لم تكن الأطراف الصناعية الجديدة التي حصلت عليها أريج سوى حافزًا إضافيًا للمضي قدمًا، فلم تعد أمامها أي عوائق حركية، أما أحلامها وطموحاتها فقد كانت كبيرةً منذ البداية.
حصلت أريج عايش (31 عامًا) مؤخرًا على طرفين صناعيين خفيفين و بمفصلين متحركين ومريحين، وذلك بعد أن تلقت تدريبًا مكثفًا على الاستخدام الأمثل للأطراف الصناعية داخل قسم الأطراف الصناعية في مستشفى حمد بـ غزة والممول من صندوق قطر للتنمية.
تقول أريج "لقد سهلت الأطراف الجديدة حركتي، وهو ما زادني إصرارًا على تحقيق أحلامي، ومنحني دافعًا لمزيد من الحيوية والنشاط، فَمن يولد بحرية محدودة يعرف معنى أن يحصل على مساحة وأفق أوسع".
درست أريج الوسائط المتعددة وتعمل حاليًا بشكل تطوعي في نفس المجال، كما أصبحت قادرة على تنفيذ مزيد من الأنشطة والمبادرات المتعلقة باندماج ذوي الإعاقة في المجتمع مثل التدريبات الخاصة بلغة الإشارة ومواءمة الأماكن العامة.
وفي مستشفى حمد، وجدت أريج تشجيعًا وحرصًا كبيرًا على الوصول بتجربة استخدامها للأطراف الصناعية لأفضل مستوى ممكن، تقول "طاقم قسم الأطراف الصناعية رائعٌ إلى حد بعيد، كما أن الأخصائيات الشابات متعاوناتٍ جدًا ولطيفات، حيث وفر لي وجودهن خصوصية أعلى خلال مراحل القياس، التدريب والتركيب".
تروي الشابة التي تعاني من بتر مزدوج منذ ولادتها "لم يتقبلني المجتمع بسهولة وفي المدرسة كانت المعلمات يعاملنني بحذرٍ وحرصٍ شديدين، وهو ما كنت أرفضه تمامًا، فأنا عادية ولا ينقصني شيء، ولم يتأثر تحصيلي العلمي، أو حتى ثقتي بنفسي".
تضيف "أنا فخورة بنفسي وبعائلتي التي تعاملت معي بشكل طبيعيٍ جدًا وشجعتني كثيرًا ولم تخجل مني أو تعاملني كحالة خاصة".
وبالرغم من ذلك، ترى أريج أنها كفتاة احتاجت لبذل جهد إضافي لتثبت نفسها محليًا، وهي مع ذلك لا تتوانى في بذل كل ما في وسعها لتحقيق حلمها بالسفر و تمثيل بلادها في مجال كرة السلة.
ومنذ أبريل 2019، قام قسم الأطراف الصناعية في مستشفى حمد بتركيب 1323 طرفًا صناعيًا، جهازًا طرفيًا وجهازًا لتقويم العمود الفقري، وهو ما انعكس إيجابيًا على حياة المستفيدين، وساعدهم على تحقيق أعلى مستوى ممكن من الاستقلالية.