استدعت وزارة الخارجية التركية، يوم الثلاثاء، السفير الهولندي في أنقرة جويب ويجناندس، احتجاجا على الاعتداء الذي طال القرآن الكريم في لاهاي.
جاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة، تنديدا باعتداء شخص في لاهاي الهولندية بتاريخ 22 يناير/ كانون الثاني الجاري على القرآن الكريم.
وقالت الخارجية التركية: "ندين بأشد العبارات الاعتداء الدنيء من شخص معاد للإسلام في لاهاي الهولندية، والذي استهدف كتابنا المقدس القرآن الكريم".
وأكد البيان أن "هذا العمل الحقير ، الذي حدث بعد السويد في هولندا ، إهانة للقيم المقدسة واحتواء جرائم الكراهية ،و هو إعلان واضح بأن كراهية الإسلام والتمييز وكراهية الأجانب لم تعد تعرف الحدود في أوروبا."
وأشار البيان إلى" أن هذه الأعمال تستهدف بشكل مباشر الحقوق والحريات الأساسية والقيم الأخلاقية والتسامح الاجتماعي للبشرية جمعاء ، كما يضر بثقافة العيش معًا في سلام. "
وأدانت تركيا بأشد العبارات "هذا العمل الشنيع والدنيء ، مطالبة هولندا بعدم السماح بمثل هذه الأعمال الاستفزازية. "
ودعت إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكب الحادث ومنع تكرار مثل هذه الحوادث ."
وأكد البيان أن" تركيا تتطلع إلى تنفيذ إجراءات ملموسة ".
وحرق زعيم جماعة بيجيدا المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا إدوين واجنسفيلد، نسخة القرآن الكريم بعد تمزيقها وتدنيسها، في لاهاي، العاصمة الإدارية للبلاد.
وشارك المتطرف عبر تويتر، يوم الاثنين، مقطعا مصورا ينقل فعلته الاستفزازية التي وقعت أمام مبنى البرلمان في لاهاي.
وبحسب ما تداولته وسائل إعلام، فإن الشرطة المحلية منحته الإذن بهذا الفعل شرط ألا يحرق الكتاب المقدس للمسلمين.
إلا أنه قام لاحقا كما ظهر في الفيديو بحرق صفحات القرآن الممزقة في مقلاة.
وظهر في الفيديو عناصر في الشرطة الهولندية يقفون وراء المتطرف اليميني دون أن يحركوا ساكنا، وهو يقوم بتمزيق صفحات القرآن والدوس عليها.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اعتقلت الشرطة الهولندية الزعيم المتطرف أثناء إقدامه على حرق نسخة من القرآن، خلال حشد حضره مجموعة من أنصار جماعته في روتردام.
وتأتي الحادثة، بعد قيام اليميني المتطرف راسموس بالودان، زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي، بحرق نسخة من القرآن قرب سفارة تركيا بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه أثناء ارتكابه فعلته.
وأثارت الحادثة غضبا بين أوساط المسلمين وإدانات من دول عربية وإسلامية اعتبرتها "عملا استفزازيا لمشاعر مليار ونصف مليار مسلم".
وكان التبرير وراء إعطاء الضوء الأخضر لمثل هذا السلوك في بلد أوروبي (السويد) يقطنه أكثر من 600 ألف مسلم هو حق حرية التعبير، فيما ترفض دول إسلامية إدراجه ضمن ما يسمى بحرية التعبير وتقول إنه عمل يرقى إلى مستوى جرائم الكراهية بكل وضوح.
وتعقيبا على ردود الفعل الواسعة، أبدى وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، رفضه للعمل الاستفزازي، وقال عبر تويتر، إن "الاستفزازات المعادية للإسلام مروّعة".
كما قالت المفوضية الأوروبية إنه يجب على السلطات السويدية اتخاذ خطوات بشأن الحادثة، مؤكدة أنه "لا مكان للعنصرية وكراهية الأجانب والكراهية العرقية والدينية في الاتحاد الأوروبي"، وهو إقرار بأن الحادثة هي عمل عنصري وينم عن كراهية الأجانب والتي يجب أن يحاسب عليها القانون.
وأمس الاثنين، وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رسالة للسويد بألا تنتظر دعم أنقرة فيما يخص عضويتها في الناتو، طالما أنها لا تحترم المعتقدات الإسلامية.