- بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله*
الشهادة هي إرتباط الشهيد بالأرض والوطن ، ويوم الشهيد هو يوم كل الشهداء الذين سقطوا دفاعاّ عن الأرض والوطن من نير الإحتلال . يوم الشهيد الفلسطيني ، هو يوم سقط فيه أول شهيد للثورة الفلسطينية هو أحمد موسى في السابع من كانون الثاني عام 1965 فمنذ ذلك الحين ، نحيي نحن وكل جماهير شعبنا هذه المناسبة ، تكريماّ لكل شهداء فلسطين . لقد مارس العدوُّ الصهيونيُّ كلَّ أشكالِ الجرائمِ ضدَّ الإنسانيةِ ، وجرائمَ الحربِ ضدَّ شعبِنا لفرضِ وقائعَ خبيثةٍ على الأرضِ الفلسطينيةِ بتمزيقِها ومصادرتِها، وترحيلِ أهلِنا، وقتْلِ ثوّارِها، وطمسِ هويتِها العربيةِ الإسلاميةِ، ومدِّ الأذرعِ الصهيونيةِ الأخطبوطيةِ إلى مقدراتِ الأمِّة وثقافتِها عبرَ أنظمةٍ فاشلةٍ ظالمةٍ معاديةٍ لشعوبِها، ومعاديةٍ للشعبِ الفلسطينيِّ والقضيةِ الفلسطينيةِ.
ستبقى القدس دربَ الشهداءِ ، وقبلةَ الأحرارِ منْ أبناءِ الأمّتين العربية والاسلامية ، فالقدسُ مركزُ الصراعِ وعنوانُه حتى طردِ الصهاينةِ الغزاةِ، وإنَّ استعادةَ وحدةِ الأمةِ وقوَّتَها، وتسخيرَ مقدراتِها في ساحةِ المواجهةِ الحقيقيةِ مع العدوِ الصهيونيِّ، ودعمَ الثورة الفلسطينيةِ منْ أجلِ تحريرِ فلسطينَ ، وحمايةَ المنطقةِ من الخطرِ الصهيونيِّ واجبٌ على الجميع ومسؤوليتهم . ونؤكد انه كما بدأت الحرب من فلسطين فلن يكون هناك سلام ان لم يكن هناك سلام عادل وشامل لفلسطين ، وفاءً لتضحيات الشهداء الابرار. وإن الوفاء لشهداء فلسطين أرقى تعبير عن الالتزام بالعهد والقسم على تحرير الأرض ، والثبات على طريق الحق الذي عمّده الشهداء بدمائهم الطاهرة ، فمنذ انطلاقة حركة فتح آمنا نحن الفتحاويون بأن الاستشهاد من اجل فلسطين قدر ، نستقبله بالرضا والطمأنينة من أجل حياة حرة وعزيزة وكريمة ومشرّفة لشعبنا في جنة الوطن الخالدة ، كما آمنا ان الحياة فرصة عظيمة لبذل كل ما نستطيع من اجل تحرير الوطن السليب من براثن العدو الصهيوني المحتل.
و في الذكرى الثامنة و الخمسين لانطلاقة حركة فتح والثورة الفلسطينية ، نحن في حركة فتح نحيي أرواح شهداء شعبنا الفلسطيني ، وقواه الوطنية والاسلامية ، وشهداء حركة فتح اولا ، الذين سقطوا على درب الكفاح والنضال من اجل فلسطين بدءً من الشهيد احمد موسى والرئيس الشهيد القائد العام ياسر عرفات وقادة الحركة العظماء والفدائيين الأوائل وأجيال ممن سمَت نفوسهم وارتقت ارواحهم على ذات الدرب ، حتى أحدَث اسم في سجل الشرف الوطني ، وصولا الى لحظة رفع علم فلسطين في سماء القدس الحرة المستقلة باذن الله .
و نشدد أيضا على مبدأ معادلة الفداء والاستشهاد بالإنجاز ورفع المصالح العليا للشعب الفلسطيني والأمة العربية ، واحترام كينونة الانسان وقيمته ، ونؤكد على إن الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني هدفنا ، وما التضحية إلا جزء من العقيدة الوطنية النضالية لافتداء شعبنا وأجياله القادمة ، فالاستشهاد سبيلنا لتأمين خلود شعبنا على ارضه ، محافظا على هويتها العربية ومقدساته.
التحية والوفاء للشهداء الذين سمَت نفوسهم وارتقت ارواحهم على درب الكفاح والنضال ، و نحن اذ نبعث في هذه المناسبة باسمى عبارات الثناء والتقدير والتعظيم لأرواح الشهداء الفلسطينيين والعرب والأجانب الذين استشهدوا من اجل فلسطين ، وللأسرى في سجون العدو الصهيوني ، وللجرحى و المعوقين ، ولذويهم وابنائهم ، نعاهدهم بنفس الوقت كل شهداء ثورتنا وشعبنا على الوفاء لتضحياتهم ، حتى يشهد كل الشعب الفلسطيني والعرب والأحرار في العالم قيام دولة فلسطين وقد رفع شبل او زهرة من ابناء الشهداء علم فلسطين على اسوار القدس الشريف عاصمة دولتنا الحرة المستقلة. المجد والخلود للشهداء الابرار .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت