الدولة الموازية في الأردن.

بقلم: محمد احمد الروسان

محمد احمد الروسان

*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

 

-الدولار عملة البرجوازية الاستهلاكية والتي هزمت.

-دافوس ونتاجاته وأدواته: دولة الصيرفة والبانكرز.

-أمريكا والاحتواء الثالث لأوروبا عبر تركيعها.

-علقم يعلقم دعاة دولة واحدة تبّاً لكلّ دعيّ ابن دعيّة.

 

الخليج يفقد طابعه العربي سكّانياً، أي  ديمغرافياً، بسبب تدني نسبة العرب فيه، لصالح عمالة أجنبية، ويمكن أن تتحول ساحاته ومساحاته، كمملكات قلق عربي، الى مستوطنات، وكيانات غير عربية، أي خليج بأقلية عربية أو لا عربي، وذلك على ضوء هبوطات بنسبة العرب في مملكات قلقه على الخليج، الى عشرة وعشرين، وفي السعودية وحدها الى 50 في المئة، والدراما الخليجية تقدح وتقدح بعمق، لغسل الأدمغة وشطب الداتا العربية، لجهة التعايش مع العدو المركزي، لأمتنا العربية والإسلامية، العدو الاسرائيلي – لا شك عزيزي القارئ الفطن، تتذكر معي مسلسلي: أم هارون ومخرج 7، وهناك مشاريع دراما قيد الاعداد، ستبث في رمضان القادم، تدعوا الى التعايش مع هذا الكيان المؤقت، الكيان الصهيوني المتفاقم بصهيونيته، الطارئ على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة.

من مملكات القلق العربي على الخليج تحول الدولار من الذهب إلى النفط – والمعركة التي تجري الان في العالم، عبر المواجهة الروسية الأطلسية، هي معركة الدولار، وبقائه كعملة مهيمنة دولياً، ومن الخليج ومملكات قلقه، يتم إعادة تخليق وترتيب لوضع الدولار من جديد، عبر فوبيا الصين وروسيا، وفوبيا إيران وحزب الله، والعلاقة مع الكيان الصهيوني، بعبارة أخرى ومختلفة ومحاولة في تقريب الفكرة واستيعابها عبر المثال التالي:

الحلس(بكسر الحاء وتسكين اللام): هو الثوب الناعم الذي يكون بين ظهر الدابّة والسرج، وهذا في علم الاجتماع السياسي، يسمى الطبقة الوسطى(في بلادنا جهدت الدولة الأردنية لدينا وحكومتها كما جهد الملك، على حمايتها قدر المستطاع – هذا ما قبل وباء كارونا، المصنّع والمفتعل من قبل الغرب وأمريكا، بالرغم أنّه لا طبقة وسطى في الأردن، فجاء المشير الركن كارونا ثم المواجهة الروسية الأطلسية، عبر جغرافية أوكرانيا المتقيحة بالإرهاب والنازية والفاشية، بجانب منظومات الفساد الداخلية المنظمة بعمق وبغطاء سياسي وقانوني، ليقضي على ما تبقى من الحلس – أي الطبقة الوسطى، فصرنا طبقتين فقط: طبقة تزداد غنى فاحش، وتشكل الدولة العميقة المالية الجديدة، دولة البانكرز والصيرفة،.... الخ، انّها دولة تآخي اللصوص – الدولة الموازية، التي تسرق الجميع بالجميع – أسعار الفائدة على القروض تفاقمت، وتؤشّر الى حراك شعبي ثوري، من قبل أكثر من 85% من الشعب الأردني، حيث هذه النسبة كلّها حاصلة على قروض بنكية – بحجة واهية، كبح جماح التضخم، وبسبب ارتباط الدينار بالدولار – والمحاكم بدأت تمتلئ بالقضايا الحقوقية على البنوك ومجتمعه غير الإنساني – وهناك قرارات لمحكمة التمييز، لصالح المقترضين، في الزام البنوك، بسعر الفائدة على القروض، وكما اتفق عليه المتعاقدين، لحظة الموافقة على القرض – والقادم أعظم.

 

دولة البانكرز والصيرفة، هي من أكلت وتأكل بنهم(الله لا يشبعها – بطنها اجرب)علف الدابة، لشطب الحلس: الطبقة الوسطى، حيث الحلس: هو العدو الاستراتيجي لها، وتستغل هذه النعاج المالية أزمة أوكرانيا وتداعيات كارونا، وأزمة سقف الديون الامريكية، والتي تجاوزت 33 ترليون دولار أمريكي – ومسألة ارتباط الدينار الأردني بالدولار، وتماهي وتساوق البنك المركزي الأردني ومحافظه، مع قرارات الفدرالي الأمريكي، بحجة تافه سطحية: المحافظة على جاذبية الدينار، حيث الفدرالي الأمريكي، يسوق الجميع الى ثورات شعبية قادمة، لن تستطيع الأجهزة الأمنية ايقافها، ولا أي قوّة في العالم، في كل الساحات والمساحات في المعمورة، فقضمت دولة الصيرفة، دولة البانكرز، الدولة الموازية، عشب غيرها اليومي، لأضعاف الدولة العميقة التقليدية – المخابرات والجيش العربي والعشائر، والبيروقراط الأردني الذي يعيد انتاج نفسه، بطريقة خلاّقة، والتي تشكل – الدولة العميقة التقليدية - عصب الوطنية الأردنية وهويتها، والتي ما زالت تتشكل، ومخاضاتها غير مكتملة.

مجتمع البنوك في الأردن، اختطفوا حراك الرابع عام 2018 م وأفشلوه، والان يعملون على تجريف الحياة في الأردن، تجريفاً حاداً لإفقار شعبنا الأردني، بأصوله ومنابته المختلفة، ليصار الى تصفية القضية الفلسطينية، على حساب الأردن وفلسطين، كجغرافيا وديمغرافيا، وهندرة النظام السياسي الحاكم هنا في عمّان وفي فلسطين المحتلة – سلطة أوسلوا المشطوبة، عبر توظيفهم لجلّ الازمات الداخلية والإقليمية والدولية، وآخرها الأزمة الأوكرانية.

 

مقابل تلك الطبقة ثمة طبقة وطبقة، تزداد فقراً على فقر، وقد يشي كل ذلك الى ثورة جياع قادمة في قطرنا الاردني وصراع طبقي دفين(أفواه واسعة)، ليسهل تصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعبين الأردني والفلسطيني، وعلى حساب النظام السياسي الأردني لصالح نظام بديل، بين الملاّك(أصحاب رؤوس المال)والطبقة العاملة، فلمن ينحاز الملك هنا؟ الى طبقة البانكرز والصيرفة، طبقة تآخي اللصوص، أم الى الطبقة العاملة الكادحة القادحة عصب الوطنية الأردنية؟.

من جهة ثانية: بينما تعمل الأمم على تقييد رأس المال وتعزّز دور الدولة، يتم الآن في الاردن شطف واستجداء لصوص رأس المال لمواجهة الأزمات، وتداعيات وعقابيل الجائحة، بالتصدق ببعض ما سرقوا - مفارقة عجيبة اليس كذلك؟. وعندما نقول أن شعبنا الاردني يعرف كل شيء عن هؤلاء اللصوص، فهو قول تأثيره كأثر المخدر القوي، فطالما يكتفي أنّه يعرف ويصمت، فهذا أسوأ من الجهل، وأسوأ منه، قوى لم تستعيد الشارع بعد.

انّ مصطلح البرجوازية الوطنية، مع قياستك له على معظم القطريات العربية بما فيه القطرية الاردنية، فلا يسعفك من الفكر ما يبرر هذه التسمية، وقبل الدخول في تفاصيل شرائح البرجوازية نميل الى القول والاعتقاد، أنّ التسمية الصحيحة هي البرجوازية المحلية، تحاشياً لأختلاط وتخبط الوعي الذاتي وتظليل الوعي الجمعي.

وأي برجوازية محلية، لا تكون وطنية الدور والتوجه، ما لم تكن انتاجية أساساً، لكي تدفعها مصالحها للدفاع عن السيادة الوطنية، حيث تستغل السوق المحلية وتدافع عنها، أي انّ دورها الوطني هو جوهريّ طبقي مشروط بالمصلحة الطبقية، ولذا هو رجراج فلا داع للتعويل الدائم عليه، واذا لم تكن البرجوازية منتجة أو تتخلى عن الانتاج تدريجياً أو نهائياً، فهي تذهب وبعمق في سبيل لا وطني بالمطلق.

الفكرة السابقة تدفعنا الى القول: انّ المشير الركن كارونا، سوف يسرّع التاريخ ولن يعيد تشكيله، وقد يكون من تصميم دولة رأس المال العميقه في دافوس ونظيراته، لأبادة المحيط وفقراء الغرب والعرب والساحات والحارات والزنقات، كم مرة عقد هذا الدافوس في البحر الميت؟. لم يستفيد حلس الدابة منه بل أكل علفة الدابة ذاتها.

وبداية النجاة: أن نخرج يا حكومة جلالة الملك، ونشتغل وننتج الغذاء، ونغلق الدولة أمام الغرب القاتل، وتنويع ارتباط الدينار بأكثر من عمله غير الدولار، والبلد الحقيقي فيه صناعة زراعة ثقافة رياضة حرية، وأفضل لو كان بلداً اشتراكياً، وليس البلد الحقيقي فيه: مناظر خلاّبة، والأخيرة جملة مضرة، وتغطية على التخلف بعنوان سياحي.

انّ جنون رأس المال، حين يعجز عن منافسة شريفة، لخصي الوعي محلياً واقليمياً ودولياً، بخلق وتخليق و\ أو فشل الرأسمالية في مواجهة المشير كارونا وباقي الأزمات – الأزمة الاوكرانية، تعيد الولايات المتحدة الامريكية، تسليح غوّاصاتها من طراز أنديدينت – 2 بصواريخ نووية، أي تستغل حربها ضد الفدرالية الروسية، وضد صحة البشر، بحربها النووية، لإبادة البشر.

ونلحظ هنا الفكرة التالية: لأمريكا هدف غير معلن في حرب أوكرانيا، وهو إعادة إحتواء أوروبا، أي الاحتواء الثالث، حيث كان الاحتواء الأول باتفاقية بريتون وودز ومشروع مارشال، فور نهاية الحرب الإمبريالية العالمية الثانية، أي إعادة تقوية أوروبا، في مواجهة المد الشيوعي، وهذا التفسير صحيح، ولكن ليس بريئا.

وإصرار واشنطن، على احتواء أوروبا، وهذا نسميه الاحتواء الأول، لأن استراتيجية أمريكا كدولة، خططت للهيمنة والسيطرة على العالم، ولكونها بعيدة عن العالم القديم، لا بد لها من جعل أوروبا، مجرد امتداد لها، في مواجهة آسيا، والتي كان قد كتب  الجغراسيون: مثل ماهان وماكندر منذ بداية خمسينات القرن العشرين  بأنّها: أي أسيا: هي المرشحة للسيطرة على العالم لاحقاً.

وكان الاحتواء الثاني بخلق البترو دولار، والثالث اليوم عبر تركيع أوروبا، من خلال المواجهة الروسية الأطلسية، للقتال ضد روسيّا، حتى آخر أوروبي.

ومشكلة الحلس في العالم، أنّه تضخم وتضخم، وصار أكبر من السرج وأثقل على الدابّة، وأكل علف الدابة، وزاد الركب، وأصبح يهدد توازن السرج ليسقط الملاّك، ومن هنا لا بدّ من تجفيف منابع تمويل الطبقة الوسطى، التي تقود الحرب على السفلة قادة الغرب وعلى رأسهم الإدارات الأمريكية، ان كانت ديمقراطية كالحالية وان كانت جمهورية كالقادمة على الأغلب، كما تقودها على الفوضى في الغرب، وعجز المال الخليجي كان من شأنه أن باعد التوازن للطبقة الوسطى بعد عام 2008 م في الغرب، وصار هذا المال الخليجي الذي وظّف لأحداث التوازن للطبقة الوسطى هناك، صار يقود التمرد في تلك المجتمعات الغربية، وما يسمى بالربيع العربي والمؤامرة على سورية عبر حرب الشام، والتي لم تكن حرب الرأسماليين التقليديين، بل كانت حرب البرجوازية المتوسطة العالمية(أيقونة سوبر الطبقة المتوسطة في العالم هم الأثرياء الخليجيون وخاصةً في السعودية والأمارات وغيرها، بجانب الوليد بن طلال وآل الحريري ومن هم على شاكلتهم وغيرهم)، صار الدولار عملة البرجوازية الاستهلاكية بعد عام 1977 م، وهزمت هذه البرجوازية الاستهلاكية في حربها العالمية الثالثة في الشام الآن، مما يترتب على هذه الهزيمة عودة الدولار الأمريكي إلى ما قبل عام 1977 م، والآن البلدربيرغ الأمريكي يسعى وعبر فوضوية الرئيس جو بايدن، على إعادة توجيه المال الخليجي في جلّه، ليصب في جيب الرأسمالية الفيزيائية، بدلاً من جيب البرجوازية الإرهابية، وعبر حرب المايكروبات، فكان المشير الركن كارونا، والان المواجهة الروسية الأطلسية عبر أوكرانيا والنازيين الجدد – انّها معركة الدولار.

انّ أزمة الديون الامريكية الحالية، هي أزمة نظام الرأس مال المالي، وأزمة تراجع الهيمنة، ومن أسبابها المواجهة الروسية الأطلسية الحالية، بجانب أسباب أخرى مركبة، وبسبب الافراط في الانفاق العسكري، داخلياً وخارجياً، فالاقتصاد الأمريكي، قائم على الحروب، والجيش الوحيد في العالم الذي لا يستريح، هو الجيش الأمريكي، فأينما وجدت المصالح الأمريكية، تجد فيالق من الجيش الأمريكي هناك بشكل سريالي – اسهال عسكري في الانتشار.

ولن تنحصر أزمة الديون، في القطاع المالي فقط، فها هي تصيب القطاع الصناعي، وباقي القطاعات الحيوية، في مفاصل الاقتصاد في أمريكا، واذا تخلّفت الأخيرة عن سداد ديونها، فثمة أزمة مالية عالمية قادمة، تأكل الأخضر واليابس، فمكافحة التضخم من قبل المجلس الفدرالي الأمريكي، عبر زيادة أسعار الفائدة عدّة مرات، زاد من المديونية في أمريكا، والعالم العربي وأوروبا سوف يدفعون أزمة الديون الأمريكية، وقد ترفع واشنطن سقف الدين مجدداً للخروج بشكل مؤقت من الأزمة، للحفاظ على الدولار كعملة مهيمنة – انّها معركة الدولار يا سادة.

بالمناسبة: وضع سقف الدين الأمريكي، ليس وفقاً لقاعدة اقتصادية ومالية صرفة، وانما بقرار من قبل الكونغرس الأمريكي فقط، والبنية السياسية والاقتصادية للنظام الأمريكي -  تدفع واشنطن دي سي الى التمدد العسكري الخارجي، والتخلف عن سداد الديون، من شأنه أن يؤثر على الانتشار العسكري الأمريكي في العالم.

الولايات المتحدة الامريكية، ومفاصل وتمفصلات الكارتيل الحاكم، عبارة عن امبراطورية مأزومة، وهي في حالة أفول، ولذلك: تستخدم القوّة العسكرية خارجياً لمنع التراجع، والاقتصاد الأمريكي في حالة هشاشة، والنظام السياسي الذي وفّر الاستقرار الاقتصادي والمالي هو في نهايته، وأول المتضررين من أزمة الديون الامريكية هو: الرفاه الأمريكي والطبقة العاملة، والدول التي وضعت وتضع أموالها في بنوك أمريكا، وعلى راسها الدول العربية والإسلامية، وكذلك الدول التي تربط عملتها بالدولار، والأردن مثالا يحتذى بسبب طوارئ الاقتصاد وطوارئ السياسة

أمريكا وان كان اقتصادها قائم على الحروب، إلاّ أنّ جلّ اقتصادها متخارجاً، وخاصةً أنّ الشركات الأمريكية التي خرجت إلى الصين والهند وغيرها ليس سهلاً كان الحال عليها، لأنّ تخفيض الضرائب عليها كما يزعم الكارتل الحاكم، لا يوازي أو يغطي أرباحها من تدني الأجور العاملة في الخارج الأمريكي، بالمقارنة نجد رأس المال ليس متحمساً للمقاطعة، وان كان رأس المال الأمريكي دفع الحكم في أمريكا، إلى فرض ضرائب على منتجات الشركات الأمريكية التي غادرت إلى الخارج لدفعها إلى العودة ولكنه فشل في ذلك، فلجأ الى التهديد بقانون جاستا الأمريكي بحق الرياض وقطر وغيرهما من مملكات القلق العربي على الخليج، فنال ما نال من الرياض وقطر، في حين أبو ظبي تدفع بصمت وأكثر مما يتصور البعض، وعلى جلّ دول الخليج أن تساهم في تنفيذ برنامج الرئيس جو بايدن في الداخل الأمريكي مقابل حمايتها.

يستحق الأمر، أن نغير من العدسة التحليلية بشكل قطعي هنا والتي ننظر من خلالها، فعندما تتسع الرؤية أي رؤية عزيزي القارىء يقيناً، ستضيق العبارة، فالإباحية في الفكر والتي تقود الى كسر المحرمات في الحوار، بلا أدنى شك تقود الى الاباحية في الجسد، والفعل بوضعيات الكاماسوترا الجنسيّة على فراش الرذيلة، وعلى الأغلب أتقنها الناس في المعمورة هذه الايام، بعد أن ألزم المشير الركن كورونا أكثر من ثلاثة مليار انسان في بيوتهم ومزارعهم، والفعل الحرام - الرذيلة، تتماثل وتتساوق مع الرذيلة السياسية فكيف يكون ذلك؟. تذكرون مسلسل جن الأردني وقيل سنوات، تحت عنوان: (فهد اشوي اشوي فهد... مع موسيقى ذات صمت مطبق بجنح ظلام دامس يخرقه ضوء خفيف يكاد يضيء ليل المكان)، لقد كان تتويجاً لنموذج مثاليّ، ونتيجةً لفعل وتفاعلات ومفاعيل حزب واشنطن تل أبيب، ومن تماهى وتساوق معه، في داخلنا الديمغرافي الاردني، عبر عولمته لمجتمعنا الأردني من خلال نخبة حزب واشنطن – تل أبيب، والنخبة السياسية استولت وتستولي على جلّ المساعدات الخارجية للدولة أي دولة. وهذه النخبة معروفة لجهاز المخابرات، بل ومجتمع الاستخبارات ككل، في ظل عسكرة الحياة من خلال تفعيل قانون الدفاع(لم يكن ضروري تفعيله بحجة محاصرة الوباء، وقانون الصحة كان كافياً لتجزير الجغرافيا الاردنية، بل وتجزير الأحياء والحارات والزنقات وفصلها عن بعضها البعض)عبر فوبيا كورونا الأممية المعولمة كوباء، وعيشنا كدولة اردنية، هيستريا مسارات ومنحنيات ذلك وبشكل قادح ونجحنا تكتيكياً في الملف الصحي في محاصرة الفايروس وهو موجود بلا شك، مثل الشمس في رابعة نهار عمّان في يوم تموزيّ حارق ماحق. من جهة ثانية، نلحظ زجاجات لنبيذ فاخر معتّق، لصالح حزب واشنطن تل أبيب في الداخل الاردني، حيث تتواجد كوادره في مفاصل الدولة الاردنية المختلفة، وكم طالبنا ونطالب وسنطالب دون كلل أو ملل، الملك سيّد البلاد من تنظيف الدولة، من كوادر هذا الحزب الفايروس، والذي هو أخطر من جائحة كورونا، كوباء معولم، كان ثقيلاً علينا وما زال، انّ كوادر ذلك الحزب، والتي تستمع للسعودي والاماراتي أكثر من استماعها للمك نفسه. والملك هو الذي قال لنا منذ سنوات: شباب اضغطوا من تحت، وأنا أضغط من فوق – فتمّ ضغطنا يا جلالة الملك، وزج بجلّنا في السجون ظلماً، وعندما احتبس المطر، صلّينا صلاة الاستقساء يوم 24 – 1 – 2023 م، فلم ينزل علينا المطر يا جلالة الملك، ونزل بنيامين نتنياهو في عمّان عاصمة ملكك السعيد يا مولاي، ويوم الأربعاء 25 يناير صرّح الفاشي بن غفير: أنّ لا وصاية لدولة علينا مع احترامنا للأردن، وسأبقى أقتحم الأقصى، ونتنياهو لم يعترض، ويوم الخميس 26 – 1 – 2023 م اقتحم الإسرائيلي مخيم جنيين – غزّة الصغرى - في قلب الضفة الغربية المحتلة، وارتقى تسعة شهداء، وجاء الرد الفوري مزلزل مساء الجمعة 27 يناير، من قبل الشهيد خيري علقم من مخيم شعفاط، وبمسدس بريتا، يعلقم دعاة دولة واحدة، وخاصةً الداعيات وتباً لكلّ دعي ابن دعيّة - قتل 9 مستوطنين، حيث نفقوا كما تنفق الدواب، والسبت 28 يناير جاء العملية الأخرى في القدس، حيث تخطّت عملية اليوم الفدائية، كلّ التأهب الأمني الاسرائيلي، من قبل طفل يبلغ من العمر 13 عاماً، والباقي قادم يا جلالة الملك، حتى يتم كنس هذا الاحتلال. لقد تم تنفيذ - ويتم التنفيذ الان وسيتم لاحقاً كلّه - الهجوم الفدائي المتفاقم والمستمر، من تحت أنف الشاباك والموساد ووحدة أمان، وعلى مرأى، من أعين الجيش الحربي الإسرائيلي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت