بالوحدة الوطنية ينتصر قانون التراكم الوطني على نقاط التراكم الصهيوني

بقلم: محمد حسن أحمد

محمد حسن أحمد.jpg
  • بقلم/أ. محمد حسن أحمد

       حان الوقت لتوحيد الصفوف تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ومجابهة المحتل الصهيوني الذي هو آخر احتلال في العالم احتلال إحلالي يسعى لطمس وإلغاء هوية الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه بالقتل والتشريد وطمس كيانيته وسرقة تراثه وموروثه الحضاري والتاريخي ، الاحتلال الصهيوني الاستعماري خطواته محاكاة لما فعله الغزاة في أمريكا ضد الهنود الحمر ، الاحتلال الصهيوني جرائمه مستمرة ضد الشعب الفلسطيني بكل مكوناته ، يستفرد تارة بغزة ، وتارة بالقدس ، وتارة أخرى بالضفة الغربية ، وتارة بالعرب الفلسطينيين في حيفا ويافا واللد والرملة والنقب، لأن صراعه معنا كعرب من المحيط إلى الخليج ليس صراع استعمار مرتبط بحقبة محددة كحال الاستعمار الذي يلي الحروب العالمية الكبرى ، إنما هو احتلال إحلالي بدايته فلسطين وصولا إلى بقية الدول العربية ، وهذا ما يؤكده علم كيان الاحتلال الإحلالي الإسرائيلي المدعوم من الإدارات الأمريكية المتعاقبة ، ليكون هذا الكيان ولاية من الولايات الأمريكية ، نحن الشعب الفلسطيني نؤكد دوما بأن انتصارنا سيتحقق بالتراكم وليس بالضربة القاضية لحسم الصراع ، لكن هذا التراكم يتطلب وحدة الصف إن لم يكن عربيا فليكن في حده الأدنى فلسطينيا ، لتعزيز الصمود والثبات الوطني ، لكي لا نعطي ونمكن الاحتلال الصهيوني وحلفاءه ومن يتساوقون معه أن يعزفوا على أوتار انقسامنا، نجاحنا في الدبلوماسية الخارجية في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية ، وكذلك التعاطف والدعم الدولي ، كل ذلك رغم إيجابياته الكبرى والمهمة لا يمكن الشعب الفلسطيني من الثبات والصمود ما لم يكن قرار قواه الوطنية مستقلا ، وفصائله بكافة اتجاهاتها موحدة ، لأن القلاع تهزم من الداخل مهما كانت عوامل الدعم والإسناد من الخارج ، قضيتنا الفلسطينية عادلة ، وعدالتها واضحة وضوح النهار ، وهذا يتطلب الارتقاء لحس المسؤولية الأخلاقية والدينية والوطنية والإنسانية لأولي الأمر من كافة الفصائل دون استثناء لإنهاء الانقسام ، إن محطات لقاءات المصالحة لإنهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني لن تحقق أهداف الشعب الفلسطيني الذي يستشيط غضبا من أولي الأمر الذين أوصلوه إلى هذا الواقع الأليم بأن يكون قادتهم محتاجين لرجال إصلاح من خارج وطنهم رغم احترامنا وتقديرنا لكل الجهود الطيبة من الأشقاء العرب ، قوتنا في وحدتنا وحكومات الاحتلال المتعاقبة تحمل نفس عقيدة الصهيونية لا فرق بين الحمائم والصقور ، فالدم الفلسطيني نازف ومقدرات الشعب الفلسطيني وحرماته ومقدساته تنتهك في كل مراحل حكومات الاحتلال ، وكل حكومة تقوم بالتصعيد وتحقيق إنجازات صهيونية على حساب الشعب الفلسطيني أيضا بالتراكم الصهيوني وفقا لطبيعة كل مرحلة وواقعها المحلي والإقليمي والدولي ، المطلوب لمواجهة الاحتلال وحلفاءه الوحدة الوطنية لأنها صمام الأمان للثبات والصمود وإفشال مشاريع الاحتلال ، لكي نحقق الإنجاز الوطني بالتراكم ، وعدم انتصار قانون التراكم الصهيوني على قانون التراكم الوطني الفلسطيني الذي جسدته الثورة الفلسطينية المعاصرة منذ انطلاقتها بدم الشهداء ومعاناة وعذابات الأسرى وذويهم ، ومعاناة شعب بأكمله ، فالحكومات الإسرائيلية كلها متطرفة ولها نفس الأهداف الصهيونية في اقتلاع شعب فلسطين من وطنه ، الانتصار لدم الشهداء وللأسرى والمقدسات والكرامة الوطنية وأمانة المسؤولية الوطنية هو الوحدة الوطنية التي هي المقدمة الحقيقية لتحقيق قانون تراكم الإنجاز الوطني على طريق تحقيق أهداف شعبنا ، ونحن في غمار ذكريات ومحطات شهر يناير الذي كان الفاتح  منه في العام 1965 انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ، وفي يوم السابع من نفس الشهر قررت منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1969 أن يكون يوما للشهيد ، وفي هذا الشهر تحل ذكرى استشهاد القادة الثلاثة صلاح خلف وهايل عبد الحميد وفخري العمري في الرابع عشر من يناير 1992 ، وفي إحياء ذكرى بوم الشهيد نترحم على شهدائنا الأبرار ، ونؤكد على ديمومة التراكم الوطني وتهيئة طريقه بإنهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الوطنية وفي هذا المقام نبرق بالتحية لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال ونؤكد أن فجر الحرية آت بالأمس استقبلنا القائد كريم يونس ونحن على موعد لاستقبال القائد ماهر يونس بعد انقضاء أربعين عاما في ظلمات سجون القهر التي تحداها أسرانا البواسل بكل كبرياء الحرية لكم أسرانا البواسل فأنتم في قلوب أبناء شعبكم حاضرين وعلى موعد الحرية بإذن الله لأن القيد سينكسر وستنجلي ظلمة السجن.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت