- قراءة سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله
كيف سيبادر الناس العاديون إلى تولي السلطة وتغيير السياسة في القرن الواحد والعشرين! وهل من الممكن أن يقوم الأفراد العاديون إلى اجتراح فعل التغيير بأنفسهم، عبر أفعالهم وسلوكياتهم هم وبالتعاون مع آخرين، دون التعويل على على أنظمة سياسية واقتصادية خائبة؟! في هذا الكتاب الجديد "الثورة بلا قيادات"، للبريطاني كارن روس، والمترجم فاضل جتكر، الصادر أخيرا عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية (الكتاب رقم 446، آذار ، مارس 2017) دعوة إلى التحرك والتغيير، عبر سرد العشرات من القصص الدرامية المثيرة من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وغيرهما من الأماكن في طول العالم وعرضه.
مؤلف الكتاب هو الدبلوماسي البريطاني السابق كارن روس، مؤسسة مجموعة "الدبلوماسي المستقل"، وأحد الدبلوماسيين البريطانيين الوحيدين اللذين استقالا احتجاجًا على أكاذيب الحكومة البريطانية في حرب الخليج عام 2003.
الثورة التي يدعو إليها المؤلف في كتابه، ثورة على غير نموذج، وقودها وعي الحكام والمحكومين بضرورة الإصلاح والتغيير، والسعي لصنع سياسات جديدة، تحقق خير ومصالح الجميع، بعيدا عن أنانية وغباء وضيق أفق النخب السياسية والاقتصادية، وجماعات المصالح. ووقودها أيضا أن نكون جميعا أكثر فاعلية ومبادرة وإيجابية، ونجعل شعارنا: "كن أنت التغيير الذي تريد رؤيته".
كتاب "الثورات بلا قادة" يظهر أنه حتى وفي الأنظمة الديمقراطية والليبرالية فإن الشعوب تشعر أنها مستنزفة ومستغلة من قبل أي نظام سياسي أو اقتصادي. أما من جهة الحكومات فهي تثبت بجدارة، بحسب روس، أن قدرتها تتراجع في التأثير على مشاكل العولمة وما جرّته معها من صراعات وإرهاب وشعور مستمر بالتهديد.
من هنا، يسعى العمل إلى التصدي لتلك النزعة المتفائلة والساذجة التي ظهرت مع ترويج دُعاة العولمة لها، ومن بينهم فريدمان، معتبراً أنهم مروّجون لمنظومة من الهشاشة الاقتصادية واللامساوة الفظيعة التي ينبغي التصدي لها.
ويعتبر روس أن ليس ثمة وسيلة لفعل ذلك إلا بالتحرّك الفردي من قبل كل من يشعر أنه المؤسسة تهمله وتتسبّب في شقائه وتحاربه في قوته اليومي ومعيشته وتجعله يعيش صراعاً من أجل إبقاء رأسه فوق الماء.
المفارقة أن كتاب روس الأناركي الذي ينتقد الأنظمة الغربية بقوة، يأتي من قبل رجل، دبلوماسي وخبير في الشأن العراقي، من داخل المؤسسة نفسها، يناقش كيف يمكن للناس العاديين الاستيلاء على السلطة وتغيير السياسات في القرن الواحد والعشرين.
المفارقة الأخرى أن شعوب العالم الأول التي ترزح تحت استبداد المنظومة الاقتصادية، والتي توفر لها الأنظمة خدمات يومية لا تنتبه إلى أنها واقعة تحت هذا الشكل من الاستغلال الاقتصادي، لكن الكتاب (2012) استلهم تفاؤله حين كان العالم ما زال تحت تأثير ما حدث في البلاد العربية عام 2011.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت