قاطع وزراء حزب "الصهيونية الدينية" المتشدد برئاسة بتسلئيل سموتريتش، يوم الأحد، الاجتماع الأسبوعي لحكومة بنيامين نتنياهو، احتجاجا على إخلاء وزير الجيش يوآف غالانت بؤرة استيطانية شمالي الضفة الغربية.
وقالت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية إن وزراء "الصهيونية الدينية" (7 مقاعد بالكنيست من أصل 120) برئاسة بتسلئيل سموتريتش قاطعوا جلسة الحكومة اعتراضا على إخلاء "غالانت" بؤرة استيطانية تحت مسمى "أور حاييم" بعد ساعات من إقامتها من قبل مستوطنين شمالي الضفة الغربية.
ويشغل "سموتريتش" منصب وزير المالية، إلى جانب وزير في مكتب وزير الجيش، يكون مسؤولا بموجب الاتفاقات التي قادت لتشكيل الائتلاف عن الإدارة المدنية التي كانت تابعة للجيش في السابق ما يمنحه سلطات واسعة على المستوطنات الإسرائيلية والبناء الفلسطيني في الضفة الغربية.
وإضافة إلى "سموتريتش"، لدى الحزب الذي يضع توسيع الاستيطان بالضفة بما في ذلك القدس الشرقية، على رأس برنامجه، وزيران آخران بالحكومة، هما "أوفير سوفير" وزير الهجرة والاستيعاب، و"أوريت ستروك" وزيرة الاستيطان.
ويقول الوزراء إن "غالانت" من حزب "الليكود" (32 مقعدا) بقيادة نتنياهو يؤخر إقامة الإدارة التي من المفترض أن تسيطر على الإدارة المدنية، ونقل الصلاحيات الجديدة من الجيش إلى "سموتريتش".
ونقلت القناة عن مسؤولين في حزب "سموتريتش" إنه "إذا لم تحل الأزمة، أو لم يكن هناك تقدم على الأقل، فإن احتمالية تغيب نواب الحزب عن التصويت في الكنيست ستكون قائمة".
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير رئيس حزب "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) المتشدد، اعتراضه على إخلاء البؤرة الاستيطانية، مطالبا خلال اجتماع الحكومة بهدم المزيد من المنازل العربية بالضفة بدعوى أنها أقيمت بدون تراخيص.
وقال بن غفير خلال مواجهة مع رئيس الوزراء باحتماع الحكومة، الأحد: "القانون يطبق أيضا على العرب"، ورد نتنياهو "نحن نطبق القانون بشكل متوازن، وقد قمنا اليوم بهدم 3 منازل فلسطينية مخالفة".
وأخرج بن غفير قائمة كان قد أعدها مسبقا، تظهر فيها منازل يزعم أن الفلسطينيين بنوها بشكل غير قانوني، مطالبا بهدمها وفي ذات الوقت بإخلاء سكان قرية "الخان الأحمر" البدوية شرقي القدس.
والجمعة، قال سموتريتش، إن غالانت "أمر بإخلاء البؤرة الاستيطانية رغم تعليماتي وفي تناقض تام مع الاتفاقيات الائتلافية"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
ووقتها، كتبت "ستروك" وزيرة الاستيطان على تويتر مخاطبة نتنياهو: "السيد رئيس الوزراء، يجب احترام الاتفاقيات الائتلافية، هذه مسؤوليتك بالكامل".
وفي وقت سابق من ذات اليوم، فكك الجيش الإسرائيلي، بؤرة استيطانية أقامها مستوطنون قبل ذلك ساعات، على أراضي قرية جوريش بمحافظة نابلس بعد مواجهات عنيفة مع الفلسطينيين.
وجاء قرار الإخلاء بعد يوم واحد من زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى إسرائيل، أعلن خلالها دعم حل الدولتين ورفض الخطوات الأحادية.
وتعارض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تكثف جهودها لتهويد القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية، وتوسعها الاستيطاني في الضفة الغربية.
ومنح الكنيست في 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي الثقة لحكومة نتنياهو التي وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية وعربية ودولية بـ"الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل"، وسط تحذيرات من سياساتها لاسيما المناهضة للشعب الفلسطيني.