ناقشت ندوة اليوم السّابع الثّقافيّة المقدسيّة قصّة الأطفال"القطّة سمّورة" للكاتب المقدسيّ صقر السّلايمة، ورسومات عصام أحمد، تقع القصّة التي لم تصدر عن دار نشر، ولم يكتب عليها تاريخ إصدارها في 32 صفحة من الحجم المتوسّط.
افتتحت الأمسية مديرة النّدوة ديمة جمعة السّمّان فقالت:
وكتب جميل السلحوت:
صقر السّلايمة: عرفناه منذ حوالي أربعة عقود كفنّان مسرحيّ أوّلا، وبعدها ككاتب للأطفال، وقد صدرت له حتّى الآن اثنتا عشرة قصّة ومسرحيّتان للأطفال، كما هو مثبت على غلاف القصّة الأخير.
عصام أحمد: هو ابن الشّاعر الرّاحل أحمد عبد أحمد، وعرفنا عصام كرسّام كاريكاتير وبعض الرّسومات الأخرى.
مضمون القصّة: تتحدّث القصّة عن الطّفل سامي الذي أنقذ قطّة صغيرة"قطيطة"، من أيدي أطفال عذّبوها، واعتنى بها ورعاها.
فكرة القصّة جميلة جدّا، وتدعو إلى الرّفق بالحيوان، وهذا ليس جديدا على ثقافتنا العربيّة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:" عُذِّبت امرأة في هِرَّة سَجَنَتْها حتى ماتت، فدخلت فيها النّار، لا هي أطعمتها ولا سَقتها، إذ حبستها، ولا هي تَركتْها تأكل مِن خَشَاشِ الأرض."
والقصّة تربويّة وتعليميّة، فقد أنقذ الكاتب القطيطة من أيدي أطفال على يدي الطّفل سامي، وهذه دعوة للأطفال إلى عدم الإعتداء على الحيوانات الضّعيفة، كما فيها دعوة إلى الأطفال الحاذقين؛ كي يتدخّلوا لحماية الحيوانات التي قد تتعرّض لاعتداء الآخرين عليها، وكما شاهدنا في القصّة أنّ الكبار أيضا مطالبون بحماية الحيوانات الضّعيفة، ففي القصّة تبرّع أبو كامل صاحب البقّالة بالحليب للقطيطة، وتبرّع الجزّار أبو طنّوس باللحم لإطعامها أيضا، كما أثنى والدا الطّفل سامي على ابنهما لحمايته للقطيطة، وأخذها والده لطبيب بيطريّ لعلاجها، ففحصها وقدّم لها الدّواء، وأوصى سامي بتحميمها والحفاظ على نظافتها، وقبلهم أثنت المعلّمة على سامي وطلبت من تلاميذها أن يصفّقوا له كمكافأة له لإنقاذه للقطيطة.
وفي القصّة دعوة بضرورة الإنتباه والحذر من الحيوانات الضّالة خوفا من أن تكون حاملة لأمراض معديّة، كما رأينا في القصّة كيف حمل سامي القطيطة بعد أن غطّى كفّيه بأكياس النّايلون.
ملاحظات: خلت كلمات القصّة من التّشكيل، ومن وضْع الشّدّة على الحروف المشدّدة، وتشكيل الكلمات في قصص الأطفال هامّ وضروريّ كي يسهل على الأطفال قراءة الكلمات، والشّدة عوض عن حرف، وعدم كتابتها خطأ إملائيّ.
والرّسومات رغم جماليّتها إلّا أنّ فيها خللا واضحا، فمثلا اسم القصّة" القطّة سمّورة"، وجاءت في الرّسومات بلون برتقاليّ. ورسومات الأطفال وهم شخصيّات القصّة، ظهرت وكأنّها رسومات لكبار على ظهروهم حقائب، انظر الرّسمة على الصفحة أربعة على سبيل المثال.
وقالت دولت الجنيدي أبو ميزر:
قصة جميلة للأطفال كتبت بلغة سهلة وبأسلوب جميل، مغزاها الرفق بالحيوان ، بطلها الطفل سامي الذي يصحو مبكرا، ويلبس ملابسه ويتناول طعامه ويودع أمّه ويذهب الى مدرسته، وفي طريقه يرى أطفالا يعذبون قطّة ويلقونها وسط الشارع لتدوسها السيارات المارّة، فينهرهم ويلتقطها ويطعمها ويسقيها ويأخذها هو ووالده عند طبيب بيطري؛ ليعالجها ويعود بها إلى البيت ويعتني بها وبنظافتها ونظافة بيتها الصغير.
في هذه القصة التوجيهية التربوية يظهر أن التربية أوّلا تبدأ من البيت فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر، فالأمّ أثنت على ابنها وشجعته على الرفق بالحيوان، وكذلك دور المعلمة في المدرسة التي طلبت من الأطفال أن يصفقوا لسامي لعمله الإنساني بإنقاذ القطة، وشارك في العمل الإنساني صاحب البقالة أبو كامل الذي تبرع بالحليب، والجزار أبو طنوس الذي تبرع باللحم لإطعام القطة.
وفي هذه القصة رسائل توجيهية وتربوية منها:
- تعليم الأطفال الرفق بالحيوانات وعدم الإعتداء عليها.
- دور الكبار في رعاية الأطفال وتوجيههم.
- مشاركة البيت والرفاق والمدرسة والمجتمع في تربية جيل مهذب يحسن التصرف.
- تعليم الأطفال ان لا يلمسوا الحيوانات الضالّة خوفا ان تكون حاملة للجراثيم والأمراض المعدية.
- تعليم الأطفال تشجيع بعضهم على الرفق بالحيوان والعمل الإنساني.
– اللجوء دائما الى الأطباء والمختصين في معالجة الأمراض في الوقت المناسب وسماع توجيهاتهم.
- تعليم الاطفال طريقة إعطاء الدواء للحيوانات بخلطه مع الماء الذي تشربه.
- ضرورة الاهتمام بنظافة الحيوانات ونظافة بيتها الصغير.
رسومات القصة جميلة ومعبرة وبالوان زاهية تفرح الأطفال. ولكن كوْن القصة للأطفال الصغار فصورة الطفل تبدو أكبر من صورة طفل صغير.
وقال الدكتور عزالدين أبو ميزر:
القصة للكاتب صقر السلايمة وهو فنّان مسرحي وكاتب، وسبق أن كتب مسرحيات وقصصا للأطفال.
قصص الأطفال دائما لها مقاصد وأهداف تختلف من كاتب لآخر، وكلها تهدف إلى تنشئة الطفل تنشئة سليمة.
وعلى أسس متينة من الأخلاق والقيم السامية والتربية الصحيحة، ليصبح المجتمع بأكمله يوما ما سليما معافى من كل سوء.
والكاتب بحسب جرأته ومقدرته يحاول أن يظهر ما يريد إيصاله من أهداف بشكل محبب؛ ليرسخ في عقول الأطفال، وينطبع في ذاكرتهم، ويصبح أساسا يقوم عليه بناؤهم المعرفي والشخصي والثقافي والوطني والتربوي عليه.
والكتابة للاطفال ليست بالعمل الهين كما يعلم الجميع والكمال لله.
وكل كاتب يقع في أخطاء وهفوات تغيب عنه وينتبه إليها غيره، فيحصل التكامل.
وقصة كاتبنا هدفها الأساسي الرفق بالحيوان الذي هو القطة سمورة.
والهدف الثاني تثبيت هذا المفهوم من قبل المدرسة والبقال واللحام وأهل البيت والطبيب البيطري، وتبيان المخاطر الطبية وطرق الوقاية والعلاج، وبما قاموا به من مساعدة وتشجيع لما قام به الطفل سامي من عمل رائع، وذمّ الأطفال الذين كانوا يصغرونه سنّا، والذين كانوا يعذبون هذه القطيطة الصغيرة. كل ذلك بلغة سهلة وبسيطة.
وقالت هدى عثمان أبو غوش:
يطرح الكاتب قضية العنف تجاه الحيوانات من خلال الفتى سامي، الذي يعتني بالقطة سمورة، ويحميها بعد تعرضها للأذى من قبل الأطفال في الشارع.
جميل أن يتطرق الكاتب لفكرة الرفق بالحيوان ونبذ العنف،لكن الكاتب لم ينجح في معالجة مشكلة العنف القائمة وما حدث أنه فقط قام سامي بالصراخ على الأطفال ممّا دفعهم للهروب خوفا منه.
أتساءل هل هكذا نحلّ المشاكل ونجعل المشكلة قائمة بلا حلّ جذري؟ لا يوجد في القصة ما هو تربوي أو تعليمي يردع العنف، لو كنت طفلة لظل القلق يساورني من هي الضحية القادمة مادام الجناة لا شيء يردعهم، في هذه القصة، أرى القطة هي تشبه المرأة العربية التي تتعرض للعنف والقتل دون التوصل لحل للحد من تلك الظاهرة.
إن القصة تحتاج إلى تعديل؛ لترتقي إلى القصة الإبداعية وعناصرها من خيال وعنصر التشويق والحل وغيرها، وأيضا الابتعاد عن السرد الذي يشبه الحديث اليومي.
هناك جملة أراها خاطئة ويجب تعديلها"أخذ سامي القطة معه إلى المدرسة"هذا تشجيع لأن ننقل القطة أو أي حيوان مسكين من مكان غير نظيف ومعقم إلى مكان نظيف، وهل يسمح بالمدارس إدخال الحيوانات إلى غرفة الصف؟
وردت كلمة "شقاوة""وحمايته لتلك القطة المسكينة من شقاوة هؤلاء الأطفال"أي شقاوة هذه؟كان يجب على الكاتب استبدالها بكلمة عنف فالفرق شاسع.
استوقفني مشهد سامي وهو يشتري اللحمة للقطة سمورة من الملحمة، السؤال هل يتم شراء اللحمة للقطط من الملحمة؟ استغربت جدا فهذا لا يليق، للعلم هناك محلات خاصة للحيوانات فيها تباع الأغذية الخاصة بها. جاءت الرسومات جميلة.