- بقلم علي بدوان
واقعة بسيطة، أرويها من باب الطرافة السياسية، التي تؤشر على "ديمقراطية غابة البنادق" كما يحلو للشهيد ياسر عرفات أن يُردد تلك العبارة في مناسبات مختلفة، ومعها عبارة "حديقة الثورة تتسع للجميع، ولنترك الورود تتفتح".
عاشت الساحة الفلسطينية بُعيد الخروج الفلسطيني من بيروت نهاية صيف العام 1982، تفاعلاتٍ هائلة، كان منها الزلازل التي ضربت البيت الفلسطيني، في العام التالي وأقصد منذ منتصف العام 1983. وفي سياق تلك التفاعلات، نشطت الفعاليات والفعاليات المقابلة في ظل ظروف الإنقسام الفلسطيني الذي ساد في حينها، ودفع اثمانه الشعب الفلسطيني من "كيسه" تماماً.
أذكر في طرفة وقعت حينها، أن كنت مدعواً وحاضراً في فعالية سياسية نهاية العام 1983، بقصد احراجي ودحض مواقفي في حينها. وكنت في ذاك الوقت مسؤولاً عن الطلبة الثانويين والجامعيين في التنظيم الذي كنت منتمياً اليه.
تلك الفعالية القاها المرحوم (س ا ك) في احدى القاعات في مكتب في مخيم اليرموك، وامام حشود كبيرة في أجواء كانت مُتخمة بالإحتقان، حيث الحضور من كل التوجهات والمواقف والقوى.
وعندما قدمت مداخلتي، كان رد (س أ ك) عليي فيه شيء من التحامل والقسوة، حين تبع كلامه بعبارات موجهة لي قائلاً، اسمع ما أقوله لك "انتم بلدوزر" لليمين، وأضاف "إن من تتفقوا معه ورفضنا نحن قراراته يملك ثلاثة ماكينات : ماكنة اعلام، وماكنة فلوس، وماكنة كذب". وأما قائدك فهو يُنظّر له ويهز برأسه أمامه مثل "تحية كاريوكا"....
وهنا ساد الهرج والمرج، بين ارتفاع الإحتقان السياسي والفوران من قبلنا، وبين الضحك والإبتسامات من قبل الأخرين...
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت