ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية بأن تقديرات لمصادر سياسية إسرائيلية اعتبرت بأن إيران استخدمت برنامجها الفضائي من أجل تطوير تكنولوجيات تمكنها لاحقا من صنع صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس حربية نووية يصل مداها إلى 4000 كيلومتر.
وبحسب هذه التقديرات، فإن إيران طوّرت صاروخين بهدف إطلاق أقمار اصطناعية، من طراز "زولجانا" وقائم-100"، من خلال استخدام قدرات متطورة بكل ما يتعلق بمحركيهما وخزانات الوقود الصلب، وأنه سيكون بإمكان إيران أن تستخلص من استخدام هذين الصاروخين دروسا لصالح استخدامهما عسكريا.
وفي هذه الحالة، بإمكان صاروخ كهذا أن يحمل رأسا حربيا بزنة نصف طن وأن يصل مداه إلى 4000 كيلومتر، وهو مدى أطول بكثير من ترسانة الصواريخ الموجودة بحوزة إيران حالية، حسب التقديرات الإسرائيلية، التي قالت إن تطوير صاروخ عابر للقارات كهذا يشكل "غاية إستراتيجية إيرانية، من شأنها تعميق قدرتها على مهاجمة إسرائيل، وإدخال دول أوروبية في مداها". وأجرت إيران تجارب على الصاروخين، الشهر الماضي وفي شهر حزيران/يونيو الماضي.
وتتحسب إسرائيل من تلميحات إيرانية سابقة حيال برنامجها الفضائي، بعدما أعلنت العام الماضي عن عزمها تطوير منصات إطلاق متنقلة لهذين الصاروخين، وأن تطويرا كهذا "يلائم أغراضا عسكرية وليس مهمات مدنية"، خاصة وأن شركات تابعة للصناعات العسكرية الإيرانية هي التي تطور الصاروخين المذكورين.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن تطوير صواريخ تكون قادرة على حمل قنابل نووية هو "أحد المحاور المركزية التي تطورها إيران، في موازاة جهودها في تخصيب اليورانيوم". إلا أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران ما زالت بعيدة عن اتخاذ قرار بشأن تقدم برنامجها النووي، وأنه حتى لو اتخذت قرارا كهذا فإن ملاءمة صاروخ لحمل رأس حربي نووي هو أمر معقد ويستغرق وقتا طويلا.
وفي إطار حملتها ضد إيران، تدعي إسرائيل أن الصواريخ التي بحوزة إيراني حاليا، بأمدية تتراوح بين 500 – 700 كيلومتر، قادرة على استهداف دول خليجية، لكن التخوف الإسرائيلي هو من حيازة حزب الله اللبناني لصواريخ كهذه وبحيث يكون قادرا على مهاجمة أهداف إسرائيلية.
وطوّرت إيران صواريخ أطول مدى، وقادرة على الوصول إلى 1000 – 2000 كيلومتر، مثل صاروخ "سجيل" بمدى 2000 كيلومتر وصاروخ "شهاب 3" بمدى 1500، وبالإمكان إطلاقهما من إيران ضد أهداف في إسرائيل.