- سهيله عمر
كلنا سمعنا عن الزعيم الالماني هتلر، هذا الاسم الذي يرتعب منه الكثيرين، وتفاوت الحديث عنه حسب ما يروج عنه اعلاميا وكل جهة اعلاميه تبني رؤيتها حوله حسب انتمائها السياسي ومصالحها السياسية. لكن جلنا لا يعرف خلفيه معتقداته وسياسته التي كانت توجهه لا داره المشهد قبل واثناء الحرب العالمية الثانية.
ولكي تتضح لنا صوره هتلر نعود لكتاب "احجار على رقعه الشطرنج" للكاتب "وليم جاي كار" الذي يوضح لنا كثير من الخفايا التي تمت في الحقبة التي حكم بها هتلر والتي تتلخص انه كان في حرب مستمرة على الشيوعية والديكتاتورية الصهيونية العالمية لإدراكه بارتباط الشيوعية بكبار أغنياء اليهود، الذين يوجهون حركتها ويمولونها، كما يوجهون ويمولون في نفس الوقت الصهيونية السياسية، للوصول إلي هدفهم السري المنشود وهو التحضير للعهد الذي سيرجع مسيحهم المنقذ إلي الأرض. وفي نفس الوقت كان يدعم النازية. والنازية هي ايديولوجية جرمانية وثنية ، وتقضي هذه العقيدة بتفوق العرق الجرماني الذي يجب أن يخضع العالم بالقوة العسكرية وينشئ الدولة الجرمانية. ومن مسلمات هذه العقيدة أن الطاعة لرئيس الدولة الجرمانية يجب أن تكون عمياء لا تناقش أبدا.
والحقيقة ان فهم الحقبة التي حكم بها هتلر وماهيه الصراعات بها تمكننا من فهم كل ما يدور بوقتنا الحالي، سواء من ناحيه انتشار الالحاد من خلال انتشار الايدلوجية الشيوعية والنازية خاصه بالدول الأوربية، وكشف المخططات الصهيونية للسيطرة على العالم.، وأيضا كشف كيفيه تحكم الممولين الدوليين باقتصاد دول العالم.
وهذا بعض ما ذكر عن هتلر في كتاب " احجار على رقعه الشطرنج" للكاتب "وليم جاي كار":
((
1. بعد الحرب العالمية الاولى رأى الالمان ان ألمانيا لم تكن لتنهزم في الحرب العالمية الأولي، لولا الخيانة التي جعلتها ضحية الحرب. وأن الممولين الدوليين هم الذين استعملوا ما يسمي بالديمقراطية في كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، لفرض الهزيمة علي القوات المسلحة الألمانية. وأن الحزب الشيوعي بقيادة اليهود وبمساعدة الممولين الدوليين هو السبب في خلق حالة الفوضى التي سبقت توقيع الهدنة، وفي قيام الثورة بعدها.
2. وكان أكثرية الزعماء السياسيين الألمان يتفقون علي وجوب تحرير أنفسهم من الاتفاقيات الاقتصادية، المفروضة علي أمتهم من قبل الممولين والمرابين الدوليين. لقد أدرك الزعماء الألمان خطر هذه الاتفاقيات علي استقلال البلاد، لأن الفوائد المفروضة علي القروض المالية بموجب هذه الاتفاقيات ستؤدي حتما غلي وقوع البلاد في براثن دائنيها، تماما كما وقعت بريطانيا عام 1694، وفرنسا عام 1790، والولايات المتحدة عام 1791 في أيدي المرابين العالميين. وعلم الجميع أن مثل هذه القروض ستكون دينا واستعبادا لكل أفراد الشعب، لأن تسديدها لن يكون إلا بفرض مزيد من الضرائب، يدفعها المواطنون جميعا.
3. عندئذ، صمم قادة الحزب الفاشي علي خلق عملة ألمانية لا تستند إلي القروض، بل تعتمد علي الدخل القومي والممتلكات الوطنية، وعلي موارد الصناعة والزراعة والثروات الطبيعية، وعلي الطاقة الإنتاجية للأمة. ووجد الشعب الألماني بصورة عامة، أنه يشارك شعوب إيطاليا وإسبانيا واليابان آمالهم وأمانيهم في المستقبل السياسي والاقتصادي لهذه البلدان، فظهر حلف المحور إلي الوجود، وبدأت الحركة الفاشية التي تزعمها هتلر وموسوليني وفرانكو.
4. وينقل لنا التاريخ الجهود الضخمة التي بذلها هؤلاء الثلاثة لإعادة بناء بلادهم، والنهوض بها من الأزمات والثورات والحروب التي وقعت فيها. فلقد طوروا الصناعة والزراعة بشكل يشبه المعجزات. أما نجاح عملية إعادة البناء العسكري، فيعود إلي المساعدة التي قدمها عملاء النورانيين الذين كانوا يخططون لإيقاع البلاد الفاشية والبلاد الرأسمالية في حرب عالمية أخري.
5. أيّد كل من هتلر وموسوليني السياسة الفاشية المعتدلة بادئ الأمر، وقررا إصلاح الفساد وتطهير البلاد من الشيوعية، وتخليصها من تحكم النورانيين علي صناعتها واقتصادها بشكل عام. ولكن ما إن تقدم الوقت، حتى وقعا معا تحت تأثير لوردات الحرب النازيين، الذين ادعوا أن سلاما دائما لا يمكن أن يستتب في العالم، إلا عن طريق الاحتلال العسكري
.
6. وهكذا بيعت القيادة العسكرية العليا في إيطاليا واليابان لمؤيدي مخطط ونظريات كارل ريتر التي نشرها عام 1849. أما فرانكو فلم يقبل أن يبقي ضمن المخطط، لأن معتقداته الدينية وإيمانه جعلاه يؤمن بأن كل أيديولوجية تنكر وجود الله هي في صف الشيطان وتعمل معه.
7. وبالإضافة إلي احتلال فرنسا وبريطانيا، خطط النازيون لإبادة اليهود في هذين البلدين كما أبادوهم في البلدان الأوروبية. وشمل المخطط تصفية الممولين الدوليين وكبار الرأسماليين والاستيلاء علي أموالهم وممتلكاتهم.
8. وفي الوقت الذي كان هتلر ما يزال يعاني عذاب السجن قبل عام 1934، لأنه كان يعتبر العدو اللدود للوردات الحرب النازيين والممولين الدوليين، كتب كتابة "كفاحيMein Kampf"، حيث يقول في الصفحة الأخيرة: "وبهذا يقف الحزب الاشتراكي الوطني موقفا إيجابيا من المسيحية، ولكنه لا يترك أمور العقيدة لجماعة من المحترفين. ومن جهة أخري يحارب الروح المادية اليهودية المتغلغلة في نفوسنا وفي نفوس الآخرين".
9. وكان هتلر قد أعلن سياسته بالنسبة لبريطانيا قبل ذلك في عام 1933، مشيرا إلي أن ماركس وستالين ولينين قد أكدوا مرارا أنه قبل أن تتوصل الشيوعية العالمية إلي هدفها الأخير، يجب عليها أن تدمر بريطانيا وإمبراطوريتها. وقال هتلر في معرض حديثة في ذلك الوقت: "إنى علي استعداد للدفاع عن الإمبراطورية البريطانية بالقوة إذا دعت الحاجة".
10. أما عن معاهدة فرساي، فقد كتب هتلر يقول: "إنها لم تكن لمصلحة بريطانيا، ولكنها كانت أولا وأخيرا في صالح اليهود لتدمير ألمانيا". وكتب أيضا: "وحتى في بريطانيا نفسها، هناك صراع دائم بين ممثلي المصلح البريطانية ومصالح الديكتاتورية اليهودية العالمية. وفيما تعمل بريطانيا جاهدة لأخذ مكانتها في العالم، نجد أن اليهود في داخلتها يشكلون لها المتاعب والمشاكل، لذلك سيبدأ الكفاح ضد الخطر اليهودي العالمي في بريطانيا، في نفس الوقت الذي يبدأ في غيرها من البلدان".
11. ولم يغير هتلر رأيه الشخصي بشأن التحالف مع بريطانيا أبدا. لقد كان يعلم أن بقاء ألمانيا كقوة كبري يعتمد علي التحالف مع الإمبراطورية البريطانية. لذلك بدأ الإعداد لحملة التحالف عام 1936، فرتّب محادثات غير رسمية بين الدبلوماسيين البريطانيين والألمان. ولما فشلت المحادثات في تكوين التحالف الذي كان يسعى جهده لتحقيقه، قال: "تهون كل التضحيات في سبيل التحالف مع بريطانيا. هذا التحالف يجلب التأييد لمستعمراتنا، ويجعل إلي جانبنا قوة بحرية عظيمة، كما يوفر علينا الدخول في منافسة مع الصناعة البريطانية".
12. واقتنع هتلر، بعد فشل المحادثات، أنّه لا يمكن للسياسة المعتدلة أن توقف سيطرة المرابين الدوليين علي سياسة بريطانيا الخارجية. وهكذا اضطر هتلر للاعتراف بصدق كارل ريتر عندما قال: "لكي يعود السلام وتعود الحرية الاقتصادية إلي العالم، يجب أولا القضاء علي الممولين اليهود، وعلي جميع أعضاء الحركة الثورية العالمية، الذين يوجهون الشيوعية ويسيطرون عليها".
13. في المحادثات التي جرت بين بريطانيا وألمانيا في كانون الثاني من عام 1936، مثل الأولى اللورد لندندري، ومثل الثانية غورنغ وهتلر نفسه. في هذه المحادثات، شرح غورنغ تفاصيل وتاريخ الحركة الثورية العالمية كما فصلها البروفيسور كارل ريتر وغيره. ثم حاولا إقناعه بضرورة استعمال الحرب الشاملة في وجه مثل هذه العقلية الديكتاتورية. وفضلا له الخطة الألمانية التي تقضي باحتلال جميع الدول الشيوعية وتحرير شعوبها وإعدام جميع الخونة فيها. وقدّما له الوثائق التي تبرهن عن ارتباط الشيوعية بكبار أغنياء اليهود، الذين يوجهون حركتها ويمولونها، كما يوجهون ويمولون في نفس الوقت الصهيونية السياسية، للوصول إلي هدفهم السري المنشود وهو التحضير للعهد الذي سيرجع مسيحهم المنقذ إلي الأرض.
14. ويقال أن هتلر وعد بالوقوف في وجه الخطط المتطرفة للوردات الحرب النازيين، كما وعد بتحديد نشاطه ضد الشيوعية داخل القارة الأوروبية فقط، شرط أن تدخل بريطانيا في حلف مع ألمانيا. ولكن اللورد لندندري أبدي شكّه في أن تشارك الحكومة البريطانية في خطة تقضي بإفناء الشيوعية، وأنها ستعتبرها عملية إفناء بشرية. عندئذ عرض هتلر حلا وسطا. قال إن المانيا ستقوم وحدها بهذه المهمة، شرط أن تدخل بريطانيا معها في اتفاقية بألا تقوم حرب بين البلدين لمدة عشر سنوات مهما كانت الظروف. وأوضح هتلر أن الطريق الوحيد لاستقلال بريطانيا وفرنسا وروسيا هو بالاستقلال الاقتصادي، وأن علي هذه البلدان أن تنفض عن كاهلها تلك الديون الباهظة، وتتسلم زمام اقتصادها بذاتها، حتى يعود الاقتصاد العالمي إلي حالته الطبيعية. ثم بين أن الهدف الذي يسعى إليه حزبه الاشتراكي الوطني، هو أن يضع حلا جذريا مباشرا لنفوذ المرابين وسيطرتهم علي الشؤون الوطنية الداخلية والعالمية. ويقال إنه استشهد بقول بنجامين ديزرائيلي، علي لسان أحد شخصياته في كتابه المشهور ""Coningsby : وهكذا تري يا عزيزي كوننغسي، أن الذين يحكمون العالم هم أشخاص مختلفون جدا عمن يتخيلهم أولئك الذين يجهلون ما يدور وراء الستار". . واستشهد الهر فون ربنتروب بما حدث في كندا، عندما كان اللورد لندندري نفسه فيها. لقد بين له أن لجنة ستيفن الملكية التي حققت في قضية الجمارك الكندية، وجدت أن البلاد تعاني من سرقة مبلغ مئة مليون دولار سنويا. هذه السرقة تنظيمها حركة عالمية تتغلغل في البلاد وتنشر الفساد والرذيلة، "فتكبل" العديد من المسؤولين ورجال الحكومة، بإيقاعهم في الرشوة والرذيلة. أضاف ربنتروب أن حالة الولايات المتحدة هي أسوأ عشرات المرات من كندا، وأنه للقضاء علي هذا الخطر، يجب التخلص من الثلاثمئة رجل الذين يشكلون العقول المدبرة التي توجه العناصر السلبية والمجرمة لتحقيق وتنفيذ خطتهم بعيدة المدى، وهي السيطرة علي العالم من خلال الحركة الثورية العالمية.
15. ويقال إن غورنغ ناقش بعد ذلك قضية تمويل المرابين العالميين للثورة الروسية عام 1917، مبينا النتيجة التي تمكّن هؤلاء من تحقيقها، وهي نشر العداوة والبغض الذي لم تره البشرية حتى ذلك الوقت.
16. ثم ذكّر هتلر مندوب بريطانيا اللورد لندندري، بالملايين من المسيحيين الذين ذبحوا بدون رحمة في البلدان الشيوعية منذ ثورة أكتوبر 1917، وأضاف أن المسئولين عن هذه المذابح لا يمكن اعتبارهم غير لصوص ومخربين عالميين.
17. وكانت آخر قضية ناقشها المجتمعون، قضية محاولة ستالين تحويل أسبانيا إلي ديكتاتورية شيوعية. وهكذا تمت تعرية جميع بنود المؤامرة العالمية، من الطريقة السرية التي تمكنت بها ألمانيا من إعادة تسليح نفسها، إلي سيطرة محفل الشرق للماسونيين الأحرار علي فرنسا، إلي الطريقة التي دفعت بها بريطانيا إلي ترك التسليح، في نفس الوقت الذي كان أعداؤها الألداء يتسلحون علي أكمل وجه. وتبين أن الألمان يرون استحالة استتباب الأمن، ما لم يتم القضاء علي الشيوعية والصهيونية، لأنهم كانوا يؤمنون بأن هاتين الحركتين كانتا تعدان لقيام حرب ثانية.
18. وفي النهاية اختتم هتلر المحادثات بطريقته الخطابية، متمنيا على اللورد لندندري أن يحاول إقناع حكومته بالدخول في الحلف المقترح مع ألمانيا. وقال بالحرف الواحد: "لأنني مقتنع بأن الإمبراطورية البريطانية والكنيسة الكاثوليكية، كلاهما مؤسستان عالميتان، بقاؤهما ضروري لحفظ القانون والنظام العالمي في المستقبل"
19. عاد اللورد لندندري إلي لندن بعد المحادثات وقدم تقريرا إلي الحكومة البريطانية. وفي 21 شباط 1936 أرسل رسالة إلي ربنتروب، قال في أحد مقاطعها: "لقد نسي هتلر وغورنغ، أننا قاسينا هنا في انكلترا من اجتياح الثورة لعدة قرون. وبالنسبة لليهود، فإننا لا نحب الإفناء. وبالإضافة إلي ذلك فإن شعورا ماديا بأنكم تحاولون السيطرة علي قوة عظيمة، بإمكانها الرد علي هذه المحاولة من أماكن تشمل الأرض بكاملها. ويمكننا أن نتبع خطوات اليهود ومساهمتهم في إثارة الشغب في العالم، ولكننا في نفس الوقت سنجد أن بعضهم يقف موقف حازما في الطرف المقابل، مستعملا نفوذه وأمواله للوقوف في وجه النشاط الشرير والماكر الذي يقوم به إخوانهم".
20. ولما تأكد هتلر من فشل تحالف بريطانيا معه، أخذ يميل أكثر فأكثر نحو اليمين، لأنه اقتنع أنه يستحيل علي أي فرد، أو أي مجموعة من الأفراد، أو أي أمة بمفردها، أن تحطم نفوذ المرابين العالميين في الدول المسماة بالديمقراطية، وذلك لتحكمهم المالي بهذه الدول، ولإيقاعهم إياها تحت ديون طائلة
.
21. وفي تموز 1936، اندلعت الحرب الأهلية في اسبانيا، وتبعها تقارب وتجاذب بين فرانكو وهتلر وموسوليني. لقد أدي تصميم فرانكو علي الكفاح من أجل إخراج الشيوعيين من بلاده، لجعل هتلر يقوم بتحصين حدوده عسكريا، لأنه كان يرغب جدا بمعرفة ما إذا كان ستالين يقوم بأي محاولة لتوسيع حدوده علي حساب الدول الأوروبية الأخرى. وكانت الصحافة المعادية لهتلر تصف كل خطوة يقوم بها "بالعدوان الفاشي". أما هتلر فكان يبرر خطواته بأنها احترازية، وصرح بأن اهتمامه الأول ينصبّ علي منع ستالين من تأسيس منطقة نفوذ حول خط العرض أربعين في أوروبا. ولو أنه سمح له بذلك لوقعت ألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية في الفخ، كما يقع الذباب في بيت العنكبوت.
22. بدأ النازيون بنشر الإيديولوجية الجرمانية الوثنية بين الشعب الألماني. وتقضي هذه العقيدة بتفوق العرق الجرماني الذي يجب أن يخضع العالم بالقوة العسكرية وينشئ الدولة الجرمانية. ومن مسلمات هذه العقيدة أن الطاعة لرئيس الدولة الجرمانية يجب أن تكون عمياء لا تناقش أبدا.
23. وهكذا بدأ الصراع بين المسيحيين المتدينين بشقيهم الكاثوليكي والبروتستانتي والدولة. وهاجم رجال الدين النازية، معلنين أنها تعمل علي تحطيم الإنسانية. فكان رد النازيين أن رجال الكنيسة يخالفون القانون ويتحدون السلطة. عندئذ أعلن رجال الدين بأن النازية تعادي وتناقض الخطة الإلهية في خلق البشرية. فاتهم النازيون الكنيسة بأنها تتدخل فيما لا يعينها من شؤون الدولة.
24. وأصدر هتلر قانونا صارما، حظر فيه علي رجال الدين انتقاد الأوضاع السائدة أو التعرض لقانون الدولة.. وهددهم بتنفيذ العقوبات بهم إذا أثبتت المحاكم مخالفتهم للقانون.
25. وننقل بعض ما جاء في المنشور الذي أمر البابا بيوس الحادي عشر بتوزيعه علي العالم المسيحي في الرابع عشر من آذار 1937، وعنوانه "حول ظروف الكنيسة في ألمانيا". في هذا المنشور أخبر البابا جميع الكاثوليك أن ما سيأتي في كلامه عن النازيين هو عين الصدق. وحول فكرة التفوق الجرماني، كتب يقول: "قد يكون هناك تفاوت وتباين بين الشعوب أو الحكومات أو ممثلي السلطات الأهلية وغيرها، وقد يتمتع البعض بمركز مرموق بسبب الاختلاف الفطري والذكاء البشري الطبيعي. ولكن رفع هذه الفئات أو الشعوب أو المجموعات إلي مركز التفوق المثالي، فهذا تغيير للفطرة وتعدٍّ عليها، لأن الكمال لله، فهو الخالق والمدير وليس لفرد أو جماعة أن يطالبوا بحق العبودية لأنفسهم.. ولا يقع في خطأ الايمان "بالوطن الإله" أو "بالوطن الدين"، إلا غبي يحاول تضييق قدرة الله بهذه الحدود الضيقة، وهو سبحانه الملك المشرع، الذي لا تقاس قدرة الأمم والشعوب إلي قدرته، إلا كما تقاس نقطة الماء إلى البحر".
26. وفي ظل هذه الأوضاع، وجد الملايين من شعوب ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا واليابان، أنفسهم مضطرين إلي اختيار أحد طرفين. إما موالاة الشيوعية، أو موالاة الفاشية. ودلهم هوبسون علي الطريق، وهو أن يختاروا الأقل ضررا والأبعد عن الشيطان.
27. وهكذا نجحت المؤامرة الشيطانية في تهيئة الوضع لقيام الحرب العالمية الثانية، فالديكتاتورية الروسية كانت تعيد تسليح الألمان سرا. والديكتاتورية الإيطالية بقيادة موسوليني كانت تبني سرا أسطولا من الغواصات للمهندسين والعلماء الألمان. وقد جربت هذه الغواصات عمليا في الحرب الأهلية الأسبانية، حيث تم البرهان عام 1936 عن قوة هذه الغواصات ومناعتها ضد جميع الأسلحة البريطانية التي تستخدمها ضد الغواصات.
28. ونعود إلي ألمانيا، فنجد أن هتلر قد اتخذ خطوة معادية للمرابين الدوليين، وذلك بإعلانه للسياسة الاقتصادية المستقلة، وللإصلاح المالي. وطلب من كل من اليابان وإيطاليا وأسبانيا أن تدعمه في تحديه لقوي الكارتل والاحتكارات التي كان يديرها الممولون الدوليون، وخصوا البنك الدولي الذي كان آخر نتاج لعقوبتهم المدبرة. ونفذ الرايخ خطوته بالتخلص من الدكتور هانس مدير بنك الرايخ وعميل المرابين العالميين. وقبل أن يقوم هتلر بهذه الخطوة الجريئة، لم يكن أحد ليتسطيع أن يحرك الدكتور هانس من منصبه، إلا إذا وافق هو علي ذلك ووافق أعضاء البنك الدولي بالإجماع.
29. وكان الممولون الدوليون قد أنشأوا منذ الحرب العالمية الأولى ستة وعشرين بنكا مركزيا، علي غرار البنوك الاحتياطية الفيدرالية التي أنشئت عام 1913 بأشراف وتوجيه المستر بول واربورغ، الذي جاء إلي أميركا عام 1907 ثم أصبح شريكا في مؤسسة كوهن ـ لوب وشركائهم في نيويورك. وكانت نظرية واربورغ تقضي بأنشاء "تنظيم مصرفي مركزي" ترجع إليه جميع السلطات علي هذه البسيطة.. ومن هنا، كان هتلر يدرك أنه إذا استطاع واربورغ وأصحابه إنشاء البنك الدولي، فإنهم سيتمكنون من إنشاء بيروقراطية تتمكن من التدخل في جميع القضايا العالمية، تماما كما يتدخل بنك انكلترا في شؤونها الداخلية وسياستها الخارجية ((هذا واضح الآن بالفعل.. وانظروا لكلّ التنازلات التي تقدّمها مصر على سبيل المثال مقابل قروض البنك الدولي)).
30. وكانت الحركة المعادية للسامية قد بدأت في انكلترا منذ عام 1920، عندما عاد مارسدن إلي إنكلترا، وفي حوزته نسخة من الكتاب الذي ألفه البروفيسور سرجي نيلوس عام 1905 بعنوان "الخطر اليهودي". وفيما كان مارسدن يترجم هذه الوثائق، تلقي تحذيرا بالموت إذا أصر علي نشر الكتاب.. ولكن مارسدن لم يخف من التحذير، فنشر الكتاب وسماه "بروتوكولات حكماء صهيون". وبعد سنوات قليلة من نشر الكتاب مات مارسدن بالفعل كما جاء في التحذير وبظروف غامضة. أدي نشر هذا الكتاب إلي ضجة كبري في إنكلترا، ومن ثم في العالم أجمع. وعمد المرابون العالميون لتفادي هذه الفضيحة الدامغة التي كشفت أمرهم، إلي شن حملة دعائية معاكسة ضد مارسدن، متهمة إياه بالكذب وبعدائه الصريح للسامية.. ومن الأبحاث والدراسات التي قمت بها بنفسي أستطيع القول، بأن الوثائق التي جاءت في كتاب البروفيسور نيلوس "الخطر اليهودي" وفي كتاب مارسدن "بروتوكولات حكماء صهيون" هي نفسها الخطة النورانية طويلة الأمد، التي شرحها آمشيل روتشيلد لرفافة في اجتماع فرانكفورت عام 1773.
31. ولا يستطيع قارئ هذه الوثائق ـ مهما كان مصدرها ـ أن ينكر أن تسلسل الأحداث العالمية جاء تعبيرا عن البرنامج الذي اقترحته الوثائق منذ عام 1773. وسيدهش أكثر من هذا التنبؤ الدقيق الذي لم يخطئ أبدا. يقول ماكس ناردو في خطابه في المؤتمر الصهيوني السادس الذي عقد في بازل في سويسرا عام 1903: "دعوني أخبركم الكلمات التالية، وكأني أصعد بكم درجات السلم درجة درجة.. المؤتمر الصهيوني.. مشروع أوغندا البريطانية.. الحرب العالمية المتوقعة.. مؤتمر السلام حيث يتم بمساعدة بريطانيا قيام دولة يهودية حرة في فلسطين".
32. وقد قرأ العديد من رجال السياسة والصحافة هذه الوثائق، فحملتهم علي البحث والتدقيق في القضايا العالمية. ومن بين هؤلاء اللورد سيدنهام وهنري فورد. وقد قام هذا الأخير بعد قراءة الوثائق بتأليف كتاب قيم، جاءت نهاية دراسته مطابقة للأبحاث. وفي 17 شباط عام 1921 أجرت النيويورك وورلد مقابلة مع السيد هنري فورد، ونقلت عنه ما يلي: "إن أهم شيء أريد أن أقوله عن "البروتوكولات" هو أن ما جاء فيها يتطابق مع ما يجري اليوم.. لقد مضى علي ظهورها ستة عشر عاما، ومازالت تتوافق مع الوضع الدولي حتى الآن".. ((بل وحتّى الآن، بعد قرن من ظهورها!!!!!))
((
من كتاب "احجار على رقعه الشطرنج للكاتب "وليم جاي كار".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت