مصدر إيراني مطّلع: إسرائيل "سترى نتيجة هذا العمل العدواني قريباً"
أعلن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب في صفوف قواته في أعقاب الهجوم بالطائرات المسيّرة الذي استهدف مصنعا عسكريا، في مدينة أصفهان بوسط إيران.
جاء ذلك ، حسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلي العام "كان 11"، مساء الإثنين، وسط مخاوف من رد إيراني محتمل، قد يتمثل بشن هجوم صاروخي أو بطائرات مُسيّرة من اليمن أو سورية، على أهداف إسرائيلية.
وخلال الساعات الماضية، عقد مسؤولو أحهزة الأمن الإسرائيلية، مناقشات لوضع تقديرات حول موعد الرد الإيراني المحتمل على الهجوم الذي أكدت تقارير وردت في وسائل إعلام أجنبية، نقلا عن مسؤولين غربيين ومصادر استخباراتية، أن الموساد هو الجهة المسؤولة عن تنفيذه من داخل الأراضي الإيرانية، واستهدف منشأة عسكرية في أصفهان.
وذكرت "كان 11"، في وقت سابق، بأن رئيس الموساد، دافيد برنياع، غادر اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) قبل الساعة العاشرة بقليل من مساء أول من أمس السبت، وعندما صدرت التقارير عن الهجوم في أصفهان، ولم يعد إلى الاجتماع بعد ذلك.
ووفقا للقناة الرسمية الإسرائيلية فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية تتوقع أن يتراوح الرد الإيراني من استهداف سياح إسرائيليين أو رجال أعمال في الخارج أو سفارات ومقارات تابعة لوزارة الخارجة الإسرائيلية، وقد يصل إلى حد شن هجوم عبر الصواريخ أو المسيرات الانتحارية المتفجرة، تنطلق من اليمن أو سورية، وتستهدف مواقع إسرائيلية.
كما قال مسؤول إيراني، في تصريحات لقناة "الجزيرة"، إن الترجيحات تشير إلى أن المسيرات في الهجوم على منشأة عسكرية بإقليم أصفهان وسط البلاد انطلقت من داخل إيران، وعلى مقربة من الموقع المستهدف، مضيفا أن المؤشرات الأولية تقود إلى أن إسرائيل متورطة في الهجوم، ولا بد من متابعة التحقيق.
وأضاف المسؤول الإيراني أن إسرائيل تعرف جيدا أنها ستتلقى ردا، وهذا ما حدث سابقا بعيدا عن الضجيج وكثرة التصريحات. مشيرا إلى أن "هناك من يلعب بالنار ولا شك لدينا بأنه سيكون أول من يحترق في حال قرر إشعال حرب إقليمية".
ووفقا لـ"كان 11" فإن مسؤولين أمنيين إسرائيليين أجروا مناقشات مكثفة في الـ24 ساعة الماضية، "في محاولة للتنبؤ بشأن توقيت الرد الإيراني المتوقع على هجوم أصفهان"؛ وقالت إنه بالإضافة إلى الأهداف المحتملة في إسرائيل، تستعد أجهزة الأمن الإسرائيلية لاحتمال استهداف سياح ورجال أعمال ومقال دبلوماسية إسرائيلية في الخارج، في هجمات إيرانية محتملة.
هجوم البوكمال:
إلى ذلك، نقلت وكالة "إيرنا"، عن مصدر إيراني مطّلع، أنّ الاستهداف، الذي طال شاحنات تحمل مواد غذائية في البوكمال السورية، لم يتعرض خلاله أي إيراني للأذى.
وأضاف المصدر أنّه "خلال الهجوم الصهيوني في البوكمال، تضرّرت ثلاث شاحنات تحمل مواد غذائية، دخلت سوريا من العراق".
وتابع المصدر أنّه "لم يُقتل أحد في هذا العمل العدواني، وأُصيب سائق سوري واحد فقط، وهو يعالج"، مؤكداً أنّ "إسرائيل سترى نتيجة هذا العمل العدواني قريباً.
وأمس، استهدفت طائرات إسرائيلية شاحنة من أصل 6 دخلت معبر البوكمال على الحدود السورية العراقية، الأمر الذي أدى إلى احتراقها بالكامل، من دون وقوع خسائر بشرية.
واليوم، عاودت الطائرات استهداف رتل شاحنات عبرت معبر القائم، ودخلت معبر البوكمال، وذلك خلال استئناف عملية إدخال 25 شاحنة محمَّلة بالمواد الغذائية كمساعدات إنسانية.
ودخلت الشاحنات الأراضي السورية بعد استكمال كلّ الموافقات من الجانبين السوري والعراقي، وهي تحمل مادتي الطحين والأرز وبعض المواد الغذائية الأخرى. ومن المقرَّر توزيعها مساعدات على الأهالي.
(المرصد): مقتل 11 شخصاً موالياً لطهران في سلسلة ضربات في شرق سوريا
ووفقا لما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل 11 مقاتلاً من المجموعات الموالية لإيران جراء ثلاث استهدافات جوية منفصلة طالت في أقل من 24 ساعة شاحنات في شرق سوريا بعد عبورها تباعاً من الجانب العراقي.
وتعد المنطقة الحدودية بين شرق سوريا والعراق من أبرز مناطق نفوذ إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا، وبينها فصائل عراقية. وتعرضت على مر السنوات شاحنات كانت تقلّ أسلحة وذخائر ومستودعات ومواقع عسكرية تابعة لتلك المجموعات إلى ضربات جوية، بينها ما أعلنت عنه واشنطن وأخرى نُسبت إلى إسرائيل.
وغداة استهداف طائرات مسيّرة قافلة شاحنات في ريف البوكمال، بعد عبورها من العراق، ما أوقع سبعة قتلى من القوات الموالية لطهران، وفق المرصد، استهدفت طائرة مسيّرة صباح الاثنين سيارة رباعية الدفع في المكان ذاته.
وأدى القصف إلى "مقتل قيادي في مجموعة مقاتلة موالية لإيران مع اثنين من مرافقيه من جنسيات غير سورية"، بينما كانوا يتفقدون موقع الاستهداف ليلاً، بحسب المصدر ذاته.
وبعد ساعات عدة من الهجوم الثاني، استهدفت طائرة مسيرة صهريج نفط رجح المرصد السوري أنه كان يقل أسلحة وذخائر، ما أدى إلى انفجاره ومقتل مقاتل موال لايران.
ولم يتمكن المرصد من تحديد جنسيات القتلى في الهجمات الثلاث، ولا هوية الجهات التي نفذتها. ولم يعلن أي طرف مسؤوليته حتى اللحظة.
إلا أن مصدراً سورياً في معبر البوكمال، رفض الكشف عن اسمه، نفى أن تكون الشاحنات المستهدفة محملة بأسلحة. وقال لوكالة فرانس برس يوم الإثنين إن "قافلة مؤلفة من 25 شاحنة مبردة كانت قد حازت على ترخيص مسبق للدخول تباعاً الى سوريا، وقد تعرضت لثلاث استهدافات منذ ليل الأحد". وأوضح أن "الشاحنات محملة بمواد غذائية مقدمة كمساعدات من إيران الى الشعب السوري".
وبدأت الضربات ليلاً باستهداف ست شاحنات تبريد فور دخولها من العراق، وكانت تقل أسلحة إيرانية وفق ما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن فرانس برس.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من دمشق، لكنّ إذاعة "شام إف إم" المحلية المقربة منها ذكرت أن طيراناً "مجهول الهوية استهدف بعدد من الغارات ست شاحنات تبريد" أثناء توقفها شرق البوكمال "بعد اجتياز البوابة الحدودية المشتركة مع العراق".
وفي العراق، أكد مسؤول من سلطات الحدود لفرانس برس أنّ "الشاحنات التي قصفت داخل سوريا عراقية لكنها لا تحمل أي بضائع عراقية". وقال إنّ "الشاحنات تقلّ بضائع إيرانية باتجاه سوريا وقد عبرت من منافذ غير رسمية"، مرجحاً استخدام شاحنات عراقية عوض الإيرانية لتلافي تعرّضها للقصف.
وبحسب المرصد، دخلت قافلتان على الأقل خلال هذا الأسبوع من العراق، أفرغتا حمولتهما في مدينة الميادين، لافتاً إلى نقلها "أسلحة متطورة" الى مجموعات موالية لطهران.
- 15 ألف مقاتل -
تعدّ إيران داعماً رئيسياً لدمشق. وقدمت لها منذ بدء النزاع في العام 2011 دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وقد بادرت في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط بشكل خاص، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه. وقد ساهم هؤلاء في ترجيح الكفة لصالح القوات الحكومية على جبهات عدة.
ومحافظة دير الزور مقسمة بين أطراف عدة، إذ تسيطر قوات النظام ومقاتلون إيرانيون ومجموعات موالية لهم على المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى جزأين، فيما تسيطر قوات سوريا الديموقراطية، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على المناطق الواقعة عند ضفافه الشرقية.
ويقدّر المرصد انتشار نحو 15 الف مقاتل من القوات الإيرانية من المجموعات الموالية لها في المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين.
وتتعرض المنطقة بين الحين والآخر لضربات جوية، استهدفت إحداها في تشرين الثاني/نوفمبر قافلة تضم صهاريج محروقات وأسلحة بعد عبورها من العراق. وأسفر القصف الذي أعلنت اسرائيل مسؤوليتها عنه لاحقاً، عن مقتل 14 مقاتلاً موالين لطهران.
ومنذ بدء النزاع عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله. ونادراً ما تؤكّد تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وأقر التحالف الدولي مراراً بتنفيذه ضربات ضد مقاتلين موالين لطهران.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً متشعب الأطراف، تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.