أكد السفير قوه وي مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين، يوم الثلاثاء، أن القضية الفلسطينية تهم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعدل والإنصاف الدوليين.
جاء ذلك في مقابلة صحفية مع وسائل الإعلام الفلسطينية حول مخرجات زيارة وزير الخارجية الصيني تشين قانع إلى مصر ومقر جامعة الدول العربية أول أمس الأحد.
وقال قوه وي إن وزير الخارجية قانغ أكد على أن القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية في الشرق الأوسط، وتهم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعدل والإنصاف الدوليين، وتكون موضع اهتمام الصين البالغ.
وأضاف قوه أن الرئيس الصيني شي جين بينغ طرح مرارا مبادرات لحلحلة القضية الفلسطينية، مؤكدا على أنه لا يمكن استمرار الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني إلى أجل غير مسمى ولا يجوز المساومة على الحقوق الوطنية المشروعة، كما أن التطلعات لإقامة دولة مستقلة لا تقبل رفضا.
ودعا المجتمع الدولي لترسيخ الإيمان برؤية "حل الدولتين" والتمسك بمبدأ "الأرض مقابل السلام" بحزم والعمل بكل ثبات على بذل جهود حميدة لدفع مفاوضات السلام وزيادة المساعدات الإنسانية والتنمية لفلسطين ودفع حلا عادلا وعاجلا للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن الوضع يتوتر بين فلسطين وإسرائيل في الآونة الأخيرة، لافتا إلى أن الصين تشعر بالقلق الشديد جراء ذلك، وتدعو الأطراف المعنية للالتزام بالتوافقات الدولية وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية والمحافظة على الوضع التاريخي القائم للقدس الشريف.
وشدد على ضرورة التحلي بضبط النفس والهدوء تفاديا للمزيد من التصاعد في التوترات، مطالبا إسرائيل بالتوقف عن التحريضات والاستفزازات تفاديا لأي تحرك أحادي الجانب قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع.
وأشار إلى أن الصين استجابت في الخامس من يناير الجاري بفعالية للمطالب المعقولة للأصدقاء الفلسطينيين والعرب، ودعمت مجلس الأمن الدولي في انطلاق أعمال جلسته الطارئة حول القضية الفلسطينية، ودفعت باتجاه قيام مجلس الأمن الدولي بدوره الواجب في القضية الفلسطينية.
وأوضح قوه وي أن تصعيد الوضع الإسرائيلي والفلسطيني ناتجة عن توقف مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين والتأخير في تحقيق "حل الدولتين".
وطالب المجتمع الدولي بأن يكون لديه إحساس أقوى بالوضع الملح للقضية الفلسطينية، ويدفع الطرفين لاستئناف مفاوضات السلام وحل قضية القدس وكل قضايا الوضع النهائي.
كما دعا المجتمع الدولي لدعم إيجاد حل عادل ودائم ومبكر للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، مطالبا الدول الكبرى ذات التأثير بتحمل المسؤولية من أجل الوصول إلى تلك الغايات المنشودة.
وبشأن سياسة الصين تجاه الشرق الأوسط في ظل الأوضاع الجديدة قال قوه وي إن وزير الخارجية الصيني تشين قانغ أكد على ضرورة احترام سيادة دول الشرق الأوسط ووحدة أراضيها.
وأكد على ضرورة تشجيع دول المنطقة على إيجاد حلول للقضايا الساخنة تناسب الواقع الإقليمي وتراعي مصالح كافة الأطراف وتحظى بقبول كافة الأطراف عبر الحوار والتشاور.
وأشار إلى أن الصين تدعو إلى تقديم مزيد من الدعم التنموي لدول المنطقة، لمساعدتها على مواجهة تحديات أمن الغذاء والطاقة، وإرساء أساس متين للتنمية الإقليمية. ويجب بذل جهود مشتركة لمكافحة الإرهاب ومنع تفشي القوى الإرهابية والمتطرفة التي تستغل الفوضى.
وتابع أن الصين تدعو الدول خارج المنطقة إلى احترام سيادة دول الشرق الأوسط وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وممارسة التعددية الحقيقية والامتناع عن التنمر الأحادي وخلق النزاعات واحترام التاريخ والتقاليد الثقافية للشرق الأوسط والامتناع عن خلق الفوارق الحضارية، وضخ طاقة إيجابية في الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأكد دعم الصين دائما شعوب الشرق الأوسط في استكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة ودعم دول الشرق الأوسط في حل قضايا الأمن الإقليمي عبر التعاون والتنسيق، مشيرا إلى أن الصين ودول الشرق الأوسط يبذلون جهودا مشتركة للتشارك في بناء "الحزام والطريق" وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية سعياً لتحقيق التنمية والنهضة.
وشدد على أن الصين تدفع بتنفيذ مبادرة الأمن العالمي، وتدعو إلى إقامة الهيكل الأمني الجديد المشترك والشامل والتعاوني والمستدام في الشرق الأوسط، مما يسهم بالحكمة والحلول الصينية في التسوية السياسية للقضايا الساخنة الإقليمية.
وحول تنفيذ مخرجات القمة العربية الصينية الأولى على الأرض في المرحلة القادمة قال قوه وي إن وزير الخارجية قانغ أكد على تكريس روح الصداقة الصينية العربية المتمثلة في "التضامن والتآزر والمساواة والمنفعة المتبادلة والشمول والاستفادة المتبادلة".
وشدد على ضرورة التمسك بالاستقلالية والتركيز على التنمية الاقتصادية والحفاظ على سلام المنطقة وتعزيز التبادل الحضاري، وإحراز تقدم قوي في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وتقديم مساهمات إيجابية لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
وأشار إلى أن الصين تدعو إلى تكريس روح إعلان الرياض الذي يؤكد العمل على صيانة النظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي، والعمل متعدد الأطراف، وتكريس القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، ورفض تسييس قضايا حقوق الإنسان واستخدامها كأداة لممارسة الضغوط على الدول والتدخل في شؤونها الداخلية.
كما يؤكد، على التمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام وتعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب ورفض "المعايير المزدوجة" في مكافحة الإرهاب، وتعزيز الحوار بين الحضارات والحفاظ على التنوع الحضاري العالمي ورفض نظرية صراع الحضارات.
ويشدد الإعلان على ضرورة تمسك الجانبين الصيني والعربي بروح إعلان الرياض والدفاع عن الإنصاف والعدالة الدوليين وحماية المصالح المشتركة للدول النامية.
وأشار قوه وي إلى أن الصين تدعو إلى تحقيق مزيد من النتائج للتعاون العملي وتغطي"الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين الصين والدول العربية" 182 إجراء تعاون في 18 مجالا، بما في ذلك السياسة والتجارة والاقتصاد والاستثمار والتمويل.
كما تغطي "الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون العملي بين الصين والدول العربية التي أعلنها الرئيس الصيني شي جين بينغ 56 إجراء تعاون في ثمانية مجالات، بما في ذلك تدعيم التنمية والأمن الغذائي والصحة والتنمية الخضراء والابتكار وأمن الطاقة والحوار بين الحضارات وتأهيل الشباب والأمن والاستقرار، وهي تلبي حاجات التنمية وشواغل الجانب العربي.
وأوضح أن الصين ستقيم آلية عمل فعالة مع الدول العربية لتنفيذ تدابير التعاون المذكورة واحداً تلو الآخر، وتسريع مشروعات التعاون الناضجة للتنمية سعياً لتحقيق مزيد من الحصاد المبكر.