أصدر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، مساء الخميس، أوامر بإنشاء قسم مخصص لعزل الأسيرات الفلسطينيات.
وقالت قناة "كان 11" الرسمية العبرية إن ذلك يحدث لأول مرة، إذ لم تعتد إدارة سجون الاحتلال على عزل الأسيرات في زنازين إنفرادية، "بسبب نقص الميزانية لإنشاء قسم مخصص لزنازين العزل".
وأوضحت أن بن غفير أصدر أوامر بإنشاء قسم لعزل الأسيرات في سجن الرملة "نفي ترتسيا"، وتعهد بتخصيص الميزانية اللازمة لذلك، "بهدف عزل أسيرات كإجراء عقابي".
ويأتي ذلك بعد أيام من اقتحام قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، قسم الأسيرات في معتقل "الدامون"، وإجراء تفتيشات استفزازية ودقيقة لغرفهن، ومصادرة الأجهزة الكهربائية من القسم.
ولاحقا، أغلقت إدارة سجون الاحتلال القسم وفرضت العزل الإنفرادي على مجموعة من الأسيرات لمدة 7 أيام، وعزل الأسيرات بشكل جماعي لمدة خمسة أيام، وحرمانهن من الزيارة والهاتف العمومي لمدة شهر.
وأدى الاعتداء على الأسيرات إلى إعلان الحركة الأسيرة التمرد في كافة السجون والمعتقلات.
وتواصل سلطات الاحتلال انتهاك حقوق الأسيرات الفلسطينيات، خلافاً لاتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1987، والتي حظرت المعاملة غير الإنسانية، خلافاً لقواعد الأمم المتّحدة النموذجية لمعاملة السجناء لعام 1955.
وتعيش الأسيرات خلال مراحل الاعتقال ظروفاً لا إنسانية، لا تراعى فيها حقوقهنّ في السّلامة الجسدية والنّفسية والخصوصية، إذ يحتجزن في ظروف معيشية صعبة، يتعرّضن خلالها للاعتداء الجسدي والإهمال الطبي، وتحرمهن سلطات الاحتلال من أبسط حقوقهن اليومية، كحقهنّ في التجمّع لغرض أداء الصلاة جماعةً أو الدّراسة، إضافة إلى انتهاك خصوصيتهن بزرع الكاميرات في ساحات المعتقل، ما يضطر بعضهنّ إلى الالتزام بالّلباس الشرعي حتّى أثناء ممارسة الرياضة.
كما تحرمهن من حقّهن بوجود مكتبة داخل المعتقل، رغم المطالبات المتكررة لذلك، إضافة إلى حرمانهنّ من ممارسة الأشغال الفنية اليدوية، علاوة على تعرضهنّ للتنكيل خلال عملية النقل عبر عربة "البوسطة" إلى المحاكم أو المستشفيات، والتي تستغرق عملية النّقل بها لساعات، ويتعرّضن خلالها للاعتداء على يد قوّات "النحشون".
ويبلغ عدد الأسيرات حاليا 28 أسيرة، بينهن ثلاث قاصرات و7 أمهات. وتعتبر الأسيرة ميسون موسى المعتقلة عام 2015 أقدم الأسيرات، وهي محكومة بالسجن 15 عامًا. فيما تقضي الأسيرتان شروق دويات وشاتيلا أبو عياد أعلى الأحكام، البالغة 16 عامًا.
ومن بين الأسيرات، ست جريحات أصبن خلال عملية اعتقالهن. وتعتبر حالة الأسيرة إسراء جعابيص أصعب الحالات، إذ تعاني من تشوهات حادة في جسدها، جرّاء تعرضها لحروق خطيرة أصابت 60% من جسدها، جرّاء إطلاق جنود الاحتلال النار على مركبتها عام 2015، ما تسبب بانفجار اسطوانة غاز في مركبتها.
كما أن من بينهن الأسيرة رغد الفني التي اعتقلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في 29 تشرين الأول 2022، وحولتها إلى الاعتقال الإداري.
وتفيد دراسات الرّصد والتّوثيق بأنّ سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من (16) ألف امرأة فلسطينية منذ العام 1967.