رضوانيات الحلقة الـ32 ...... المسيح منا ونحن من المسيح عليه الصلاة والسلام

بقلم: رضوان عبد الله

رضوان عبد الله.jpg
  • بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله*

   المسيح منا ونحن من المسيح عليه وعلى امّه البتول افضل الصلاة والسلام ، فهل من مانع ان نتذكر ميلاد سيدنا ونبينا عيسى عليه السلام وبطريقتنا العربية والاسلامية ، فهل من مانع ان نصلّي ونسلّم على عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته الى مريم  ؟ بل هل من موانع ان نعمل باخلاقه واخلاق حوارييه و اتباعه الذين اقروا بالوحدانية والعبودية لله الواحد القهار ؟ هل من معيقات اقرتها قوانين وانظمة كي لا نتبع المسيح بسماحته و السلام الذي عمل لأجله وسار على درب الجلجلة من اجل اقراره ؟ وما يمنعنا التواصل والتكامل مع جزئنا الاخر بالوطن ، مسيحيي فلسطين ، بدءً من الناصرة وصولا الى القدس مرورا بكل المدن والقرى الفلسطينية وخصوصا بيت لحم و"كنيسة المهد " التي لا زالت عائلة مسلمة بعهدتها مفاتيح الكنيسة ، أبا عن جد ، و بموافقة تامة وكاملة من قبل اخواننا بالمواطنة و الانسانية و العروبة ؟
   فلسطين الحبيبة التي لم ولن تفرّق بين مواطني الدولة الفلسطينية المنشودة التي كانت منذ ان تم فتحها ، على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ولا زالت تحتضن الاخوّة والامن والسلام ما بين صحابة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، والبطريرك صفرونيوس صاحب العهدة العمرية الذي ثبّت الشراكة الوطنية وعمّقها في فلسطين ، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، ما هو المانع من ان نحتفل مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيدة حنان عشراوي ( لو استقالت ) ومع الاب مانويل مسلّم الذي اكد على قساوسة الكنائس رفع الآذان فيها وبكل اوقات صلاة المسلمين حين اقتحم الصهاينة العنصريون المسجد الاقصى وعملوا على اقفاله ظلما وعنصريا وافسادا ؟
   لا يعلم الجهلة ان البطريرك عطا الله حنا يقول قلبا وقالبا ( فداك أبي وامي يا رسول الله وامام كاميرات العالم اجمع ، دون خوف او وجل ، ولا يعلم الجهلة ان الفدائي القائد "أبا عمر" ، وما ادراك ما "ابا عمر" ، هو حنا ابراهيم ميخائل!!! فتشوا واقرأوا عنه كي لا يقال ان حركة فتح تبالغ بذكر الشهداء حتى وصفتهم بـ" صحابيي فلسطين" ، هل يعلم القاصي والداني ان "محجوب عمر"هو رؤوف نظمي ميخائيل عبد الملك صليب ، طبيب، شاعر، مفكر مصري ، فقط للتعريف عنه نقول انه " قبطي " ، وقد عمل في صفوف المقاومة الفلسطينية في نهاية الستينيات في الاْردن ولبنان ، وأسهم "محجوب" في إنشاء خدمات طبية لقوات العاصفة ، وعينته قيادة قوات العاصفة مفوضاً سياسياً للقوات في الأردن ، لتفانيه بالعمل والانتماء لفلسطين الثورة والقضية . وصفه إلياس خوري فقال : "رفاقي الفدائيون الذين عاشوا تجربة أيلول الأسود عام 1970 حدثوني كثيرا عن ذلك الطبيب المصري الذي يقاتل حين يأتي القتال ويطبب حين يحتاج الأمر إلى طبيب ويقود في المهمات الصعبة ويكتب الشعر"؛ وأضاف "عندما التقيت به لم أصدق عيني . تواضع وزهد في الدنيا . كان يشبه الفدائيين مثلما كانوا . راهب مصري يأتي من صعيد مصر ليعلمنا التقشف....
   مواكب فلسطينية وعربية ، قديسون و شهداء ومناضلون ، نعتذر عن التعبير اذ قلنا انهم "مسيحيين " فنحن لا نفرق بين ابناء فلسطين ، الفلسطينيون بالانتماء للقضية المركزية للعرب ، بشتى مذاهبهم وطوائفهم وان كانوا فلسطينيين وغير فلسطينيين ، لا نستطيع ان نحصيهم بالعدد ولا نستطيع ان ننسى المطران هيلاريون كابوجي الذي لا يقل اهمية بدفاعه عن فلسطين عن اي قائد فلسطيني وعربي ، وغيره العشرات بل المئات من اتباع عيسى بن مريم عليه السلام ، حيث شاركت أعداد من مسيحيي غزة في التصدي للعدوان الاسرائيلي الأخير على القطاع عام 2019 . وسقط منهم الشهداء وعلى سبيل المثال استشهد المقاوم حنا سابا أثناء تصديه للقوات الاسرائيلية ، اضافة الى سقوط اطفال ونساء وشباب اخرين في حروب الصهاينة على فلسطين وقصفهم للمناطق المدنية في غزة مرارا ، فالغزيون المسيحيون تخندقوا مــع المقاومة ضــد الاحتلال والاعداد كثيرة والشهداء منهم كثيرون . ولا يستحق منا اتباع عيسى عليه السلام ، ذلك الفدائي الاول ، الا ان نقول لهم عيد مجيد وكل عام وانتم وكل اهلنا بالوطن بخير وسلام وامان .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت