الاضراب....والفصيل المعزوم ......تقصير بحق الشهداء

بقلم: عبد الرحمن القاسم

مسيرة حاشدة تجوب شوارع مدينة رام الله انطلاقا من مخيم الأمعري، تنديدا باغتيال الأسير القائد ناصر أبو حميد في سجون الاحتلال - تصوير - محمد أبو زيد 877.jpg
  • عبد الرحمن القاسم

عند كل اعلان اضراب وحداد والبيانات النارية المتضاربة ما بين الاغلاق او الاضراب الكلي او الجزئي. وما بين دلالة وبطريقة غير مقصودة وغير مباشرة سواء موظف او طالب "خلص روحونا في شهيد" وما بين انتهازية البعض بالابقاء باب محله مواربا مستغلا اغلاق والتزام الجميع باعلان الاضراب العام. اهم بالكتابة عن قناعاتي بالموضوع واخشى المعاذير وان افهم لماذا كتبت الان هل المقصود الشهيد سين او صاد ولان توالي سقوط الشهداء جراء الاعتداء والاغتيال والتغول والتوغل الاحتلال في تفاصيل حياتنا اليومية لم يترك لنا مساحة لالتقاط الانفاس ونحن على مشارف نهاية العام الحالي اسرائيل وحتى استشهاد الاسير البطل ناصر ابو حميد قتلت ما يزيد قرابة 220 شهيدا اي قرابة معدل شهيد يوميا طيلة 11 عشر سنة الماضية. وقد يدخلني البعض في محاذير المزيادات والعموميات ان الشهيد ضحى بدمه وعلينا ان نضحي بيوم عمل ونتضامن مع الاهل وحزنهم الجلل.,,و,,,و,,,

صحيح ان الاضراب هو شكل من اشكال التعبير عن الاحتجاج عالي الوتيرة, وفي حالات نقابية ومطالب وظيفية يؤدي دوره وحتى في حالتنا الوطنية ادى دورا مهما ابان الانتفاضة الاولى وفي الانتفاضة الثانية اصبح اقل تاثيرا وحاليا يشكل في كثير من الاحيان عبئا وفقد دوره المرحلي الذي اداه ابان الانتفاضة خيث كان جنود الاحتلال وجابي الضريبة والشرطي وكل اشكال ما يسمى "الادارة المدنية" للاحتلال وكان مظهر الاغلاق والاضراب شكل نضالي راق للاحتجاج  وايصال رسالة للمحتل انهم يرفضون كل مظاهر الاحتلال وكانت عمليات نضالية متراكمة ستصل في النهاية لحالة العصيان المدني الشامل,.

صحيح اننا عمليا ما زلنا تحت الاحتلال الاسرئيلي ولكننا داخل المدن الفلسطينية "ما يسمى مناطق 1 او ب نسبيا في اعادة انتشار او تموضع لقوات الاحتلال واننا نعيش في حالة تجارة بينية وخدمات وسلع وصحة وتعليم وان اي اضراب بصراحة هو اضرار مباشر بسير حياتنا اليومية وكاننا نضرب عن بعض او نقنع بعضنا بعض اننا محتلين. وكما اسلفنا اكثر 220 شهيد تخليوا كل يوم اضراب واغلاق للمحال التجارية وكذلك سير العملية التعليمية سواء للمدارس والجامعات.

والسؤال الاهم واكثر احراجا ماذا يقدم يوم الاضراب للشهيد واهله وحتى نضاله وسيرته النضالية كالاسير الشهيد  ابو حميد او الطفل او مطلوب اوشاب مطارد لقوات الاحتلال. يسارع الموظفون للذهاب الى البيوت وطلبة المدارس يهرولون الى البيت وهم يكظمون ابتسامة او فرحا لا شعوريا انهم عادوا الى المنزل او نهربوا من امتحان لم يدرسوا.واغلاق المحال التجارية.الم يكن اضعف الايمان ربما تخصيص 10 دقائق للحديث عن الشهيد وعن سيرته وخاصة الابطال والاسرى وان كان مواطننا او شابا استشهد جراء عنصرية المستوطنين او صلف جندي مرتعد خوفا من تخرك ايى فلسطيني يمشي على الارض الحديث عن ممارسات واعتداءات الاحتلال ووحشيته. او فتح بيت عزاء للشهيد يشارك فيه مختلف ابناء المحافظة او المدنية وان يصبح عرفا بدل الاضراب التجاري تبرغ شعبي او تجاري لاهل وذوي الشهيد مع التاكيد ان الشهداء الاكرم منا جميعا ولا شيء يعادل الحياة سوى حب الوطن.

بقي ان نقول او نؤكد هو ان سقوط الشهداء على قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين. وسرعة دعواتنا للاضراب والحداد وعبارات الويل والثبور والتهديد والتنديد والوعيد و..وو. صحيح ان قوات الاحتلال تملك من العنجهية والغطرسة والامكانات ما يجعلك غير قادر على التصدي بشكل عملي وفعلي ولكن ايضا تعكس عجزا وقصورا سواء على الصعيد الرسمي  واتخاذ خطوات وتوجيه رسائل احتجاج ومطالبات للمؤسسات الحقوقية والانسانية ومحكمة الجنايات الدولية. او ضرورة ان تعمل الكثير من الفصائل والقوي الوطنية الفلسطينية المراجغة اللازمة وان تتذكر انها من الفروض "انها صاحبة العرس وليست معزومة" نتنظر سقوط هذا او ذاك الشهيد للتسارع لتزف لابناء شعبها او تبارك العملية او تدعو للاغلاق او الاضراب او التصعيد. وان تفكر في برامج نضالية تقوم بها هي.

تنويه:مع الحداد العام او تنكيس الاعلام او الغاء او تاجيل اي مظهر احتفالي في حال سقوط الشهداء.  

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت