يعانق القائد الوطني الكبير الأسير كريم يونس (66 عاما) الحرية في الخامس من يناير 2023 بعد قضاء 40 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي، التي دخلها منذ كان شابا لا يتجاوز عمره 23 عاماً.
كريم يونس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، عميد الأسرى الفلسطينيين، أقدم أسير في العالم، من مواليد 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 1958 في قرية عارة، بالداخل الفلسطيني، اعتقل خلال فترة دراسته هندسة ماكينات في جامعة "بن غوريون" في مدينة بئر السبع في 6/1/1983، وحكم عليه بالسجن المؤبد بتهمة الانتماء إلى حركة فتح المحظورة حينها، و"حيازة أسلحة بطريقة غير منظمة" و"قتل جندي إسرائيلي".
وكانت محكمة عسكرية في مدينة اللدّ قد أصدرت حكماً بـ"الإعدام شنقاً" بحق كريم يونس ، وبعد شهر عادت وعدلت عن قرارها، وأصدرت حكماً بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن مدى الحياة أي أربعين عاماً.
وتحوّل كريم يونس إلى أسير خلف القضبان، ورمز من رموز الحركة الأسيرة بعد رفضه كل المساومات والتمييز بين الأسرى.
ويقبع في السجون الإسرائيلية 11 أسيرا من الداخل الفلسطيني ما قبل اتفاقية أوسلو سنة 1993، وهم كريم يونس، ماهر يونس، وليد دقة، إبراهيم أبو مخ، سعيد توفيق جبارين، أحمد علي أبو جابر، بشير عبد الله خطيب، إبراهيم بيادسة، محمد حسن اغبارية، عبد الله حسن اغبارية ويحيى مصطفى اغبارية.
وترفض السلطات الإسرائيلية الإفراج عن الأسير كريم يونس بحجة أنه من حملة الجنسية الإسرائيلية، حيث لم يُشمل بصفقات تبادل الأسرى مع الجانب الفلسطيني، كباقي الأسرى الفلسطينيين من أراضي 48. وهو يقبع الآن في سجن النقب الصحراوي، بعد أن تم نقله سابقًا لأكثر من مُعتقل.
ومع طول فترة الأسر ومعاناة البعد عن الأهل، لم ينقطع كريم يونس عن الدراسة، فواصل رحلته التعليمية داخل السجون الإسرائيلية، بل أصبح يشرف على عملية التعليم الجامعي للأسرى الذين سمح لهم الاحتلال بذلك.
أصدر كريم يونس من داخل السجن كتابين، أحدهما بعنوان "الواقع السياسي في إسرائيل" عام 1990، تحدث خلاله عن جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية، والثاني بعنوان "الصراع الأيدولوجي والتسوية" عام 1993.
بتاريخ 5 مايو 2022 توفيت والدة الأسير كريم يونس بعد أن انتظرته 40 عام، وقبل أن يتم الإفراج عنه بثماينة أشهر فقط، وفي ذكرى اعتقاله الـ30 توفي والده.