- كتب الدكتور سمير محمد أيوب
مقاربة نقدية للموروث البشري في التدين
جدل الدين الرباني والتدين الانساني
في مشاهد التدين البشري المنتشرة بيننا، هنا وهناك وهنالك، الكثير من الممارسات المثيرة لحزم من الالتباس والتتويه القصدي او العفوي.
وهنا، وقبل المضي قدما في تقديم الامثلة والشرح والتفسير والتبرير، لا بد من التذكير بداية ومن التأكيد، على ما يلي من مسلمات تتكئ عليها هذه المقاربات:
اولا: أنا هنا لا اتحدث في هذه المقاربات، عن النص التأسيسي لأي دين او عقيدة او رسالة سماوية أو سننها المؤكدة، فالمعروف الثابت منها، بالنسبة لي، مقدس سامٍ نقيٍّ صافٍ، محفوظ في كتب سماوية تشكل كنوزا روحية، يستطاب الارتواء من نبعها الواحد، لانه نبع رب كل الناس وإلههم.
ثانيا: الدين الرباني شيء والتدين البشري شيء آخر. النصوص الربانية شيء، والمتدينون شيء آخر، فالمتدينون بالانشقاتات والتشظيات والتفريخ والعمليات القيصرية، صاروا اشتاتا، يهيم الكثير منها في كل واد.
ثالثا: للتذكير مرة أخرى، لقد ابتعد الكثير من التدين الممارس عن جوهر المقاصد الربانية وعن غاياتها، بل بفضل منتحلي صفة مرجعيات تدعي "عصمة لا تنطق عن الهوى"، بات بفضل بعض الفتاوى الرائجة المصنعة غب الطلب، اقرب ما يكون الى فروع مفتعلة من احزاب وسيوف ومعارك وقتلى، يتم توزيعهم وفق هوى متعسف او مُتوَهم، على طريقة قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.
لذا أردتها مقاربات لبعض ما قد تم ترجمته في حياة المؤمنين من معاملات، تختلف قليلا أو كثيرا في مدى ما ألحقته من تشوية مُدان في المقاصد الربانية، كما تحدثت عنها النصوص التأسيسية المحفوظة.
ومن ثمسأهبط من علياء التعميم الى التمثيل والتحديد، بدءا بعتبةٍ من بدع الانتحال والسطو على الألقاب واستخدام المزور، وأولها بدعة مصطلح " رجال دين ":
كثرة من الناس يتخفون إما تحت عمائم ولحى مشذبة ومهذبة أوغيرها، أوفي قفاطين وجلابيب، أويمسكون بصولجانات مذهبة ومزركشة، بعيدا عن النصوص الربانية ومقاصدها، وتأويلاتها الحقة ينتحلون على ضفاف كل دين سماوي أو حتى وضعي، لقب " رجل دين " .
مسمى رجل دين، بدعة من البدع الفاشلة ايمانيا ودلاليا. لا بد من البحث مطولا ومعمقا عن أدلة مرجعية قطعية الثبوت وصحيحة الدلالة، في الكتب السماوية عن مثل هذا " المقام الفخم " المحجوز خصيصا لبعض خلق الله، فلا نجد إنْ بحثنا ابدا، لا رجال دين في المسيحية ولا في الإسلام. توصيف بعض الناس ب " رجال دين "، اقتناص مثل هذه المكانة والمنصب، تزوير صفة وانتحال مسمىى، وتلبسٌ في استخدام مزور عيني عينك، لتحقيق العديد من الأهداف والمنافع الخاصة بالترهيب والترغيب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت