الوحدة الوطنية الاردنيه ووحدة الموقف الأردني الفلسطيني لإفشال مخطط الوطن البديل في الفكر الصهيوني

بقلم: علي ابوحبله

جانب من المسير الاسبوعية للتضامن مع اهالي حي الشيخ جراح المهددين بالاخلاء__.jpg
  • المحامي علي ابوحبله

ما أن تهدأ فكرة الوطن البديل حتى تعود لتطل برأسها وان عبر إيماءات  لتؤكد من جديد حقيقة الفكر الصهيوني وسعيه الدءوب للدولة اليهودية التي تقود للتخلص من الديموغرافيه الفلسطينية وتشكل خطر وجودي على حلم تحقيق يهودية ألدوله ، فقد كشف رئيس الوزراء الإسرائيليّ  نتنياهو الذي يقود الحكومة الأكثر تطرفا بالائتلاف الذي يضم أحزاب يمينيه فاشيه في مقدمتهم يتمار بن غفير ويتولى حقيبة الأمن الداخلي وسومت يرش يتولى حقيبة المالية  ، فقد  أكد أن التفاوض مع الفلسطينيين غير موجود لدى الساسة (الإسرائيليين) في حكومة اليمين المتطرفة ، و"وفق الفكر (الإسرائيلي)، فلا يمكن الاعتراف بالوجود الفلسطيني بالشكل الصريح، والمفاوضات خلال جميع السنوات السابقة جاءت بصفر كبير" ووفق البرنامج السياسي للحكومة  الجديدة " تنص على تعزيز مكانة القدس وتطويرها وتوسيع البناء فيها للحافظ على السيادة الكاملة فيها، وإحباط أي نشاطات وصفت بـ "المعادية".

وتؤكد الوثيقة الائتلافية على توسيع البناء في المستوطنات بالجليل والنقب والجولان والضفة الغربية، وشرعنه البؤر الاستيطانية وتوفير البني التحتية لها ، أن إعلان حكومة الاحتلال الجديدة عن سياستها، يؤكد التجاهل الواضح للسلطة في أيٍ من خطواتها المقبلة.

ووفق برنامج حكومة نتنياهو يؤكد أنه لا يمكن الحديث عن أي تسوية سياسية مع  الفلسطينيين خلال فترة هذه الحكومة ، وإذا أخذنا تصريحات رئيس الوزراء وزير الأمن سابِقًا ، أيهود باراك  فيما كشف  ، النقاب عنه  في مقابلةٍ مُطولّةٍ مع صحيفة (معاريف) العبريّة، عن الخطّة التي كان قد أعدّها رئيس الوزراء ووزير الأمن في الماضي، أرئيل شارون، في العام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيليّ للبنان واحتلال العاصمة بيروت، . فكرة شارون كانت تعتمِد على استغلال ما يدعيه  الإرهاب الفلسطينيّ للانقضاض عليهم في جنوب لبنان، وتحويل هذا الهجوم إلى رافعةٍ للتوافق والتحالف مع المسيحيين في لبنان وتنصيب عائلة الجميّل وطرد منظمة التحرير الفلسطينيّة من لبنان بشكلٍ نهائيٍّ، مُشيرًا في ذات الوقت إلى أنّ فرضية العمل لدى شارون كانت أنّ الفلسطينيين سيقومون بالفرار من لبنان إلى الأردن، وهناك يقوموا بثورةٍ على نظام الحكم الهاشميّ ويُسيطِروا على المملكة الهاشميّة، وبذلك تتحّقق رؤيته القاضية بأنْ تكون الأردن الوطن البديل للفلسطينيين، وبهذا يصِل شارون إلى حلّ القضية الفلسطينيّة، ليس على حساب إسرائيل، ولكنّ الفلسطينيين، شدّدّ باراك، كانوا قد فهموا درس (أيلول الأسود) في العام 1970 ورفضوا العودة إلى الأردن، الأمر الذي أدّى لفشل مخطط شارون الإستراتيجيّ، كما قال. ووفق المؤشرات الإسرائيلية فإنه ما من موضوع راهن في سياق السجال الإستراتيجي الإسرائيلي يحتشد حوله "إجماع سياسي إسرائيلي" أكثر من موضوع "الأرض" و"الديموغرافيا"، و"الدولة اليهودية النقية"، وكذلك "الترانسفير" نحو الشرق.. نحو "الوطن البديل".

وذهبت الشعارات الصهيونية التوسعية أبعد من ذلك في الآونة الأخيرة، إذ ظهرت أصوات قوية تنادي بالعودة إلى برنامج "ضفتان للأردن"، فغدا شعارا "الوطن البديل" و"ضفتان للأردن" يسودان المشهد السياسي الصهيوني. والمسألة هنا ليست إعلامية استهلاكية ولا تهدف إلى إثارة الفزع الأردني مثلا، وتأجيج الفتنة الإقليمية بين الفلسطينيين والأردنيين فقط، وإنما هي حقيقية بمنتهى الجدية والخطورة.

"لا غرابة في أن تترافق لدى الإسرائيليين دائما "يهودية الدولة" والديموغرافيا والترانسفير و"الوطن البديل" و"الحلم الصهيوني" الذي لا يمكن أن يتحقق ويستكمل من وجهة نظرهم إلا إذا "أصبحت فلسطين خالية من أهلها وأصحابها" فالأدبيات الصهيونية التي تتحدث عن "إسرائيل دولة الشعب اليهودي"، وعن الديموغرافيا العربية والتخلص من العرب، وعن ترحيل أكبر عدد منهم كي تصبح إسرائيل دولة نقية للشعب اليهودي على أوسع مساحة من الأرض، كثيرة جدا. وقد تكاثر من يطلقون عليهم هناك "أنبياء الغضب الديموغرافي" الذين يحذرون من القنبلة الديموغرافية المؤقتة، ويحرضون على التخلص من أكبر عدد ممكن من العرب في أسرع وقت ممكن حتى لو كان ذلك عبر الحروب والمحارق.  وهناك من بين الإسرائيليين المنزعجين من ذلك كثير من السياسيين، وهناك ضباط ومسئولون كبار، كلهم يتحدثون فيما بينهم بتفاؤل قائلين "قد تخلق الفوضى العالمية حولنا لحظة تاريخية، يمكن أن نقوم خلالها بطرد كثير من السكان العرب، وتنفيذ سياسة الترانسفير التي كثيرًا ما نتحدث عنها الفاشيون الجدد المشاركين في حكومة نتنياهو وتعد  الأكثر تطرفا ويمينية ". عن داني روبنشتاين في مقدمة مقالة نشرتها صحيفة هآرتس حول تنامي أفكار وآمال ترحيل الفلسطينيين. وحسب كم كبير من الأدبيات الموثقة فإن فئات واسعة في الرأي العام الإسرائيلي مهيأة لأفكار طرد العرب منذ وقت طويل، والواضح أن هذه الأجواء الإسرائيلية باتت علنية سافرة صريحة بعد تولي المتطرف الفاشي بن غفير وسومتيرش وغيرهم ، والدعوات للترانسفير وهي ليست ثمرة سنوات الصراع الطويلة فقط، وإنما هي نتيجة سياسات أمنية طويلة. ويبدو أن ذهول ودهشة قادة إسرائيل من التكاثر السكاني العربي والخطر الديموغرافي يواصلان فعلهما ومفعولهما تراكميا في عهد حكم الليكود برئاسة نتنياهو ، إلى أن أخذ ينعكس ذلك هاجسًا مقلقًا في التقارير الإستراتيجية للحكومة الإسرائيلية السابقة والحالية . يجب أن نتعامل بجديه مع حكاية " الوطن البديل " وشعار "ضفتان للأردن" بمنتهى الجدية والمسؤولية. وتبقى الوحدة الوطنية الاردنيه ووحدة الموقف الاردني الفلسطيني  الحصن المنيع لإفشال المخطط الصهيوني  لعملية الضم والترانسفير لإفشال الأهداف الصهيونية والسياسية والتوراتية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت