الشرطة الإسرائيلية تفرض قيودا على الاحتفال بتحرُّر كريم يونس

عناصر الشرطة الإسرائيلية في المكان (عرب 48).jpg

فرضت الشرطة الإسرائيلية، مساء الخميس، قيودا على الاحتفال بتحرُّر الأسير كريم يونس، الذي نال حريّته، في وقت سابق اليوم، بعد 40 عاما قضاها في السجون الإسرائيلية.

ووصلت عدّة سيارات من شرطة "حرس الحدود" إلى عارة، بلدة الأسير المحرّر، واقتحم عناصر منها الخيمة التي نُصبت لاستقبال الأسير المحرّر، واستقبال مهنّئيه بالحريّة.

وأفاد موقع "عرب 48" بأنّ الشرطة اقتحمت منطقة المسقاة، مكان احتفال واستقبال الأسير، ومنعت عائلة الأسير من تنظيم مسيرة كان مقرّرا أن تجوب شوارع البلدة، احتفاءً بالأسير وتكريما له.

وأفاد أحد المنظّمين بأنه "تم إلغاء المسيرة، وذلك لمنع محاولات الشرطة استفزاز الأهالي، كما طلبت الشرطة من المنظمين عدم الاحتفال خارج الخيمة، بالإضافة إلى منع رفع العلم الفلسطيني".

وكانت يُفترض أن تنطلق المسيرة من المسجد القديم في البلدة، لتصل خيمة الاحتفال في حي المسقاة.

وبعد تحرر يونس من الأسر، طالب رئيس الائتلاف الحكومي، وعضو الكنيست من الليكود، أوفير كاتس، أحزاب الائتلاف والمعارضة التحرك المشترك لتمرير مشروع قانون بسحب الجنسية والإقامة وترحيل الفلسطينيين من الداخل الذين يتورطون في عمليات، ومن بينهم كريم وماهر يونس.

فيما تحدث وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الليلة الماضية مع قائد الشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، وطلب منه التحرك لمنع الاحتفالات بمناسبة الإفراج عن الأسير كريم يونس، وذلك بحسب ما أفادت القناة 12 العبرية في وقت سابق اليوم، والتي لم تورد أي تفاصيل عن ماهية الطلب والتعليمات الصادرة عن بن غفير لقيادة الشرطة.

واعتُقل يونس في 6 من كانون الثاني/ يناير 1983. ووُلد الأسير في قرية عارة، واعتقل يونس خلال فترة دراسته اللقب الأول في جامعة "بن غوريون" في مدينة بئر السبع.

وقال كريم يونس من أمام المقبرة التي زارها بعيد تحرّره اليوم: "والدتي كانت سفيرة لكل أسرى الحرية... أمي تحملت فوق طاقتها لكنها اختارت أن تراني من السماء بعد انتظار طويل".

وأضاف يونس من أمام منزل والدته "والدتي حملتني في دموعها وقلبها ووجدانها على مدار 40 عاما".

وسرد كريم يونس من أمام المقبرة تفاصيل الإفراج عنه، قائلا "تم اقتحام السجن ليلا وتم نقلي بشكل مفاجئ من السجن إلى الخارج، وتم نقلي من مركبة إلى مركبة".

وتابع: "هذا التصرف زاد من انفعالي إلى حين تركي عند محطة الباصات، وطلبوا مني التوجه من خلالها إلى عارة".

وأشار المحرر يونس إلى أنه وجد بعض العمال الفلسطينيين، وتحدث معهم واتصل من هاتف أحدهم بأشقائه الذين وصلوا للمكان ونقلوه للمنزل.

وأضاف يونس: "لم أشعر بأي شيء حاليا... لا يوجد بداخلي ما أشعر به... لا أستطيع أن أتحدث عما بداخلي وشعوري... اليوم استنشقت الهواء ورأيت الشمس، وقد أعتاد على ذلك مع الأيام المقبلة".

وتابع: "شعبنا بأكمله يستحق كل تعظيم سلام... وأسرانا يدعون للوحدة الوطنية لأنها قانون الانتصار".

وأوضح أن الأسرى يحملون الكثير من التساؤلات والرسائل، مضيفا "أنا تركت خلفي الكثير من الأسرى وقلبي معهم... هناك أسرى يحلمون الموت على أكتافهم"، مشير إلى أنه بسبب استشهاد الأسير ناصر أبو حميد في ظل انعدام الأمل أصبح الأسرى يدخل سهم اليأس لقلوبهم، ولكن "عزاءنا أننا سنبقى صامدين".

وأضاف يونس: "تركت آلاف الأسرى خلفي ولكنهم موحدون اليوم بشكل أكبر في وجه بن غفير وزمرته، ولن يرفعوا الراية البيضاء ولن يستسلموا لهذا المتطرف".

وتابع: "لدينا استعداد تقديم 40 سنة أخرى من أجل حرية شعبنا وهذه العزيمة والعطاء موجودة لدى كل الأسرى، وعزاؤنا أن الأسرى اليوم موحدون أمام همجية الاحتلال".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - عرب ٤٨