- بقلم: المحامي علي ابوحبله
الارهاب الصهيوني متاصل في العصابات الصهيونيه منذ ما قبل وبعد اغتصاب فلسطين ، ولا غرابة ان يقف العالم اليوم مشدوها من تحالف بنيامين نتنياهو مع جماعات التطرف والعنف، وهذا الأمر ليس مستجداً في الكيان الصهيوني الذي يمارس سياسة الفصل العنصري الأبرتهايد ويحرم اصحاب الحق الشرعيين من حقوقهم في وطنهم فلسطين
فقبل أن تزدهر في أوروبا جماعات التطرف القائم على العرقية، والتحريض ضد مواطني العرقيات غير البيضاء، كانت جماعات التطرف التلمودي-الصهيوني تمارس كل الموبقات، مستلهمة شعارات "الموت للعرب" من زمن المذابح المؤسسة للنكبة ولدولة الاحتلال في العام 1948.
وبعد ان استسلم الغرب لمقولة الصهيونيه وتوجيه تهم "معاداة السامية" ضد كل من ينتقد الاحتلال والصهيونية، واعتماد سياسة الكيل بمكيالين بخصوص الارهاب الذي تمارسه سلطات الاحتلال ، يصبح "طبيعياً" ممارسة الارهاب والقتل ومصادرة الاراضي والامعان بسياسة التهويد وسن "قوانين" عنصرية وفتاوى دينية - تلمودية، تحاصر الوجود الفلسطيني ضمن مخطط "ترانسفير سريع".
العنف في المفهوم الإسرائيلي كقوة احتلال تمارس استخدام القوة المادية لإلحاق الأذى والضرر بالأشخاص والممتلكات. ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى أن الحاخامات اليهود (الاثنين24 أغسطس ٢٠١٥) أصدروا فتوى تنص كالآتي «اقتلوهم وأبيدوهم بلا رحمة للحفاظ على إسرائيل».هؤلاء الحاخامات شكلوا قبل عشر سنوات حركة أطلقوا عليها اسم «هسنهدرين هحداشا» (مَجْمَع الحاخامات الجديد). أسس هذه العصابة الحاخام عيدان شتاينليزتس، الحاصل على «جائزة إسرائيل» و«وسام الرئيس الإسرائيلي»، وهما يعدان أرفع الجوائز الإسرائيلية. وان العنف والعنصرية والقتل هي سمه بارزه في المجتمع الصهيوني وقد بثت القناة الإسرائيلية العاشرة ٢٠١٥ تسجيلا مصورا لأحد أعراس المستوطنين يظهر تحول العرس إلى مهرجان احتفالي بقتل الفلسطينيين، خاصة حرق عائلة دوابشة.
هذا التاريخ يستحضرنا اليوم بجماعتي "القوة اليهودية" بقيادة إيتمار بن غفير، و"الصهيونية الدينية" بقيادة بتسليئل سموطريتش، والافكار الفاشيه لهؤلاء المتطرفين وتهديداتهم ليست بالمستجده ، لسان حال كل فلسطيني يقول لنا ذاكرة دامية مع سياسات إخفاء الإرهاب المتأصل في المجموعات المتطرفه للمستوطنين ومجموعات تدفيع الثمن وشبيبة التلال امتداد للجرائم المرتكبه بحق الشعب الفلسطيني ، بن غفير وسومتيرش امتداد للوزير رحبعام زئيفي و الداعي للقتل، والتسامح مع شعارات "الذبح والموت للعرب"، من أمثال مئير كهانا وموشيه ليفنغر، وبفتاوى أن العرب "صراصير تستحق السحق"، كما كان يردد الحاخام عوفاديا يوسف.
بالطبع سيكون مضيعة للوقت السؤال عن كيفية تعاطي واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي مع حكومة نتنياهو الفاشيه
ولو تصورنا أن بين ظهراني العرب والفلسطينيين شيوخاً ورجالا بربطات عنق، يرفعون شعارات "الموت والذبح لليهود"، أو احتضان وسكوت رسمي عن جماعات بوزن "فتية التلال" و"تدفيع الثمن" و"حركة كاخ" أو "كهانا حي" الإرهابية اليهودية. فماذا سيكون ردة فعل الدول الداعمه للكيان الصهيوني وفي مقدمتهم امريكا والغرب على وجه العموم
على كل، السكوت الطويل عن تسمية الأشياء كما هي لم ينتج سوى المزيد من الإرهاب الاستيطاني، الذي يجعل من أمثال بن غفير يشهر سلاحه، ويحرض جنود الأبرتهايد على قتل العربي.
فمرتكب مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل في شهر (رمضان 1994) الإرهابي باروخ غولدشتاين، وغيره في قوائم شرعنة الإرهاب اليومي على أرض فلسطين التاريخية، بما فيها فتوى قتل إسحاق رابين (1995)، لا يختلفون كثيراً عن مرتكب مذبحة كرايستشيرش في نيوزيلندا برينتون تارانت (2019)، ومنفذ مذبحة أوتويا قرب أوسلو النرويجية (2011) أندرس بريفيك، إلا في مانيفست الفئة المستهدفة.
ففي حين ينطلق فاشيو أوروبا وإرهابيوها نحو "المهاجرين"، يركز مانيفست الإرهاب الصهيوني على طرد أصحاب الأرض الأصليين واعتبارهم "بقايا استعمار عربي"، مع كثير من الهراء عن "الحل السياسي"، ونفاق غربي عن "حل الدولتين"، بينما استمرت لثلاثة عقود سياسات التنافس على من يكون أكثر تطرفاً ودموية مع الشعب الفلسطيني.
اليمين الفاشي الصهيوني الذي يملك كل أدوات القوه وهو يحاول فرض قانونه ضمن فرض القوه للسيطرة والتحكم لتحول دون رغبات الفلسطينيين من تحقيق إرادتهم للعيش بأمن وسلام ودون تحكم جبروتي من الاحتلال الذي أصبح أهم سماته لفرض هيمنته وسيطرته تعطشه للدم واستباحة الدم وقتل الفلسطيني الذي يرفض الانصياع لمنطق الاحتلال المدعوم بالقوة الغاشمة لم يدرك الإسرائيليين بعد أن غريزة البقاء عند الإنسان أقوى من غريزة حب السلطة
؛ وهذه الغريزة تبحث عن حاجات البقاء البسيطة الممثلة بالمشرب والمأكل والملبس والمسكن والشعور بالأمان وحاجته للتكاثر ، كما وضعها ماسلو في قاعدة هرم حاجات الإنسان وصنفها أنها أساسية لكل بني آدم مهما اختلفت مراتبهم الثقافية والعرقية . وأن عنف الإنسان ليس فطريا بل هي حاجة اضطرارية هدفها إعادة حاجاته الأساسية ؛ ولم تسير الجيوش إلا بإقناع الجنود أن حاجاتهم الأساسية بخطر ولابد الدفاع عنها ؛
وهو لب فلسفة ثورات الشعوب وهي غريزة الدفاع عن النفس ضد خطر يهدد بقاؤها ؛ وهذه الغريزة تلغي كل الكوابح المانعة ضمن مفهوم التضحية من أجل جماعة وحاجاتها الأساسية
وان المقاومة الفلسطينية مشروعه ومحقه ضمن حاجة الفلسطينيين للأمن وتامين مستلزمات حياتهم بعيدا عن التحكم في مقدراتهم وبعيدا عن منازعتهم بأرضهم التي هي حق سيادي لهم ضمن تطلعهم لتحقيق حريتهم وممارستهم للسيادة على ارض وطنهم .
ووفق كل النظريات للدفاع عن النفس تقول إن آلية قتال الثوار لا تعتمد على قوتهم المادية بمقدار رفض إرادتهم الروحية الانصياع لقوة العدوان عليهم ، وهي قوة تلغي قانون القوة العنقية وتضع قانون الحق الدفاعي لرد العدوان وإعادة الحقوق المشروعة المنزوعة .
وفي نفي تام أن القوي يسعى لتدمير نفسه من أجل السيطرة وبسط النفوذ ، نرى أن الخصم الضعيف يقدم تضحيات كبيرة ومستعد للفناء حفاظا على حريته في امتلاك حاجاته الأساسية ؛
وهذا يظهر جليا بدراسة تاريخ الاستعمار في القرن السابع عشر والثامن عشر حيث قدمت الشعوب الضعيفة أكثر من مائتين مليون ضحية رفضا للاحتلال الأوروبي للبلدان البدائية ؛
ومن زاوية ثانية فإن سيطرة الدول الاستعمارية على البلدان البدائية لم تمنعها من حروب الكبار بين بعضها البعض وهو دليل آخر أن نزعة العدوان التوسعية لا تقف عند حدود فرض قانون القوة على ضعفاء بل يتعداه لترسيخ السيطرة المطلقة على البشرية ضمن مفهوم ضمان الأمن القومي للأجيال القادمة مما خلق إخلالا حقيقيا بمفاهيم الاقتصاد السياسي وجعله يتشكل ضمن أطروحات إمبريالية تسعى لسحق أي تمرد يخرج العالم من قانون العبد والسيد هذه الأفكار الثورية التي غيرت مفاهيم العلم الحديث خرجت من ثورات الشعوب المضطهدة مثل نظرية العفاف والاقتصاد المغلق التي تبناها ماوتسي تونغ وسياسات مقاطعة بضائع الاستعمار التي تبناها غاندي ونظرية التمرد المتمدن التي أبدعها مانديلا ومارتن لوثر كنغ ؛ في فن الثورة التي قالت أن الضعيف يملك قوة الإرادة وهي قادرة على قهر القوة الاستعمارية العسكرية ولم يعرف العصر الحديث أمة ضعيفة قبلت أن تستعبد من جيش قوي ؛ ونقول أن هناك أمم قبلت أن تفنى وتم قتل أغلبها دون أن تقبل أن تتحول إلي عبيد للسيد القوي والهنود الحمر خير مثال على ذلك .
إن حماسة الشعوب لتقاتل دفاعا عن حقها بالحياة أي حقها بامتلاك الحاجات الأساسية للحياة وأهمها مسكن آمنه نسميه مجازا وطن الأحرار يجعل المحارب القوي يقف احتراما لتضحيات ثورات الشعوب المضطهدة ؛ وهي التي فرضت قانون استقلال بلدان العالم الثالث رغم استمرار ضعفه مقابل عتاد المستعمر الشرس .
لم تعد حكومة الكيان الإسرائيلي بائتلافها مع الاصوليه الدينيه الفاشيه لتدرك أن قانون القوي تدميري لكل البشرية وأن العدل الحقيقي لا يؤمن إلا بالمساواة بين القوي والضعيف وحرية كل البشر بامتلاكهم الحاجات الأساسية للحياة وعلى رأسها مسكن آمن يسمى وطن حر عند ثوار العالم ؛ وفي ثورتنا نسميه فلسطين مستقلة حرة.
فهل للمتطرفين الاصوليين الذين يتقدمهم اليوم ابن غفير وسومتيرش وغيرهم الكثير ليدركوا ويتعلموا من التاريخ ليعلموا ان جبروت القوه لن يرهب الفلسطينيين كما لم يرهب الاستعمار بكل قوته وجبروته من اخضاع الشعوب المستعمره التي بارادتها هزمت الاستعمار وان قوة الكيان الصهيوني وجبروته مهما بلغت لن ترهب الشعب الفلسطيني وهذه حقيقه يدركها قادة الكيان الصهيوني منذ اغتصاب لليوم و ان اجلا او عاجلا سينال الشعب الفلسطيني حريته التي لا تتحقق الا بتحرير فلسطين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت