- معتز خليل
تحليل مضمون بعض من التقارير المنشورة في الصحف والدوريات المصرية يشير إلى أن هناك أزمة ما في الترويج للغاز الذي تم استخراجه من حقل مارين ، وهي الأزمة التي تتعمق خاصة مع اتهام بعض من التقديرات المصرية حركة حماس بالوقوف وراء الجمود الذي أصاب هذا المشروع مع رغبتها في الحصول على نصيب أكبر من الأرباح المتوقعة.
تقديرات الموقف المرتبطة بهذه القضية تشير إلى شعور الجمهور الفلسطيني في غزة بالإحباط ، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تواجه غزة والتي أدت إلى التقليل من ضخ الغاز اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء ، رغم وفرة كميات الغاز المتوقع ان يتم ضخه من حقل مارين ، وهو ما نقله الإعلام الفلسطيني الرسمي والعربي بل والغربي للمواطن في غزة.
جدير بالذكر أن الكهرباء تعمل في غزة على مدار ١٠ ساعات يوميا فقط ، وفي بعض الأحيان لا تعمل أكثر من 4 ساعات في اليوم ، وهو ما يزيد من دقة هذه الأزمة.
ما الذي يجري ؟
بات من الواضح آن عمق الأزمات الاقتصادية التي يعيشها القطاع دفعت بالمواطنين إلى السؤال عن مصير الثروات الطبيعية التي يتمتع بها القطاع، وهي الثروات التي تتنوع بين كونها طبيعية أو صناعية.
وقد جاءت الحرب الروسية والأوكرانية واتفاق غالبية دول العالم على ضرورة الاستغناء عن الغاز الروسي ليزيد من أهمية الحديث عن الاكتشافات الجديدة للطاقة ، وهي الاكتشافات التي كان حقل مارين واحدا منها ليكون مطروحا كإحدى البدائل عن الغاز الروسي ، وهو ما يتطلب البدء في استخراج الغاز والتنقيب عنه بالسرعة الممكنة.
غير أن الشروع من أجل البدء في عمليات التنقيب في حقل مارين تعطل حتى الآن لعدة أسباب ، على رأسها العجز عن الاتفاق الفلسطيني الداخلي بشأن منظومة استخراج الغاز بين حماس وفتح.
فضلا عن التعنت الإسرائيلي في هذه النقطة ، وحتى يتمكن الفلسطينيون من البدء في التنقيب واستخراج ثرواتهم الطبيعية البحرية والبرية والمشتركة منها مع الدول المجاورة، والتمكن من استغلالها والاستفادة منها، فلا بدّ من الاعتراف المسبق من قبل "إسرائيل" بالسيادة الفلسطينية الكاملة على هذه الثروات، وأن يتمّ التعاون المستقبلي بين الأطراف المختلفة على أساس الحقوق الوطنية بأنواعها كافة وليس على أساس الاحتياج.
وقد أقرت اتفاقية باريس الاقتصادية Paris Protocol نظرياً الحقوق الفلسطينية بما فيها الحقوق الاقتصادية غير القابلة للتصرف في الأراضي الفلسطينية، غير أن "إسرائيل" لم تلتزم حتى بما ورد في الاتفاق؛ وخصوصاً فيما بتعلق بالحقوق في الموارد الطبيعية، وخصوصاً موارد الطاقة منها.
وهناك نقطة استراتيجية أخرى تتحدث عنها صحف غربية ، وهي التخوف من أن تخصص حركة حماس جزء من أموال هذا الغاز لشراء عتاد أو تجهيزات عسكرية ، الأمر الذي يزيد من تعقد القضية خاصة وأن حماس ترى أن من حقها التمتع بالأموال التي تأتي من أي ثروة طبيعية بالقطاع ، خاصة في ظل الأزمات المتوالية التي تعيشها الحركة .
تقديرات استراتيجية
بات من الواضح ان هناك عقبات تعترض طريق استخراج الغاز من حقل مارين ، وهو ما يصيب الكثير من الفلسطينيين خاصة من أبناء غزة بالإحباط جراء ذلك ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت