تقدير موقف: في ظل سعيها المزمن للتطبيع ....إسرائيل لا تنس ورقة المقاومة الفلسطينية

بقلم: معتز خليل

  • معتز خليل

أعلنت مصادر سياسية عن وصول وفد سوداني يضم مسؤولين كبار من قبل الحكومة السودانية سيصل إسرائيل خلال الفترة المقبلة، حيث يأتي  إلى إسرائيل عقب الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين واجتماعه مع عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني.
ومن المنتظر آن يجري الوفد السوداني محادثات ونقاشات حول تفاصيل اتفاق السلام الذي يجري تشكيله لدفع العلاقات بين البلدين، وسيرأس الوفد جنرال أو وزير سوداني.
ما الذي يجري؟
منذ عدة أيام عقد وزير الخارجية الإسرائيلي اجتماعات وصفتها دوائر سياسية دوليه بالدقيقة مع كبار المسؤولين السودانيين ، وهي الاجتماعات التي ترغب إسرائيل في آن تتوج لتكون السودان الدولة الرابعة التي تقوم بتطبيع علاقاتها في إطار الاتفاقيات الابراهيمية بعد دولة الامارات العربية، البحرين والمغرب.
وأصدرت الخارجية الإسرائيلية تقدير للموقف عقب هذه الزيارة ، وهو التقدير الذي أشار إلى النتائج العملية لزيارة كوهين للخرطوم ، والتي مان عنوانها الرئيسي يتمحور في الرغبة الإسرائيلية بالمساعدة بالجهود لتطوير السودان بعدد متنوع من المجالات من بينها :
1-    الأمن
2-    الغذاء
3-    إدارة الموارد المائية ،الزراعة وغيرها
4-    فضلا عن بلورة إسرائيل لخطة مساعدات إسرائيلية تركز على النهوض والأرتقاء بعدد من المشاريع وبناء القدرات في مجالات المساعدة الانسانية وتنقية المياه والطب العام.
وحدة الهدف
وبجانب هذه الخطة هناك أيضا خطة أمنية استراتيجية تبلورها احد الأجهزة الأمنية ، وهي الخطة التي يشير تحليل مضمون بعض من الدوائر الغربية على إنها تقوم على:
1-    الحرص على عدم استضافة أي من القيادات السياسية أو العسكرية العربية المرتبطة بمحور المقاومة.    
2-    الابتعاد التام عن وجود أي علاقة مع حركة حماس، وهو ما تم بالفعل غير أن هذا الجهاز الأمني المشار إليه في السابق رأى إن هناك علاقات سياسية لا تزال تربط بعض من قيادات العمل الوطني والسياسي السوداني من جهة وبعض من قيادات حماس من جهة أخرى ، وهي العلاقات التي تتوجس إسرائيل من أن تتصاعد في ظل الأجواء الجديدة التي تعيشها المنطقة وقرب التوقيع على اتفاقية سلام بين السودان وإسرائيل.
3-    العلاقات لم تتوقف فقط عند عناصر حماس ، لكن هناك علاقات تم رصدها بين قيادات من العمل السياسي السوداني من جهة وبين قيادات سياسية وأمنية وعسكرية من إيران وحزب الله ، وهي العلاقات التي تتم في إحدى الدول الإفريقية بين الحين والآخر وتحوص إيران على الارتقاء بها.    
4-    تحليل مضمون بعض من التقارير الغربية التي عنيت برصد هذه النقطة أشار إلى اقتناع بعض من الدوائر الإسرائيلية بضرورة أن تصل العلاقات بين السودان وقيادات محور المقاومة سواء بحركة حماس أو حزب الله أو إيران لمرحلة البرود في العلاقات ثم العداء ، وهو أمر دقيق للغاية خاصة مع الارتباط السابق بعلاقات متميزة بين الطرفين ، والمقصود هنا السودان وحماس تحديدا.      
5-    تحليل المضمون أشار أيضا إلى رؤية مصر لهذا السلام بين السودان وإسرائيل ، ورأى إن مصر ، أو بعض من الدوائر  بها ، كانت تعرف خبر زيارة كوهين للخرطوم ، وهو ما يمثل نقطة دقيقة لعدة أسباب منها:
أ‌-    توجس إسرائيل من أن تستغل جهات أمنية أو استخباراتية مصرية لهذا السلام للضغط على إسرائيل في بعض القضايا.
ب‌-    هناك جهات في هذا الجهاز الأمني الإسرائيلي الذي وضع التقرير ترى إن مصر تتعاطى مع الدول العربية بمبدأ المتحكم الرئيسي ، وهو ما تصفه بعض من الأوساط المصرية بمصطلح "الشقيقة الأكبر"، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الخطوة خاصة مع ترقب مصر كثيرا وتحفظها على بعض من الخطوات التي تتم بالسلام بين إسرائيل والإمارات تحديدا.
ج- التقرير ومع التوجس من دقة هذا الدور المصري ، رأى إن مصر وفي النهاية لن تستطيع أن "تعطل" ولكنها يمكن أن "تربك" حسابات السودانيين في هذا السلام كما حاولت جهات مصرية العمل مع المغرب أو البحرين أو الإمارات في علاقاتهم مع إسرائيل.  
تقدير استراتيجي
بات من الواضح أن هناك ما يمكن وصفه بالجهود أو باليد الثقيلة التي تضغط بها أحد الأجهزة الأمنية في إسرائيل على مفاصل العمل السياسي أو الدبلوماسي من أجل تحقيق الأهداف الأمنية من وراء السلام وتدشين العلاقات الخارجية مع إسرائيل ، الأمر الذي بات واضحا مع السودان وقطعا يؤثر ذلك على حركة حماس تحديدا بالنهاية ويضيق الكثير من أطر التعامل الدبلوماسي والسياسي الخارجي لها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت