رضوانيات الحلقة الـ37 ...... آن لكم يا شباب النكبة ان تقودوا شعبكم

بقلم: رضوان عبد الله

رضوان عبد الله.jpg
  •  بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله

    كان الرئيس الشهيد ابو عمار رحمه الله يشجع كل عمل ثقافي تعبيري كان او تشكيلي او حتى اعلامي بإصدار عشرات المجلات و الدوريات و النشرات الفلسطينية بما فيها مركز ابحاث ، بطريقة منظمة وليست عشوائية ، و من خلال العمل المؤسساتي وليس ايجاد ردائف بديلة للأصلاء من الاعمال والمؤسسات ،و اذكر بالمقابل ما قرأتـه في المجلة الشهرية لحركة فتح "نداء الحياة .. فلسطيننا" و التي كان صدورعددها الاول في بيروت في تشرين الاول  1959 وتحت اشراف الاخ توفيق حوري.. ... كان الوعي الجماهيري الذي استهدفت المجلة استنهاضه ينطلق من تحديد مكامن الخطر وابعاد المؤامرة من جهة، والتحريض للتصدي لها من جهة اخرى. وكان التحريض من اجل التحرك والاستعداد لخوض معركة التحرير وتحميل الشباب الوطني مسؤولية ذلك. وكان الموقف الرسمي ينشر في المجلة تحت عنوان رأينا،. وكان هذا الرأي الشهري الذي يعبر عنه في صفحة واحدة من صفحات المجلة يركز على القضايا الاكثر الحاحاً منذ صدور المجلة، أي منذ نشر اول عدد من مجلة فلسطيننا ومن اهم المواضيع الفكرية كان التركيز على الاستقلالية وعدم الخضوع او التبعية او التوجيه من اية جهة غير الشعب الفلسطيني ،والتركيز على الدور الخاص للشباب الفلسطيني الذي يعتبر غيابه او تخليه عن قيادة شعبه سبباً من اسباب النكبة و امتدادها حيث كان كما ورد في نص المجلة :(آن لكم يا شباب النكبة ان تقودوا شعبكم لتكونوا طليعة الشعب العربي في الكفاح من اجل استرداد ارضنا المباركة...ان تقاعس الشباب الوطني الواعي عن قيادة شعبنا للتعبيرعن ارادته بشكل واضح سيمدّ في عمر هذه النكبة. القطيعة كما ان هذا التقاعس قد يفقدنا شيئاً من التأجج الوطني اللاهب...لقد وقعت النكبة واستمرت لاننا لم نكن عنصراً اساسياً في قيادة المعركة. وستبقى النكبة ما دمتم يا شباب فلسطين بمنأى عن قضية فلسطين... انتهى هنا ما قرأته من كلام مهم جدا منشور في مجلة فلسطيننا....
   فعلاً لقد آن لكم يا شباب النكبة ان تقودوا شعبكم لتكونوا طليعة الشعب العربي في الكفاح و لتتمسكوا بكل اطار شرعي و لتعيدوا مجد العمل الوطني الفلسطيني الناصع، ولتنبذوا أي امر غير ذلك ،ليس تحريضا سلبيا ضد كل من من الممكن ان تكون تحت إبطه إبرة بل استكمالا لما بدأه القادة العظماء من قيادات بارزين ،أحياء منهم و شهداء،رفعوا راية فلسطين الثورة حتى النصر ،و حولوا قضيتنا من قضية انسانية للاجئين هجّروا من ديارهم الى قضية حقوق وطنية ثابتة و واضحة و محقة . لقد كان اول من قاد هذا الشعب هو مؤسسة الاتحاد العام لطلبة فلسطين في 29 تشرين الثاني من العام 1959 بعشرات من الكوادر و على رأسهم الاخوة الشهداء القادة ابو عمار،ابو جهاد ،ابو اياد،ابو الهول ،و غيرهم الكثير ...ومنه انطلقت الثورة الفلسطينية عابرة للحدود و الفضاء ، تمثيلا و ميدانيا فكان الاتحاد اول مؤسسة فلسطينية بعد النكبة لها ممثل في جامعة الدول العربية ،اما ميدانيا فان اتحاد الطلاب اطلق مئات من كوادره الى الميدان الفلسطيني كي يقود الثورة المعاصرة حتى النصر و الدولة والاستقلال ،ويشهد ميدان المعارك بالبندقية و المعول و المبضع و القلم و بريشة الفنان وزهرة الكشافة و مشعل الاشبال على المشاركات الطلابية في اكثر من مكان و زمان للدفاع عن قضيتنا الوطنية العادلة وعن القرار الوطني المستقل ، ولولا تلك المشاركات لما وصلنا الى اعلى المنابرالدولية لنثبت حقنا الفلسطيني بالوطن و بالدولة و بعاصمتها الابدية القدس الشريف ، الا يعني هذا الامر شيئا....؟؟؟!!
   بقي ان نذكّر اخيرا ان القائد الشهيد الرمز ياسر عرفات حين قال بأعلى صوته  امام الامم المتحدة (لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي ) و كررها ثلاث ،لم يتطرّق الى البندقية لا تصريحا ولا تلميحا ابدا لان خيارات فلسطين مفتوحة و باستشرافه المبصر الواثق بحتمية النصر منذ العام 1974 ادرك ان خيارات النضال و الجهاد و الكفاح تبقى ابوابها مشرّعة لبدء القتال غير موصدة لحين احقاق حقوقنا الوطنية المقدسة كاملة و نافذة غير منقوصة ،وهذا لا يكون الا بما بدأته قيادتنا الواعية منذ اكثر من 55 عاما ، ونحن بالمناسبة في ظروف دقيقة كما قال الاخ الرئيس ابو مازن امام دورة المجلس الثوري الثالثة عشرة في رام الله اوائل هذا الاسبوع ،وهذا يتطلب منا الاسراع في اتخاذ القرارات المناسبة حتى لا تتكرر في زيارته لواشنطن ما حصل مع الشهيد ابو عمار في تموز 2000، ولات ساعة مندم !
   نحن شعب حيّ فتي (شباب) ، له قيادة واعية ومحنكة وضعت قادة العدو المحتلين، بسبب سياستها الرزينة، في زاوية عمياء لن يبصروا النور منها . لذلك نحن حيثما كنا ومهما كانت مسؤوليتنا علينا عدم التّلهّي بالفقاعات ولا الركض وراء سراب او وهم و نحن نمتلك العزيمة والارادة والعمل الاصيل ، وعلينا ايضا الاسراع في التلاحم والتعاضد والتمسّك بأطرنا الشرعية و اعادة احيائها و ترتيبها نحو الاحسن و الافضل لمواجهة القادم الصعب و القاسي ، ونتحضّر لكافة الاحتمالات لمواجهة المطلوب دفاعا عن حقنا و وطننا و مقدساتنا كافة. و دوما التاريخ يعيد ذاته.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت