اختتمت مؤسسة فلسطينيات في قطاع غزة اليوم، جلسات دعم نفسي لمجموعة من الصحافيين الذين شاركوا في تغطية الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وذلك بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو".
وشارك في المجموعة الأولى التي بدأت يوم السبت، 40 صحافيًا من العاملين في وسائل إعلام إضافة إلى آخرين يعملون بشكل حر، حيث استمرت الجلسات على مدار ثلاث أيام متواصلة.
وتضمنت جلسات الدعم النفسي أنشطة ترفيهية متنوعة، ساهمت في تخفيف الضغوط التي عاناها الصحافيون المشاركون نتيجة تعرضهم المستمر لخبرات صادمة أثناء تغطيتهم الاعتداءات الإسرائيلية.
وقال د.فتحي فليفل المتخصص في جلسات الدعم والارشاد النفسي، إن ما تم تنفيذه هو تفريغ ودعم نفسي من خلال الفنون، موجّه للصحفيين والعاملين في القطاع الإعلامي، لأنهم يشكّلون خط المواجهة الأول عند تأزّم الأحداث وعلى نقاط التماس في لحظات خطرة، ما يجعلهم عرضة للكثير من الضغوطات والمشاهد الدامية والأليمة عند عملهم للتغطيات المسجلة أو المباشرة التي ينقلونها، ليضعونا من خلالها في صورة الحدث والحقيقة.
وأكد فليفل أهمية تنفيذ برامج مشابهة لدعمهم نفسيًا، ومساعدتهم على تفريغ ما يتعرضون له من ضغوطات، وإمدادهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع ما يتعرضون له، وذلكَ حرصًا عليهم وعلى صحتهم النفسية، ومن جهة أخرى حتى لا يتم نقله إلى مجتمعاتهم الخاصة مما يؤثر قد سلبًا على تفاعلهم الاجتماعي ويحد من قدرتهم على التواصل الايجابي مع الذات والآخر.
الصحفي حسين المدهون، أحد المشاركين في التدريب، والذي تعرّض للكثير من المواقف الصادمة أثناء عمله الصحفي، نتيجة اعتداءات الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين وأماكن سكنهم، فأكد أهمية ما يخوضوه حاليًا من تدريب وجلسات دعم نفسي تخفف عنهم آلام مشاهد قاسية ما زالت عاقلة في أذهانهم.
وتابع المدهون: "استفدنا من المدرب بشكل كبير، وتعلمنا أشياء جديدة تخفف عنا الضغط في حياتنا، بخصوص الرسم أذكر أنني آخر مرة رسمت كانت في المرحلة الابتدائية، وحتى تشكيل الصلصال أيضًا، هذا التدريب جعلنا نعود إلى مراحل جميلة في عمرنا".
أما الصحفي محمد الحجار، فاعتبر أن التدريب غير تقليدي خاصة موضوع الرسم والنحت، هي خبرات جديدة جعلتهم يشعرون بالسعادة، وهناك انسجام كبير بين المشاركين، يكمل: "المدرّب فليفل متمكن في عمله ولديه نصائح مهمة وأسلوب جاذب، نشعر أننا نود الاستماع له كثيرًا".
.
وتأتي هذه الجلسات كتدخّل من قبل فلسطينيات في إطار الدعم النفسي للصحافيين والصحافيات الذي عايشوا أحداثًا قاسية خلال عملهم الصحفي، حيث عملت على تقييم الوضع النفسي للصحافيين والصحافيات ووجدت أنهم في حاجة ماسة لمثل هذا النشاط.
وفي إطار الدعم النفسي أيضًا، كانت فلسطينيات أصدرت في وقت سابق من العام الماضي، دليلًا توعويًا حول الرعاية الذاتية والنفسية للعاملين والعاملات في القطاع الإعلامي، وذلك بتمويل من يونسكو.
وتضمن الدليل الإرشادي الذي عكف على إعداده في الفترة الماضية كلًا من المدربة هداية شمعون والمعالج النفسي باستخدام الفنون د.فتحي فلفل؛ تعريفات حول الضغط النفسي وأسبابه وأهمية الدليل، وكيفية التعامل مع الضغوط المختلفة، إلى جانب مجموعة من التمارين التي تساعد في تخفيف الضغوطات والرعاية الذاتية.