- بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله
ماذا بعد ؟؟؟
يجمع عموم قادة الكيان الصهيوني المصطنع على ضرورة ترحيل البقية الباقية من الفلسطينيين من المدن والقرى و حتى اولئك الموجودون في المخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد ابرزت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية نتائج استطلاع الرأي العام الذي نظمه المعهد الاسرائيلي للديمقراطية ، وأيد 57% من الجمهور اليهودي فكرة تهجير العرب. كما رفض 53% منح المساواة الكاملة للعرب داخل "اسرائيل" وطالب 77% منهم بإتخاذ القرارت المصرية بموافقة الغالبية اليهودية فقط. كما عارض 69% من اليهود ضم احزاب عربية الى الحكومة الاسرائيلية، ورفض 49% من المستطلعين اعتبار ان المواطنين العرب يعانون من التمييز مقارنة مع اليهود. هذا المؤشر يودي بنا لاى ان نقف وقفة جدية وحاسمة تجاه ما يحاك من خطط وسياسات صهيونية بحق الشعب الفلسطيني الذي يحتاج الى من يخفف عنه نكبته ويعيده من حالة اللجوء والنكبة الى حالة العودة والاستقرار في وطنه، في ظل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمته القدس.
ولعل اخطر ما تسرب، من هذه الخطط والسياسات، تلك الوثيقة التي اعتمدتها جماعات الضغط الصهيوني، وقدمتها للادارة الامريكية التي وضعتها بالتالي موضع التنفيذن منذ الاحتلال الامريكي للعراق. وهي وثيقة تتضمن خططاً المنطقة الواقعة بين البحر الابيض المتوسط ونهر الاردن وتجفيف وجودهم تماماً في داخل فلسطين التاريخية خلال فترة تتراوح بين ثلاث الى خمس سنوات وبشتى الوسائل والطرق، وبتعاون مباشر من قيادات المنطقة الموالية، بحيث يكون لهم رأي في كيفية اخراج الخطط وتنفيذها بما يخدم استمرارهم، مع الاخذ في الاعتبار اوليوة تنفيذ الخطط وتقديمهاعلى الرغبة في استمرار الموالين، اضافة الى ان الخطط تتضمن بنوداً للقضاء تماماً على المعارضين في سلسلة حروب متصلة مع مخططات واشنطن للمنطقة او منفصلة عنها وتصب في ذات الاتجاه!!
الخطة كتبها بوريس شوستيف في تسع آلاف كلمة واعتمدتها جماعة ‹‹جملة›› في مطلع تموز من العام 2002 ووجدت طريها سريعاً، نحو الاعتماد، كون جماعة ‹‹جملة›› تضم معظم القيادات العسكرية الصهيونية، وزعماء المستوطنات، ويحتل شرون مكانة متقدمة فيها، وتعرف هذه الجماعة نفسها من خلال وظيفتها بانها ‹‹تقف في الخندق الاول في المعركة من اجل ما يسمى بأرض اسرائيل››! ومعظم نشاطاتها منسقة على مجموعةى المنظمات الاساسية في المعكسرالوطني الصهيوني.
اما اخطر ما في هذه الوثيقة قاطبة فذلك التهديد الذي تطلقه، وترهب به قيادات المنطقة بحيث تضعهم بين خيارين كليهما قاتل ومرعب، وهو الخيار بين تنفيذ المخططات الارهابية الصهيونية الامريكية او يكونوا سبباً في ابادة الشعب الفلسطيني نهائياً، في عمليات تطهير جماعية ترغم هذه القيادات ليس فقط على القبول بها بل والمشاركة في بعضها تحت تهديد ان يكونوا جزءاً من المطلوب ابادته في حال الرفض!!
واذا كانت الاستطلاعات الاسرائيلية تعكس ما يشعر به الشارع الصهيوني من حقد دفين تجاه الشعب الفلسطيني صاحب الارض ومالكها الاساسي فان النكبة الفلسطينية واللجوء الفلسطيني يعكس الالم الفلسطيني المتجذر داخل تفكير وعواطف واحاسيس كل فلسطيني، وما النكبة الفلسطينية الا وصمة عار في جبين الامم المتحدة المتخاذل والمتقاعس الاول تجاه تنفيذ قرارات اصدرها مجلس الامن والجمعية العامة واثنى عليها منظمات حقوقية وانسانية تستظل تحت مظلة الشرعية الدولية نفسها، ومن اهم تلك القرارت قرار حق العودة (رقم 194) الذي شرعن حق كل فرد فلسطيني للعودة الى منزله المصادر والمسروق من قبل الصهاينة حتى لو كان مهدما او سويت به الارض، و هذا ما اكدته حديثا (13-08-2005 ) المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" كارن أبو زيد، بتمسك اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة، بنفيها ما نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية على لسانها، الأسبوع الماضي، مؤكدة أنها أكدت للصحيفة وأن تصريحاتها أخرجت من سياقها الحقيقي التي قيلت فيه.
وقالت أبو زيد في رسالة وجهتها إلى موظفي "الأونروا": إنها شعرت بانزعاج شديد من المقال الذي احتوى مقتطفات مختارة بعناية، وبالتالي مضللة للغاية من إجاباتها على أسئلة معينة، حيث تم حذف نقاط مهمة وإشارات واضحة لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بقضية اللاجئين الفلسطينيين من المقابلة. وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، قد زعمت أن المفوض العام لـ "الأونروا" صرحت بأن اللاجئين الفلسطينيين لا يرغبون بممارسة حق العودة، وأن كبار السن فقط يرغبون بذلك.وقالت أبو زايد: إن ردها على سؤال للصحيفة حول تهديد حق العودة لإسرائيل ديموغرافياً، كان أن هناك قراراً صادراً عن الأمم المتحدة حول هذه المسألة، يضمن للاجئين حق العودة و/أو التعويض، وأن أي قرار سيكون سياسياً ويرتكز على مفاوضات الوضع النهائي بين الأطراف، ولذا يقع خارج نطاق عمل "الأونروا" المتمثل في توفير المساعدات الإنسانية والتنمية البشرية للاجئين الفلسطينيين، حتى يتم التوصل إلى حل سياسي.
وأضافت " أنها أكدت علي أهمية قضية اللاجئين التي شعرت أنها أُهملت خلال مفاوضات عملية السلام السابقة؛ وأنه كان يتعين أن يقوم اللاجئون أنفسهم باختياراتهم لمستقبلهم، والتأكيد على بطلان الحجة الديموغرافية التي تستخدمها إسرائيل بوصفها تهديداً، حيث أنهم لا يتوقعون حقيقة عودة جميع اللاجئين إلى إسرائيل " .وأكدت أبو زيد " أن العديد من اللاجئين ينظرون إلى حق العودة بنفس أهمية العودة نفسها، وأن ليس هناك من لاجئ سوف يتخلى عن المطالبة بهذا الحق.وأوضحت أنه عند سؤالها عمن لا يريد من اللاجئين العودة قالت: أوضحت أن بعض اللاجئين، من واقع ظروفهم (الموقع والوظيفة والروابط العائلية) على سبيل المثال، ربما يختارون البقاء في مواقعهم، ولكن من واقع خبراتي الخاصة بهذه المناقشات، فإن اللاجئين سواء كبار السن أو الشباب تواقون للعودة.
لذا فلن تمنع عودة اي فلسطيني الى بلده لا الغاءات بوش ولا احتيالات الصحافة الصهيونية للتصريحات الدولية و لا اغتيالات شارون للقادة الفلسطينيين، ولن يرضَ بنسيان حق العودة اي قائد وطني حر اكان فلسطينيا او عربيا او حتى عربي، ولن تزهق حق الفلسطيني بالعودة لا اوراق متناثرة من سري نسيبة وامثاله ولا وثائق او مواثيق سويسرية ولا تفاهمات مفروضة من ميتشل او زيني او حتى من غياهب الظلمات في البيت الابيض نفسه، ولا حتى تلك الصادرة عن مجاهل التآمر في لندن او روما او باريس. ولن يزيل نكبة الفلسطينيين الا عودتهم الى ديارهم التي هجروا منها قسرا ورغما عنهم، حيث فصل الشعب الفلسطيني عن أرضه, وطرد ألاهالي من اكثر من 531 مدينة وقرية من ديارهم عام 1948, وهم 85% من أهالي الأرض التي اصبحت تسمى فيما بعد بـ"اسرائيل". وأرضهم هذه تساوي 92% من مساحة اسرائيل المزعومة.
خلاصة القول أن 70% من شعب فلسطين اصبح من اللاجئين الذين فاق عددهم اليوم إلـ 5.000.000 لاجئ , ومن هؤلاء حوالي 4 ملايين مسجلون لدى وكالة الغوث الدولية التي تقدم لهم ضروريات الحياة بشكل يتناقص كل عام, وسوف يبقى باب النضال مفتوحا على مصراعية امام كافة المناضلين من اللاجئين الفلسطينين واحرار العرب و العالم كي يعود الحق الفلسطيني الى اصحابه و ينتفي اللجوء الفلسطيني وتزول النكبة بزوال اللجوء والعودة الى الوطن، و المثل الحاضر لدينا الجلاء عن غزة و هو بداية الامل بالعودة الى الديار ، هذا الامل الذي حلم به كل لاجئ اينما كان و حيثما حل و لن تمنع تحقيق حلمه كل معوقات الجبروت الصهيوني و الاستعماري العالمي ، و ان الايمان بالنصر و ازالة آثار النكبة سيتم قريبا كما كان يردده الرئيس الشهيد القائد ابو عمار " يرونها بعيده و نراها قريبة و انا لصادقون " و ما الجلاء عن غزة ( رغم ما حصل بعد ذلك من انقلاب على السلطة الوطنية الفلسطينية ) الا بداية الاندحار للمشروع الصهيوني المحتل الذي لا بد الى زوال ، ان بالمقاومة او بالمفاوضات او بالاثنين معا ، فما حصل من صمود في بيروت ، اثناء محاولة القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية و قيادتها ، و نتج عنه تصريحات مفعمة بايمان بحتمية النصر من قبل الرئيس ابو عمار حيث رد على اسئلة الصحافة حين المغادرة انه ذاهب الى فلسطين ، الى صموده في كامب ديفيد اثناء المفاوضات التي حصلت مع باراك و كلينتون في تموز من العا م 2000 و التي اعلن اثرها الرئيس ابو عمار انه لن يتخلى عن ذرة واحدة من تراب القدس و ما صمود الرئيس الشهيد ياسر عرفات ، اثناء حصاره في مقر المقاطعة في رام الله ، الا مقدمات لانجازات التحرير الحاصلة اليوم و لو تغيرت المعاني و التعريفات السياسية و المصطلحات ( الانسحابات الاحادية أو فك الارتباط او اعادة الانتشار... الى آخر السيمفونية التي يروجونها هنا و هناك و من كل حدب و صوب ) ، والا كان شعبنا سيبقى لاجئا و لسان حاله يقول اذا ما بقي لاجئا يقول انا لاجئ اذا انا منكوب.
* مصادر و مراجع :
• الهيئة العامة للاستعلامات
• مكتب الاحصاء المركزي الفلسطيني ـ رام الله
• موقع الاونروا الالكتروني
• مؤسسة الدراسات الفلسطينية (كتاب قررات الامم المتحدة)
• موقع عرب 48
• موقع الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت