نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصدر رسمي إسرائيلي قوله، إنه يرجح التوقيع "قريبا" على اتفاق رسمي لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، في إطار ما يسمى بـ"اتفاقات أبراهام".
وأفاد المصدر للصحيفة بأن المفاوضات تجددت بين الخرطوم وتل أبيب وتكثفت في الآونة الأخيرة، وذلك بوساطة من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.
وشدد المصدر على أن "المضي قدما" لتوقيع اتفاق تطبيع بين الطرفين "بات أمرا ممكنا".
وبالتزامن مع المحادثات مع السودان، قال المصدر السياسي إن إسرائيل "تأمل" خلال هذه المرحلة، في الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاقات تطبيع مع دول أخرى، من بينها موريتانيا وإندونيسيا.
وقال المصدر إن "هناك سبع أو ثماني دول عربية أو إسلامية يمكن أن تنضم إلى اتفاقات أبراهام".
وكان السودان قد أعلن عزمه الاعتراف والتطبيع مع إسرائيل، في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، ضمن صفقة مع إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، تضمت شطب السودان من قائمة واشنطن "السوداء" للدول الراعية للإرهاب.
وانخراط الخرطوم في "اتفاقات أبراهام" ليس جديدا، لأنه حصل بالفعل شفاهة خلال محادثة جماعية بالهاتف في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 بين ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان.
وفي كانون الثاني/ يناير 2021، وقع السودان مع الولايات المتحدة الأميركية، إعلان "اتفاقات أبراهام"، ومثل حينها الجانب السوداني، وزير العدل، نصر الدين عبد الباري، فيما وقع عن الجانب الأميركي، وزير الخزانة، ستيفن منوتشين.
و"اتفاقات أبراهام" هي اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية برعاية الولايات المتحدة، واستخدم الاسم لأول مرة للإشارة بشكل جماعي إلى اتفاقيات موقعة بين إسرائيل والإمارات والبحرين، ولاحقا انضم إليها المغرب.
وكان من المقرر أن يوقع الجانب السوداني على إعلان "اتفاقات أبراهام" مع الجانب الإسرائيلي، غير أن هذه الخطوة لم تتم، على عكس الإمارات والبحرين والمغرب، وذلك بسبب التقلبات على الساحة السياسية في السودان.
وكان المسؤولون السودانيون قد أوضحوا أن التوقيع على الإعلان رغم أنه حدث مع الولايات المتحدة سيؤدي للتطبيع مع إسرائيل، لكنهم شددوا حينها على أن شرط عرض قرار التطبيع على البرلمان ما زال قائما حال تشكيله.
وبموجب الانضمام إلى "اتفاقات أبراهام"، التزمت واشنطن وفقا لمذكرة التفاهم مع الخرطوم، بتصفية متأخرات السودان للبنك الدولي، وتمكينه من الحصول على ما يفوق المليار دولار سنويا، بالإضافة إلى شطبه من قائمتها للإرهاب.
وفي أعقاب "الانقلاب العسكري" الذي قاده البرهان على إجراءات التحول المدني للسلطة الانتقالية، في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، اعتبر مسؤولون إسرائيليون أن "القدرة على إقامة علاقات مفتوحة بين الدولتين قد تضاءلت".حسب "هآرتس".
على الرغم من ذلك، وفي ظل "العلاقات المتينة"، بحسب "هآرتس"، بين المستوى السياسي والأمني في إسرائيل وكبار المسؤولين العسكريين في السودان، فقد نشرت عدة تقارير منذ الانقلاب، عن زيارات وفود إسرائيلية إلى الخرطوم.
وقبل إجراءات البرهان الاستثنائية، بدأت بالسودان في 21 آب/ أغسطس 2019، مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.