حدد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، يوم الاثنين، ملامح سياسة وزارته في إطار الحكومة الجديدة، حيال عدد من الملفات المحلية والإقليمية والدولية.
جاء ذلك خلال خطاب ألقاه كوهين بمقرّ وزارته، وقال إن "التحديات التي تواجه أوروبا على صعيد الأمن والطاقة تضع إسرائيل كلاعبٍ رئيسيّ".
واعتبر كوهين أن تحديات الأمن والطاقة فرصة لتعميق العلاقة مع الدول الأوروبية، وقال "هذه فرصة لتعميق العلاقة مع الدول الأوروبية وتقويتها مقارنةً بالسنوات الأخيرة".
وتواجه إسرائيل عادة، انتقادات أوروبية بوجه سياسة توسيع الاستيطان، خاصةً المخالفة للاتفاقيات الدولية التي لا تعترف بسيطرة إسرائيل على الأراضي التي احتلتها عام 1967.
ويأتي كلام كوهين استنادًا إلى تفاقم أزمة الأمن والطاقة في أوروبا في إطار تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا التي انطلقت في شباط / فبراير الماضي، والصعوبات التي تواجهها الدول الأوروبية في تأمين حاجتها من موارد طاقة نتيجة العقوبات على موسكو بهذا الشأن.
وحول نظرة إسرائيل لهذه الحرب، قال كوهين: "في قضية روسيا وأوكرانيا، سنفعل شيئًا واحدًا مؤكدًا، وهو أنه في الأماكن العامة سنتحدث أقل"، في إشارة ربما إلى عدم أخذ جانب في هذه القضية ضد آخر.
وأضاف: "سنقوم بإعداد مرجع مفصّل من وزارة الخارجية لمجلس الوزراء من أجل صياغة سياسة مسؤولة، وعلى أي حال، ستستمر المساعدة الإنسانية الكبيرة لأوكرانيا".
وكشف كوهين عن لقاءات مقبلة مع الجانب الروسي قائلاً: "من المتوقع أن أتحدث غدًا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وبعد ذلك مع وزراء خارجية آخرين في أوروبا، وفي فبراير/شباط سأشارك في مؤتمر الأمن في ميونيخ".
وبالنسبة للعلاقات الإسرائيلية الأمريكية، شدد أنه "كما في الماضي، سيكون الأمر نفسه في المستقبل، ستكون أولويتنا العلاقات الاستراتيجية مع أقرب حليف لنا، وهي الولايات المتحدة الأمريكية".
وأفاد بأنه "سيتحدث بعد الظهر مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لضمان استمرار التعاون الاستراتيجي بين الدولتين".
من جهة ثانية، أشار كوهين إلى أن "إسرائيل ملتزمة بمنع إيران من الحصول على قدرات نووية عسكرية بأي وسيلة".
وقال: "على خلفية الإجماع الدولي على أن الاتفاق النووي مع إيران لم يعد ذا صلة، سنركز، إلى جانب تعزيز القدرات الأمنية المستقلة لكل سيناريو، على محاولةٍ لتشكيل جبهة دولية لمنع النووي الإيراني".
وأضاف: "لا تنعكس تصرفات إيران في طموحها للحصول على أسلحة نووية فحسب، بل تنعكس أيضًا في مشروع الصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار وتمويل الإرهاب الدولي"، وفق تعبيره.
وتابع: "يجب على دول العالم أن تتوقف عن دفن رؤوسها في الرمال".
أما على الصعيد الفلسطيني، حذّر كوهين من أن "المحاولات الفلسطينية لإلحاق الأذى بإسرائيل على الساحة الدولية، ستكلفهم ثمنًا وتدفع بحلّ النزاع بعيدًا".
بالمقابل، رأى أن "اتفاقيات أبراهام غيّرت وجه الشرق الأوسط بشكلٍ كبير"، وقال: "في العام الماضي فقط، تجاوز حجم التجارة بين إسرائيل ودول اتفاقيات أبراهام عتبة العشرة مليارات شيكل".
وكشف كوهين أنه "إلى جانب المساهمة الاقتصادية، هناك مساهمة أمنية كبيرة للغاية للدول المعنية (بالاتفاقية) بالإضافة إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي".
كما كشف أنه "من المقرّر عقد اجتماع عمل للرؤساء التنفيذيين لوزارات الخارجية في أبو ظبي الأسبوع المقبل، استعدادًا لقمّة أخرى لوزراء الخارجية المزمع عقدها في المغرب في مارس/آذار المقبل".
وكانت الحكومة الإسرائيلية تسلمت مهامّها رسميًا بدءًا من يوم الخميس الماضي، بعد نيلها الثقة من الكنيست.