- معتز خليل
عُقدت في الساعات الآخيرة بالعاصمة المصرية القاهره أول اجتماع بين وفد الجهاد الإسلامي بقيادة زياد النخالة ووفد من المخابرات المصرية في القاهرة، وناقش الاجتماع بعض من النقاط منها:
1- التطورات الميدانية في الضفة الغربية والقدس وحالة التصعيد المستمرة هناك
2- ضرورة تهدئة المنطقة في ظل تواصل العمليات العسكرية والأمنية بالضفة الغربية.
3- دعم إيران اللوجستي لعمليات المقاومة ، وهو ما تزعمه وتدعيه الكثير من الدوائر الغربية المختلفة.
ما الذي يجري؟
منذ عدة أيام أعلنت قناة الغد التي تبث من العاصمة المصرية القاهرة عن استضافة القاهرة لعدد من القيادات في حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس ، وهو الإعلان الذي تداولته بعد ذلك بعض من الصحف والتقارير المصرية.
الاجتماع أتى تزامنا مع بعض التطورات ، على رأسها :
1- زياره مدير جهاز المخابرات المصري عباس كامل إلى إسرائيل ورام الله واجتماعه مع بعض من القيادات الإسرائيلية فضلا عن الرئيس الفلسطيني محمد عباس أبو مازن.
2- تحليل مضمون للكثير من التقارير الفلسطينية الذي يعلن انه لن يصمت إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها الكثير من الأسرى بالسجون الإسرائيلية ، وهي الانتهاكات التي وصلت إلى الأسيرات أو ما يعرف بالأدبيات الفلسطينية الاخوات في المعتقلات.
3- أعلن زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي ومع انطلاق المباحثات بأن حركته لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء استمرار أنشطة الاحتلال العسكرية المزعزعة في الضفة الغربية ضد أبناء شعبنا، وأن لن يسمح لحكومة اليمين المتطرف بالتفرد في أبناء شعبنا واستمرار إعدامهم الميداني ، وهو تصريح دقيق ومهم خاصة وأن وضعنا في الاعتبار أنه نشر في قناه الميادين الداعمة للجهاد وحركة حماس سويا في الثاني من فبراير الجاري ، وهو الأمر الذي يعني إرسال رساله للقاهرة قبل انطلاق المباحثات.
4- وقت انطلاق هذا التصريح كان الوزير عباس كامل في رام الله وإسرائيل محاولا الوصول إلى صيغة إقليميه للتهدئة ، وهو أمر مهم خاصة وآن رئيس جهاز المخابرات الأردنية أحمد حسني رافق الوزير عباس كامل في هذه الزيارة ، ومشاركة الأخير تعني بوضوح دقة المطالب وأهمية الزيارة .
5- مع هذه الأهمية أشار تحليل مضمون بعض من التقديرات السياسية وأوراق تقدير الموقف البحثية أن إيران أو بعض من القوى السياسية بها والمتابعة للموقف بالشرق الأوسط غير راضية عن هذه المحاولات للتهدئة ، وهو ما عكسته بعض المواقف.
الموقف الإيراني
صباح اليوم الأحد الخامس من فبراير نشر موقع "رأي اليوم" الإخباري الموالي لإيران والذي يبث من العاصمة البريطانية لندن وعلى لسان من أسماها بمصادر فلسطينية أنّ مباحثات القاهرة بين حركة الجهاد الإسلامي والمخابرات العامة المصرية لم تسجل اختراقاً جدياً.
ولفتت المصادر ، المجهولة، إلى أنّ المباحثات بين وفد الجهاد والمخابرات المصرية تستمر اليوم أيضاً، مشيرةً إلى أنّ النقاش الأساسي بين الطرفين كان حول نشاط الحركة في جنين وتهدئة الأوضاع في الضفة الغربية.
التصريحات ذاتها نشرتها قناة الميادين في وحدة موضوعية وصحفية لافته مع موقع رأي اليوم ، الأمر الذي يزيد من وجاهة فرضية آن نشر هذه المعلومات جاء بتعليمات إيرانية لعدم رضا طهران عن هذه المباحثات خاصة وأن الوضع الأمني في الضفة الغربية لا يهدأ في ظل التصعيد العسكري الذي لا يتوقف في فلسطين أو إسرائيل .
تقدير استراتيجي
بات من الواضح أن هناك قلق إيراني للجهود النصرية التي تبذلها القاهرة للوصول إلى تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية ، وهو ما يزيد من حساسية الموقف والوضع مع إيران.
غير أن هناك تطور لافت بات ظاهرا خلال الساعات الأخيرة ، رغم أنه دائر منذ أشهر يتمثل في الخلافات المصرية السعودية ، وبرود العلاقات المصرية الإماراتية ، وهو أمر تتابعه التقديرات الاستخباراتية والأمنية الإيرانية وترغب بالطبع في استغلاله لأنه يحقق بعض من الأهداف وهي:
1- قلق دوائر امنية خليجية (سعودية وإماراتية) من هذا التقارب.
2- رغبة القاهرة في الرد على الرياض بالورقة الإيرانية ، وهو تقدير توصلت إليه دوائر أمنية إسرائيلية أخيرا وهي تتابع التطورات الاستراتيجية لعلاقات مصر الخارجية.
3- بات من الواضح أن النقاش بشأن هذه النقطة تم تداوله بالمقرات الأمنية والاستخباراتية المصرية ، وهو ما سيتجلى قريبا على أرض الواقع ، بحسب تقديرات للموقف غربية اتفقت مع الدوائر الإسرائيلية.
عموما فإن المنطقة تمر حاليا بحالة من التصعيد السياسي الدقيق ، الأمر الذي يجعل الفرص مفتوحة للكثير من التطورات السياسية المختلفة الآن.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت