسبب حظر المعلومات التي من شأنها منح المدخنين البالغين القدرة على فهم مميزات بدائل التدخين، تصبح اختيارات المستهلك محدودة للغاية. وللأسف الشديد لم يتم تعديل القوانين لتأخذ في الاعتبار نتائج التطورات الأخيرة في مجال العلوم والتكنولوجيا، مما يعني قبول المدخنين البالغين للوضع الراهن واستمرارهم في تدخين السجائر التقليدية، وهو أكثر أشكال استهلاك النيكوتين ضرراً.
وفي هذا الإطار، تكاتفت جهود العلماء والباحثين على مر السنوات القليلة الماضية للعمل على تقديم منتجات بديلة خالية من الدخان مثل منتج IQOS، كخيار بديل عن السجائر التقليدية للمدخنين البالغين الراغبين بالاستمرار بالتدخين، وذلك للتخفيف قدر المستطاع من أضرار استهلاك التبغ، حيث تأتي هذه الجهود تماشياً مع مبدأ الحد من الضرر، الذي يهدف إلى تغيير الصورة النمطية لمكافحة التدخين من خلال تقديم منتجات خالية من الدخان وقائمة على التقنيات الحديثة والمثبتة علمياً، لاغياً مبدأ التوقف الفوري عن الاستهلاك في السياسة التقليدية، التي لم تسفر عن أية نتائج إيجابية تذكر على مرّ العقود الماضية.
ورغم النتائج الإيجابية التي توصلت إليها الأبحاث والتجارب العلمية واعتبار تلك المنتجات بدائل خالية من الدخان، إلا أن الخيار الأفضل للمجتمع وللمدخنين يتمثل بالإقلاع نهائياً عن التدخين، حيث أنها وبالرغم من كونها تشكل خياراً بديلاً، إلا أنها لا تخلو تماماً من المخاطر.